حبيبتي اللعنة عليك
محمد طمليه
آخر #تهمة تلقيتها من حبيبتي (وهي شريرة بالمناسبة) أنني غدوت ضعيفاً، وأنني فقدت عنصر #التحدي مقارنة بأيام الدراسة في #الجامعة: تعارفنا هناك.
قالت أيضا أنني صرت مجاملاً/خائفاً/جباناً/نذلا/ إلى حد ما …
وقالت أيضا أنها أحبتني أيام الجامعة لأنني كنت شرسا، لا أهاب رجل #الأمن الذي يتابعني من محاضرة إلى محاضرة، ومن كافيتيريا إلى أخرى، ولا أتورع من #انتقاد “الدكاترة” المحسوبين على #الحكومة، وأجاهر أمام ممثلي التيار الإسلامي بأنني “ماركسي لينيني”، وأكتب قصصاً وقصائد يحفظها “الرفاق”.
سألتني: ما الذي جرى لك؟ وهل “محمد” الذي أحببته أيام الجامعة هو “محمد” الذي أراه الآن؟ ثم ذرفت دمعة، ومضت، فيما بقيت أنا مرمياً قرب المدفأة – كنت في الواقع برداناً.
فكرت بكلامها: إنها تتحدث عن مرحلة كانت الجامعة فيها عبارة عن ثكنة لأحزاب غير داجنة، وكانت #الكتب الممنوعة هي الأكثر رواجاً، وكانت الاجتماعات في البيوت تمتد حتى الصباح لصياغة رد ساخن على موقف الحكومة من مسألة ما /يظهر الرد في اليوم الذي يلي على شكل #منشور_سري. و كان عداؤنا لإسرائيل /على المستوى الشعبي/ جوهرياً – لم نكن نعرف أن هناك #اتصالات #سرية وكان الفرز واضحاً: هذا وطني، وهذا رجعي، وهذا خائن. وكان الشهداء يتوافدون إلى ضمائرنا فينفجر بركان في الروح. وكان #الوطن وطناً بكل ما في الكلمة من صهيل.
ثم تغير كل شئ: صار للأحزاب يافطات، وصار المناضلون وزراء أو مستوزرين، وصار الحكومي معارضاً، والمعارض حكومياً، وتفتقت قريحة الوطن عن أفواج جديدة من السماسرة.
أيتها الحبيبة، أنا جزء من خراب كبير، واللعنة عليك.