“حبس” أم حجر صحي؟ .. هذا ما حدث مع أم وأبنائها في كرفانات البحر الميت!!

سواليف: غيث التل
لم يكن بمخيلة الصحفي الأردني المغترب في دولة الإمارات العربية المتحدة محمود الخطيب أن يتم إعلامه بإصابة زوجته وأبنته بفيروس كورونا خلال تواجدهم في الحجر الصحي بمنطقة البحر الميت ذلك ان الخطيب سبق وأن أعلن عن تعافيه وزوجته وطفلته من الفيروس بعد أن أصيبوا به أواخر شهر رمضان المبارك وتحصلوا على تقارير نهائية من وزارة الصحة الإماراتية بشفائهم من المرض وعلى إثره قام بإعادة عائلته إلى الأردن بسبب الظروف الحالية.
الغريب في الأمر انه ورغم إعلامه منذ يومين أن نتائج فحوصات زوجته وابنته كانت إيجابية إلا أنه لم يتم نقلهم لمستشفى حمزة لتلقي العلاج او احضار أي جهة طبية للإشراف على حالتهما ومتابعتهما وتم الإكتفاء بإغلاق الأبواب عليهما وسحب مفاتيحها وكأن المرض إن ثبت بات جريمة تستوجب الحبس.
الطامة الكبرى في آلية التعامل مع هذه العائلة ان أحد المتضررين كان طفله ذو السبع سنوات وقد تم وضعه في كرفان منفصل بعيداً عن والدته وشقيقته وغلقت عليه الأبواب ومنع من التواصل مع أحد لا لذنب إلا لأن فحوصات والدته كانت إيجابية واستمر هذا الحال طيلة يوم كامل إلا انه وبعد تدخل عدد من العقلاء تم الإفراج عنه قبل ان يصيبه أي مكروه لا قدر الله وإعادته إلى جانب والدته في حجرها.
يؤكد الزميل الخطيب في حديثه لموقع سواليف أنه عندما قام بالحجز عبر المنصة المعتمدة لعودة الأردنيين من الخارج كان خياره أن تكون عائلته في كرفان عائلي او فندق ثلاثة نجوم ولم يخيل إليه ان يتم حجز زوجته في كرفان منفصل عن اطفاله وأن يتم فصل الأطفال كذلك عن بعضهم وان تتم معاملتهم بطريقة بثت الخوف والرعب في نفوسهم وكأنهم يعاقبون على ذنب لم يرتكبونه.
القصة برمتها استفزت النائب خالد رمضان الذي حاول جاهداً التواصل مع مختلف الجهات الرسمية والحكومية وتلقى وعداً تلو الآخر بأنه سيتم حل القضية حالاً وتم إبلاغه صباح أمس بأن فحصاً اخر سيجرى للعائلة للتأكد من نتائجهم وهو الأمر الذي لم يحدث حتى كتابة هذه السطور.
مصدر حكومي مطلع اكد لموقع سواليف ان برتوكولاً جديداً تم اعتماده بأن يبقى المصابون في الكرفانات وأن يتم علاجهم بموقعهم وهو كذلك مالم يتم لغاية كتابة هذه السطور فلا طبيب ولا سائل عن هذه العائلة التي مازالت مسجونة في محجرها على أمل أن تكون معاملتهم كأردنيين يستحقون الاهتمام والإحترام وان يكون الفعل كما يظهره المسؤولون قولاً امام شاشات التلفاز.
لا نضع هذه الملاحظة امام الوزراء والمسؤولين فكلهم يعلمون بأدق تفاصيلها ولكننا نأمل ان يحرك وازع الخير أحدهم وينصف الأم وابناؤها بنقلهم لمستشفى حمزة او علاجهم إن كانوا مصابين فعلاً واجراء فحص اخر للتأكد من النتيجة وفتح الأبواب التي حبسوا خلفها وترحيلهم لكرفان عائلي يجمع والدتهم بأطفالها بعد مضي اكثر من ٥٠ ساعةً من إبلاغهم بنتيجة فحوصاتهم ودون أي تدخل طبي من أي طرف.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى