جيل الصعاليك

جيل الصعاليك
كامل النصيرات

أعترف وأنا بكامل صعلكتي أن غرفة سيارتي لا تليق بأحد غيري أو من يشبهني في الفوضى و الصعلكة.. ودائما أشترط على من يركب فيها ألاّ يُعلّق عليها ؛ يعني (يركب وهو ساكت)..!
يعتقد كثيرون أن الترتيب والنظافة تعطيان دائماً راحةً نفسيةً..ما أكذبهم ..! هذه مثالية مزيّفة ..لأنّ غالبية أفكاري الجهنميةً خرجت من الحمّام ومن فوضى أمكنتي التي صنعتها بنفسي سواء غرفة سيارتي المليئة بكاسات القهوة المبعثرة وباكيتات الدخان الفارغة وأوراق الساندويشات المجعلكة..وغيرها وغيرها..! ولستُ وحدي في ذلك كما كنتُ أعتقد فقد سمعتُ أكثر من كبير يقول بأنه لا يستطيع التفكير إلاّ بالحمّام..!
طبعاً أنا لا أدعو للفوضى في كلّ شيء..فالأرفل يحبّ الترتيب و يحب الحديث العالي ويحب كما تحبون وأكثر..ولكنّ الصعلوك الفارس الذي يسكنني ؛ يسكنني بفوضى الأمكنة ..يمارس النقد على رأس الدقيقة بفوضى..يأخذ من الفاسد ويعطي المحروم بفوضى..يكتب لكم بفوضى كي تعيدوا ترتيب الكتابة أنتم ؛ لأن الترتيب المثالي يكشف النوايا ويجعل الأحكام سيوفاً مشرعةً على الأفكار البنّاءة وعلى زرع الثورة في الفكرة..!
ابحثوا في ذواتكم ..كلنا فوضويون..المشكلة أننا لم نستطع حتى الآن تنظيم هذه الفوضى لتصبح خلاّقة وانتظرنا الأعداء كي يفرضوها علينا ؛ فضاعت البلاد وضاع معها العباد وعمّت فوضى اللاعودة ..بينما نحن أحوج إلى فوضى تصنع الأفكار وتؤسس لجيل جديد من الصعاليك..
إذا ما جاء هذا الجيل فاذكروني عنده وقولوا : كان يحاول..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى