حديث الأم

حديث الأم

‏مصعب البدور
ولأنها #العنوان الصحيح ولأنها المدرسة الحقيقية أحدثكم عن أمي
تعلمنا منها دون أن تعرف هي كثيرا من ثوابت حياتنا:
حاسبتنا على ما في حقائبنا من أشياء ليست لنا؛ فعلمتنا معنى الحساب الأكبر وتعلمنا معنى “وقفوهم إنهم مسؤولون”.
كانت تحاسبنا على تعاملنا مع غيرنا؛ فعلمتنا معنى “الدين المعاملة” ومعنى “خالق الناس بخلق حسن”.
كانت تأمرنا أن كفّوا شروركم عن الناس؛ فعلمتنا معنى “من سلم #المسلمون من لسانه ويده”.
كانت تعلمنا ألّا نسكت على باطل؛ فعلمتنا معنى “ولا تلبسوا الحق بالباطل، وتكتموا الحق وأنتم تعلمون”
كانت تعلمنا أن العم بمنزلة الأب والعمة بمنزلة الأم؛ فعلمتنا #صلة_الأرحام، ومعنى ” ألا ترضين أن أصل من وصلك وأن أقطع من قطعك”
علمتنا أن نرفق ببعضنا؛ فتعلمنا معنى “رحماء بينهم”.
علمتنا أن نتجاوز عن المسيء ترفعا؛ فتعلمنا معنى “فاعفوا واصفحوا”
قادتنا بيدها إلى المدرسة؛ فتعلمنا معنى “طلب العلم فريضة “
سهرت علينا أطفالا؛ فتعلمنا منها معنى “كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته”
ارتكبنا كل عمل مستفز؛ فابتسمت لنا؛ فتعلمنا كيف تسبق الرحمة الغضب
تضرعت ودعت لنا؛ فعلمتنا معنى “ادعوني أستجب لكم “
فرحت وضحكت بإنجازنا، وبكت لتعثرنا؛ فتعلمنا معنى “الأيام دول “
شبّت في رعايتنا وشابت على تعهدنا فتعلمنا منها معنى “اعمل لشبابك قبل هرمك” .
فدلوني بربكم على مدرسة علمتنا هذه الأشياء، تعليما حقيقيا غير أمي، قضى الله لها البرّ والإحسان، فاستجابةً له وطلبًا لرضاه أحفلُ بأمي ولحظاتها، بحضرتها وغيبتها، حاضرها وذكرياتها، وامتثالًا لأمره عزّ وجل أقبل إليها وأتذلل أمامها.
ولأن أمي وصية رسولي عليه أفضل الصلاة والتسليم لها الأيام، ولها الكلمات والحروف ولها الخوافق والقوافي.
وبعد أن سكتت الأيدي عن النسخ واللصق وبعد أن هدأت زوبعة الحروف جاءت هذه الكلمات،
فإن قيل متأخر. قلت : متمهّل فالكلمات أمام أمي يجب أن تكون أنيقة، وصادقة.
#‏أمي _

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى