حتى لا تضيع الفرصة

حتى لا تضيع الفرصة
مصطفى وهبي التل

نعيش في الأردن اليوم تحت مظلة قانون الدفاع الذي يتم تفعيله اما بسبب وقوع حرب ، أو قيام حالة تهدد بوقوعها ، أو حدوث اضطرابات أو فتنة داخلية مسلحة أو كوارث عامة أو انتشار آفة أو وباء.
يعطي هذا القانون صلاحيات هائلة لدولة رئيس الوزراء دون التقيد بأحكام القوانين العادية المعمول بها. من هنا فإن هذا القانون سلاح ذو حدين: يمكن أن يستخدم لمصلحة الوطن والمواطن، دون تقييد الحريات الشخصية وحرية الرأي من جهة ويمكن، في حالة إساءة استعماله، أن يخدم أصحاب المصالح الخاصة ويمهد لاستمرار الفساد بكتم اصوات المعارضة وتسهيل سبل الاستحواذ على ثروات الوطن والمواطنين.
مثل بقية الشعب الأردني أتمنى أن يكشف دولة الرئيس عن أنيابه وأن يتخلى عن دور السكرتير التنفيذي ويستغل قانون الدفاع ليستلم فعلياَ زمام الامور لمصلحة الوطن. وأتمنى أن تكون كافة الاجراءات التي تم اتخاذها والتي سيتم اتخاذها تصب فقط في مصلحة الوطن وليس في مصلحة اي كان.
أتمنى، مثلا، أن يكون قرار التشديد على الاشتراك في الضمان هو حقاً حمايةً للقوى العاملة وليس كما يشاع هو مجرد تسمين للخاروف قبل ذبحه.
أتمنى ايضاً أن يتم وبشكل رسمي نشر اسم وصورة كل من أستغل الوضع الحالي ليغتني على حساب المواطن في ظل هذه الظروف حتى لا تبقى الإشاعات هي السائدة وحتى نعرف من يختبئ خلف الارقام.
هؤلاء الذين رفعوا أسعار المنتجات بشكل خيالي أو الذين استغلوا مناصبهم وعلاقاتهم لبيع وإصدار وتزوير التصاريح لم يهبطوا علينا من المريخ. منهم الجار ومنهم القريب ومنهم الصديق. منهم من يتصدر الصفوف في المسجد ومنهم من يحاضر عن الإنتماء والامانة. تعريتهم أمام الجميع درس لهم ولغيرهم.
(مش غلط) أن يضاف لهؤلاء الأشخاص الذين خرقوا حظر التجول وخالفوا تعليمات الدولة بطريقة عرضوا فيها المواطنيين للخطر. هؤلاء أيضا نحتاج أن يتم تعريتهم أمام أقاربهم وأصحابهم وجيرانهم حتى يكونوا عبرى لغيرهم.
أتمنى ايضاً أن يستغل دولته البند (د) من المادة الرابعة في القانون ليضع الأموال المنقولة وغير المنقولة لكل مسؤول (سابق أو حالي)، ولكل من استلم منصب له علاقة بالدولة، وأقاربهم حتى الدرجة الرابعة، وشركائهم في أعمالهم، من من تجاوزت أرصدتهم المليون دينار أردني (مجمعة او منفصلة) تحت يد الحكومة إلى أن يثبت هذا المسؤول، بالأدلة القاطعة (دون لف ودوران) أن هذه الاموال، قرش قرش، من (عرق جبينه) وليست من (عرق جبين) الوطن.
أتمنى ايضا أن لا (ينضحك) على دولته، كما حصل في عدة حالات تم التحقيق مع مسؤولين وأشخاص بتهم الفساد لنجد، (يا حرام)، أن ارصدتهم المحلية بالسالب ولا تعكس هذه الأرصدة اسلوب حياة البذخ التي يعيشها هذا المسؤول أو الشخص المتهم بالفساد. منه هنا فمن الضروري مخاطبة البنوك الدولية بشكل رسمي مطالبين بتجميد حسابات المذكورين أعلاه والذين تجاوزت حساباتهم المليون دينار حتى يتم التحقق من مصادرها. ماذا تفعل اموال الوطن خارجه؟
أخيراً، أتمنى من دولته أن يستغل الصداقات التي كونها اثناء عمله في البنك الدولي ليعرف (شو سيرة هالمليارات) الأردنية (الملطوشة) التي يتحدث عنها تقرير البنك. و(مش غلط) أن يعزم دولته أصدقاءه في البنك الدولي و(يفهم منهم) إذا في مليارات أردنية اخرى وجدوها في بحثهم (هون وهون) لم تكن ضمن التقرير.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى