حتّى لا يتسوّل عيسى!

[review]

(فإذا ماتَ أحدُنا، عاش النص. إذا مات أحدُنا مِن أجلِ النص… عاش النص. إذا اخترنا أن نعيش، قتلنا النص.

علينا أن نختار: إمّا النص، وإمَّا نحن).

شرف الدين شكري هوامش كونية ص 163

مقالات ذات صلة

****

وصلتني رسالة من الصديق عيسى بطارسه ، الشريك في موقع quot;الأدب العربي quot; يقولُ فيها:

(إطلالة; إطلالة لوجه الله يامحسنين. الله يعمر بيتكم سنين وسنين. إطلالة لوجه الكريم). والحق أنّني منذُ شهورٍ مَضت; تحديداً منذ تحولتُ إلى موظفة. لم أستطع كتابة إطلالة واحِدة للموقع. الأمر الذي جعل الصديق العزيز عيسى وفي محاولة يائسة من صبرهِ في تعديل اعوجاجي إلى إلغاء الإطلالة الموجودة في رأس الموقع والتي كنّا نكتبها بالتناوب.

صباح ذاك اليوم فتحت الموقع كعادتي ولم أجد الإطلالة فبكيت وأرسلتُ له رسالة تقطرُ ذنباً، استحلفتهُ فيها بأن لا يهدم وطني.

ولأنَّ عيسى ليسَ مُخرِّباً، قام بإعادة إعمار وطني ، ثمَّ أثَّثهُ بكلماتهِ الدافئة السيّالة من جديد، ووهبني فرصة.

لم تَكن الفرصة الأولى، فقد تلتها فرصٌ أخرى . بعضها صاخبة، بعضُها متوعدَّة، أو مراوغة ولمّاحة!، وأخيراً ها هي .. متسوِّلة!.

وحتّى لا يتسوّل عيسى، أخونُ قناعاتي الكتابيّة.

وحتّى لا يتسوّل عيسى، يعرجُ قلمي بالكلام.

وحتَّى لا يتسوّل عيسى، ألثغُ أمامكم دون ممحاة حتّى ينتهي النَص.

وحتَّى لا يتسوّل عيسى، أعتذرُ لكم – مقدّماً – عن كلِّ هذهِ الفوضى!.

***

1

مُبتَدأ/ الكاتبة:

لأنَّ بنات الأفكار تَمتَعِضُ مِن الكاتبات الفاتنات، أستعيرُكَ حبيباً مدّة نَصْ..!.

***

2

مُبتَدأ ndash; أيضاً- الكاتبة:

قطرة، قطرتان،..؟!، كم يلزمُكَ مِنها كي تتهجَّى أنوثة امرأةٍ تلهثُ خلفها الأبجديّة، مِثلي، ويلهثُ المَطَر؟.

***

3

مُحاولة أولى/ الكاتبة:

هَكذا نُبعثِرُ الكَوْنَ، حينَ يخذِلنا الكَوْنُ.

هكذا نُبعثرُ الكَوْنَ، حينَ نَخذلُ الكَوْنَ.

هكذا يُبعثرُنا الكَونُ ، عِندما نَخذلُ أرواحَنا في مهبِّ كَوْن.

.

.

الدَهشَة أنَّ : هَذا الكَون ليسَ كَوْني; كَوني ليسَ هُنا، أنا مِنْ هُناك.

أعيدوني إلى كَوني أو امنحوني رَجلاً لا يَموت.

أعيدوني إلى كَوْني أو امنحوني رَجلاً لا تَصير فكرة أنَّهُ (يَكرَهُ إسرائيل، بينما أعشَقُ فِلَسطين)، معضلةً قَلبيّةً مُزمِنةَ الفراقْ.

أعيدوني إلى كَوني أو امنحوني رجلُاً لا أستعجِمُ عليهِ ولُغتي حينَ أرجوهُ: (لا أقلَّ مِن وطنٍ ); عَلى سبيلِ الهديَّة!.

***

أنا:

منبّهُ الساعة يشبهُ صوت الخطر الذي تطلقهُ أجهزة التنبيه في غرفِ العنايّة المركَّزة في المستشفيات.

النص يحتضِّر. علبُ الهدايا لا تتسِّعُ لِ وطن.
مزاج أوطاننا رماديّ; ولا تروقُ لهُ علبُ الهدايا الملونّة، أوطاننا عديمة ( الزنبركات) المَرِّحة.

النَّصُ يحتضرُ داخل شطيرة الجبنة.

حافلة المدرسة تقفُ أمام الباب صاخبة، قبلةُ الوداع ضميرُها يؤنِّبُها، وقهوتي ساخطة عَلى سطحِ الغاز البرّاق كعادتها!.

تبّاً للقهوة ، تبَّاً لغرفِ العنايّة المركّزة، تبَّاً للموت.

***

أنا:

أقودُ ذاهبة نحو العَمل.

حبّة الفيتامين أشعرتني ببعض النشاط. بينما أكملت لمسات (الماكياج ) لما تفشل حيويتي الطبيعية في إظهاره. وعمّان مَدينة مُرهَقة هذا الصباح.

عمّان لا تملكُ ثمنَ حبّة فيتامين. ولا تَتجمَّل.

عمّان (خِتيارة) فقيرة، سأهجرها يوماً ما.

***

عمّان/ الكاتبة:

مُذ وصلتَ مِن غيابِكَ والمدينةُ تخلعُ حضارتَها; عمارة عمارة!. يحتلُّ الرملُ أرصفتَها. تبدو المدينة لوزيّة الشكل، وعميقة، عسليّة، صفراء..

لَم تَعُد عمّان وأنتَ تسكنها عمّان.

صارت عمّان عينيك.

لَم تَعُد عمّان وأنتَ تَرحلُ ( فيها / عنها )عمّان.

صارت عمّان مُستبِّدة.

***

أنا:

الواجبُ الأوَّل في عملي يتضمّن قراءة جميع الصحف، ومعظم المواقع الألكترونية.

ها هو الدمّ يسيلُ مِن أخبارها. يصبِغُ صباحي بالأحمَر.

الظلم يصرخُ عالياً.

الشهداء يرقصون ( الدبكة) فوق مكتبي.

أصفِّقُ.أرقصُ، أبكي.

يزأرُ الكرسي الذي أجلسُ فوقهُ، يمسحهم بِدورةٍ واحدة، وينقذني!.

أعيشُ أنا بِدورةِ كُرسي. يموتون كما تموتُ النصوص عندما يعيشُ ال (أنا) فوقَ كُرسي دوّار وتُتوارى الكاتبة إلى حين.

***

يُتبع .. ذاتَ تسوّلٍ آخر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى