حاكم من العالم الثالث !
بسام الياسين
((( الاغبياء لا يُغيرو ن ولا يَتغيرون، رغم تغير ما حولهم و من حواليهم.وان وقع التغيير لا يُساهمون فيه، مهما أُوتوا من مراتب علمية او مواقع رتبوية.تراهم كالانعام لا يرون الا ما في المعالف من علف حتى لو زلزلت الارض زلزالها، و كالاصنام يلوذون بالصمت ولو فتك بالناس الموت،خوفاً على مكاسبهم،وحفاظاً على مواقعهم…لذا فالذي معدنه من حديد لا بد ان يصدأ ))) .
*** خرج #الحاكم بامره، في خطاب عاجل للامة ـ بعد الاحداث المؤسفة ـ التي ذهب ضحيتها عدد من #الشباب المطالبين بالخبز و #الحرية. بعضهم قضى نحبه بالرصاص الحي،بينما الآخرون، تكسرت اضلاعهم بالهرواي، بعد ان حُشروا في زاوية،هرباً من #قنابل #الغاز الخانفة.
ابتدأ صاحب #السلطة #المطلقة، بآيات عن الصبر وثواب الصابرين ثم اردف :ـ ايها الصابرون ، صبر ايوب على بلواه،والعربي على اجهزة لا تخاف الله. ـ اعرف معاناتكم ـ مثلما اعرف باطن كفي من تقارير العسس اليومية،واستشعر صبركم.لذلك لن اقول لكم ما قاله الرئيس زين العابدين :ـ ” الان فهمتكم”،ولا كما قاله القذافي : ـ ” من انتم ” ؟!. لكنني اقول لكم :ـ ما اروعكم، فكل واحد منكم يحمل ” ايوباً ” بداخله حتى ضجر من صبركم .
ازاء اوضاعكم البائسة، اصارحكم، انه لم يبق لكم كوة امل في جدار المستقبل او خيط ضوء تخلصكم من العتمة المدلهمة التي تغمركم:ـ لهذا اصبروا و صابروا…فليس لكم ـ والله ـ الا الصبر،وليس لديَّ من حيلة ـ الا قلة الحيلة.فسيدنا يونس عليه السلام، جاءه الفرج بالتسبيح وهو في ظلمات ثلاث :ـ البحر والليل، الحوت، وانتم في كوابيس ثلاثة :ـ اقتصاد مدمر،ادارة عاجزة،وحيتان مفترسة.فلا مناجاة لكم ولا نجاة الا بالاستغفار والتسبيح.
عزوتي :ـ لقد ابتلاكم الله بي، فاصابكم البلاء ، و ابتلاني بكم فاصابني مال كثير. اختبركم الله بالحاجة واختبرني بالوفرة، فلا مناص من الاذعان لمشيئته.لهذا فالاذعان للسلطان يقود للجنان.فعضوا على جوعكم بالنواجذ،تربحون الآخرة،واتركوا الدنيا ـ القصيرة ، تتنعم بها النخبة .
ماذا تريدون اكثر من جنة عرضها السموات ؟!. فيها لحم طير مما تشتهون لا لحماً مجمداً كالكاتشوك، و لا دجاجا فاسدا،ولا خبزاً من من علف مطحون.هناك حورعين كاللؤلؤ المكنون،و حسان ليس فيهن نفخ او شفط،، او تكبير صدور . في الجنة نساء رائعات بلا حمالات صدر ولا مشدات خصر.و انهار من خمر ليس فيها كحول تذهب بالعقول،وعسل مصفى غير مغشوش بالسكر،وفاكهة قطوفها دانية مجانية وخضروات غير مرشوشة بالمبيدات الحشرية.هنا صوموا تصحوا وهناك لا عين رات ولا اذن سمعت…فاصمتوا لتفوزوا.
اهلي :ـ لا تظنوا بي الظنون.فانا مُبتلى مثلكم.انتم بالقلة و انا بالكثرة.النتيجة واحدة.انتم تموتون من جوع وانا من تخمة.انتم تخوضون معركة الامعاء الفارغة،و انا اخوض معركة الغازات النافخة.معركتنا طويلة،اصبروا وصابروا واجركم على الله…لكل هذا،اسأل الله تعالى، ان يفرغ عليَّ وعليكم صبراً، كالذي افرغه الله على ام موسى حين القوا وليدها في اليّم…المسالة مسألة وقت….فالحياة دار عبور.لذلك،اناشدكم بضمائركم :ـ هل مرَ عليكم مثلي ؟!.