حالات عدم استقرار جوي تلوح بالأفق : امطار وعواصف رعدية وغيوم ركامية مرتقبة

#سواليف

بدأت #كتلة_هوائية_خريفية بالسيطرة على أجواء المنطقة، مما أدى إلى انخفاض ملحوظ في درجات #الحرارة في بلاد الشام وما حولها. وقد جاءت هذه الكتلة الهوائية لتُنهي #الأجواء_الدافئة والحارة نسبياً التي كانت سائدة في البلاد.

من المتوقع أن تستمر تأثيرات هذه الكتلة على المنطقة خلال الفترة المقبلة، مما سيؤدي إلى مزيد من الانخفاض في درجات الحرارة وتهيئة الظروف الجوية المناسبة لتشكل حالات عدم الاستقرار.
تشير البيانات المناخية إلى احتمالية تقدم كتلة هوائية ذات أصول مدارية، تحمل معها نسبة #رطوبة مرتفعة، باتجاه منطقة الشرق الأوسط عبر القارة الإفريقية. تتميز هذه الكتلة بتعمق تيارات مدارية فرعية شديدة الرطوبة نحو وسط وشمال الجزيرة العربية، لتصل إلى العراق و #بلاد_الشام، بالإضافة إلى أجزاء من #مصر.

في فصل الخريف، تشهد منطقة بلاد الشام، العراق، الجزيرة العربية، وأجزاء من مصر تكرارًا لحالات عدم الاستقرار الجوي بسبب تأثير امتداد منخفض البحر الأحمر الرطب، التيارات الرطبة من البحر المتوسط، التيار الإفريقي المداري. هذا التيار يحمل معه كتل هوائية مدارية رطبة قادمة من القارة الإفريقية، مما يساهم في تشكل السحب الركامية وحدوث اضطرابات جوية عند التقاء هذه الكتل الهوائية الدافئة والرطبة مع الهواء البارد القادم من الشمال.

تؤدي هذه التفاعلات إلى تشكل حالات من عدم الاستقرار الجوي تتمثل في هطولات مطرية غزيرة على فترات، مع احتمالية حدوث عواصف رعدية قوية، وتشكل السيول في المناطق المنخفضة. تزداد هذه الظاهرة في فصل الخريف نتيجة انتقال الأنظمة الجوية النشطة بين المناطق المدارية والمناطق المعتدلة والتقائها مع الكتل الباردة الناجمة عن توسع الهواء البارد فوق القبة القطبية، مما يعزز فرص تفاعل التيار الإفريقي المداري مع الأنظمة الجوية في المنطقة.

بوجه عام، تعتبر الكتل الهوائية الباردة التي تؤثر على منطقة بلاد الشام والجزيرة العربية ومصر مصدراً رئيسياً لحالات عدم الاستقرار الجوي عند تفاعلها مع الرياح المدارية الرطبة. وتأتي هذه الكتل الهوائية الباردة إما عبر شرق أوروبا، أو من كتل هوائية باردة ذات أصل سيبيري قادمة من آسيا.

يلعب مصدر الكتلة الهوائية ومدى تعمقها دوراً أساسياً في تحديد شدة الحالات والاضطرابات الجوية. فعندما تكون الكتل ذات برودة ملحوظة وتتفاعل بقوة مع الرياح المدارية الرطبة، تتزايد احتمالات حدوث عواصف قوية، تساقط غزير للأمطار، وزيادة فرص تشكل السيول في المناطق المتأثرة.

تأثير منخفض البحر الأحمر:

يلعب منخفض البحر الأحمر دوراً مهماً في هذه العملية. في الخريف، يتميز هذا المنخفض بقدرته على سحب التيارات الهوائية المدارية الرطبة من إفريقيا والبحر الأحمر باتجاه الجزيرة العربية وبلاد الشام ومصر والعراق. عندما يتفاعل هذا الهواء الدافئ والرطب مع الكتل الهوائية الباردة القادمة من الشمال، يساهم في تعزيز عدم الاستقرار الجوي وزيادة فرص هطول الأمطار.

بالتالي، تساهم كل من حرارة البحار المحيطة، نسب الرطوبة العالية، الأحمال الحرارية، ومنخفض البحر الأحمر في تشكيل حالات عدم الاستقرار الجوي التي تؤدي إلى الأمطار والعواصف الرعدية في المنطقة.

وبالعودة الى التوقعات :

تشير أحدث البيانات الجوية إلى أن الفترة التي تبدأ بعد منتصف الثلث الأخير من شهر أكتوبر، تحديداً اعتباراً من 25 أكتوبر، قد تشهد نشوء حالة واسعة من عدم الاستقرار الجوي تؤثر على أجزاء كبيرة من بلاد الشام (الأردن، فلسطين، سوريا، ولبنان)، بالإضافة إلى العراق، شمال ووسط السعودية، الكويت، وأجزاء من مصر.

من المتوقع أن تؤدي هذه الحالة إلى هطولات غزيرة للأمطار في العديد من المناطق، إلى جانب تساقط زخات من البَرَد ونشوء عواصف رعدية قوية, تظهر الصورة التالية مثال على شدة الحالة الجوية المتوقعة بشكل مبدئي ( التفاصيل واماكن الهطول قابلة للتغير نظراً لبعد الفترة ) :

هذا الاضطراب الجوي قد ينشأ بفعل اقتراب بقايا حوض بارد يؤثر حالياً على دول وسط البحر المتوسط، والذي من المتوقع أن يتحرك ببطء نحو شرق البحر الأبيض المتوسط. عند اقترابه، سيلتقي مع التيار المداري الرطب المذكور سابقاً، مما يؤدي إلى تشكل محور تفاعل قوي لحالة عدم استقرار جوي واسعة النطاق بالاضافة الى احداث انخفاض كبير وملحوظ على درجات الحرارة.

تبقى هذه التوقعات بعيدة المدى والتغيير وارد عليها لحين اقتراب الفترة اكثر وثبات المعطيات , والله دائماً اعلى واعلم

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى