
جيل بٓعْبَعْ
لفت انتباهي رجل كبير بعد صلاة العشا
صرخ على طفل كان يلعب في المسجد
زجره قائلا: (شو هالجيل مثل القرود)
لا اعرف كيف اصبح هذا الجيل شيطانيا
او مثل القرود على حد تعبيره
لكن اريد ان اسأل سؤالا
من الذي ربى هذا الجيل؟
اليس انتم؟
من الذي زرع فيه هذه القيم؟
اليس انتم؟
من الذي قتل فيه روح الابداع و العنفوان والمسؤولية
اليس انتم؟
من الذي ادخل الشيطان نفسه الى المنازل؟
اليس انتم؟
من الذي قتل القدوة والمثل الاعلى ؟
اليس انتم؟
دخل التلفاز كل بيت
وزرع قدوات مريضه هزيلة
هنا ممثله
وهناك راقصه
واخرى مطربة
اكاد اجزم ان الجيل الجديد
يعرف المطربين والمطربات اكثر من ابو بكر وعمر وعائشة وخديجه
ويحفظ الأغاني اكثر من حفظه لقصار السور
يلومون اطفالا ابرياء
تركوا التلفاز ليربيهم
وتركوا فسّاقه ليملوا على اطفالهم
ماذا يلبسون وكيف يتصرفون
وحصروا خيالهم الواسع في نماذج
ليحلموا في اطارها ماذا سيصبحون في المستقبل
اختزلوا الحياة في اللهو والمرح
وتجاهلوا واجبات دينية ووطنية إن تركت فسد معها المجتمع
لم يمسك المصحف أمامه ليحثّه
ولم ياخذ بيده ليزيل حجر او ورقه
ملّ الشارع من وجودها
لم يزجره لرمي القمامة
ناهيك عن دروس تقوية الشخصية
التي لم تخرج عن إطار صياغة الشتائم
والبصاق على الآخرين
يقال ان نجم الدين ايوب
والد صلاح الدين أراد ان يتزوج فتاه
ينجب منها من يحرر القدس
يا ترى كيف هيأ نجم الدين ولده لهذه المهمه العظيمه؟
وكذلك محمد الفاتح
حاول اجداده من قبله فتح القسطنطينيه لكنهم فشلوا
وهو نجح لماذا؟
لان مربّيه غرس فيه الطموح منذ الصغر
واقنعه أنه هو من تحدث عنه النبي عليه الصلاة والسلام
في النبوءه التي نعرفها جميعا
فصدّق أنه سيكون فاتح القسطنطينية
فجدّ واجتهد
وتعلّم وجهّز نفسه
كبر وترعرع على ذلك فنجح
كلنا يعرف قصة احد الملوك
الذي ارسل عيونه ليروا حال شباب المسلمين
فوجدهم يتدربون على الصيد
فأجّل غزوهم
بعد سنين ارسلوا عيونهم مرة اخرى
ليجدوا أن شباب المسلمين يبكون
لفراق الحبيبه
فقالوا: الآن نغزوهم
الأطفال هم مرآة المستقبل
جهزوهم ليحققوا ما عجزتم انتم عن تحقيقه
اغرس الحلم في نفس طفلك
وإسقه بالدين والعلم والخلق
وانتظر لينضج
سيصبح الحلم حقيقة
صديقي الاب لا تلم هذا الجيل
لم نفسك!!!
فهذا ما اقترفت يداك