#جولة_رمضانية بسوق عماّن… العين بصيرة واليد قصيرة..
م. #مدحت_الخطيب
حال الكثير ممن شاهدتهم يوم أمس أثناء جولتي في أسواق عمان يقول وهم يدققون الأسعار ويمطرونها بسهام الاستغراب والدهشة والتعجب «العين بصيرة واليد قصيرة».
نعم هو ملف يفتح كل عام مع قدوم شهر رمضان المبارك ولا يغلق إلا بعد أن ينتهي الشهر الكريم، فينشغل رب الأسرة بتأمين لقمة العيش طوال الشهر مع أن انشغاله في هكذا أيام يجب أن يكون مع الله.
والأدهى من ذلك أنه يتكبد ديونا لا حمل له بسدادها فهو المتعب أصلا دون أن يدخل في حرب زيادة الأسعار، فهو بالكاد يستطيع تأمين قوت يومه وأسرته، وخصوصا أن راتبه يسير بعرج وانحناء وبالعافية حتى يكفيه لنهاية الشهر.
جنون الأسعار وجشع بعض التجار جعل رب الأسرة يفكر ألف مرة قبل الخروج للسوق فهو يصاب بحالة من الاكتئاب والصراع النفسي والصدمة بين الطلبات التي لا يمكنه القيام بتلبيتها، والامكانيات المحدودة والتي بالكاد يقدر على نقلها من شهر الى شهر، فكثير ممن نعرفهم لا يقدر على مواكبة هكذا اسعار واطعام اطفاله ولو بالقليل فما بالك عندما تتضاعف الاسعار وتزيد بشكل جنوني…
نعم حالة من الجشع ينفرد بها عدد من التجار الكبار خلقت حالة من الألم لمن كنا نسميهم عائلات مستورة أو ما كان يطلق عليه سابقا بالطبقة الوسطى والتي انزلقت خلال العشر سنوات الماضية وتلاشت ودخل جل من فيها في عداد الفقراء اليوم أصبحت الكثير من الأسر تخاف قدوم هذا الشهر الكريم فهي التي ما عادت تتحمل معاناة البحث في قائمة البدائل المتاحة وغير المتاحة بحثا عن الستر وتمشية الأمور ولو بالقليل..
ولا ننكر أن احتكار السوق على عدد من كبار التجار أوجد حالة واضحة يتم من خلالها استغلال لواقع ولحاجيات المواطنين بجانب غياب دور الرقابة على الأسعار؛ وهو ما أكدنا ونؤكد عليه كل عام، فلطالما تحدثنا وحذرنا بشكل كبير من تلك الأزمة الكبيرة التي تؤرق المواطنين قبل حلول شهر رمضان المبارك ولكن للأسف يكون العلاج طفيفا والرقابة دون المستوى والتي ومن خلال تفعيلها يتم كسر احتكارهم ويعاقب من يتجاوز الربح المبالغ فيه..
إن شهر رمضان الكريم شهر عبادة وتقرب إلى الله، شهر تزكية النفوس ونبذ القبح والشرور، شهر الرحمة والغفران والبعد عن الخطأ والطغيان لذا؛ من الضروري للجهات المعنية، أن تسعى في توعية التجار بالنصح والإرشاد، ومن تمادى بعد ذلك يجب أن يلقى عقابا أليما ليكون عبرة لغيره…
في الختام أقول لإخواني التجار وقد أجمع علماء الدين والفقهاء على أن التاجر الصدوق الأمين يحشر مع النبيين والصديقين والشهداء، تأكيدا لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الذي رواه سيدنا أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: «التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء يوم القيامة
اعاد الله علينا هذا الشهر الكريم ووطننا الاغلى وامتنا وقدسنا وغزتنا رمز عزتنا بألف خير وسلام..