هيّا إلى الاشتباك / كامل نصيرات

هيّا إلى الاشتباك
انتهى رمضان بما انتهى إليه ..و انتهى العيد وكأنه زفرةٌ من زفرات الفقراء ..وليس هذا ما أريده من جنايتي إليكم اليوم ..و لكنها اسئلةٌ ظلّت ببالي طيلة أيّام العيد ..: هل حقّق المتعبون بعض أمانيهم في العيد؟؟؟ هل تصالح ذوو الأرحام مع أرحامهم ..؟ هل عملنا جردة حساب حقيقيّة مع أنفسنا لكي نبدأ من جديد ..؟ هل استطاع الفقراء صناعة فرحهم ..؟ هل بكوا دموعاً مالحة أم دموعاً ساخنة أم علّقوا دموعهم لحزن قادم..؟.
غالبية المفطرين من الذين أعرفهم ..برطعوا في رمضان كيف شاءوا ..وعندما جاء العيد ؛ كان العيد لهم ..حجزوا و سافروا ..عاشوا تفاصيل العيد ..أمّا الذين أوجد العيد من أجلهم ؛ فقد غرقوا بفرحهم المصطنع الذي يختفي تحته كل همومهم ومشاكلهم و تفاصيل اوجاعهم التي لم يستطع العيد تأجيلها أو وقفها قليلاً ..! وكأن العيد هو لمن يملك أكثر ..للقادر أن يصرف ..للذي يستطيع أن يشتري ..لمن يستطيع أن يطير من مكانه إلى أي مكان في الدنيا في أي وقت و أية لحظة ..!
على كل ..صار الذي صار ..و عدتم الآن وجهاً لوجة – مرةً أخرى – أمام واقعكم المر ..تباطحون الفواتير ..تصارعون مصاريف البيت ..تغرقون بتفاصيل القادم إليكم في ظلمة الأيام ؛ من تحضير للمدارس ومن عيد جديد بعد شهرين تنحرون أحلامكم عليه قبل نحر الخراف فيه ..!
لن أقول لكم تعودون إلى قواعدكم سالمين ..فأنا متأكد أن العيد كان زلزالاً مادياً على كثير منكم ..وكان إرهاقاً يثقلكم على كل مفصل ..! ولن أقول لكم استسلموا لأحزانكم و لواقعكم المرير ..ولكنني أستطيع أن أصرخ في هدوئكم المليء بالضجيج الصامت : الحياة خلقت لكم ..و تناسبكم تماماً ..فلا تسلّموها على طبق من فرح لغيركم ..أنتم تستحقون طبق الفرح فلا تتنازلوا عنه و أحيطوا فرحكم بالدفء الذي يحاولون أن يسحبوه منكم ..!
هيّا إلى الاشتباك.

kamelnsirat@yahoo.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى