جنودنا بواسل / باجس القبيلات

جنودنا بواسل

في كل موقف يحدث في البلاد ويضر بالعباد والممتلكات العامة.. سواء كان ناجما عن عاصفة ثلجية أو انهيار عمارة سكنية أو حوادث إرهابية أو اصطدام حافلات ومركبات على الطرق العمومية.. تأتينا الحكمة وصحوة الضمير في الوقت الذي لا تعودان به ذاتا نفع.. حينئذ نلقي اللوم والتوبيخ والشتائم والسخريات على بعضنا البعض.
 وفي المحصلة النهائية لتلافي هذه المعضلات.. لا نجد وسيلة للخروج من هذه الشدائد والأزمات إلا مساندة المواطن الأردني البسيط المنهك من أعباء الحياة.. وفزعة الجندي المخلص الوفي الذي لا يعرف غير الطاعة والتضحية سبيلا.. وقد تبدى ذلك في العديد من المآسي.. وهنا إذا أردت أن أتحدث عن الجهود الشاقة التي بذلها أفراد قواتنا المسلحة في سبيل راحة المواطن الأردني.. فأنها لا تعد ولا تحصى.. حيث لم يتوانوا يوما عن مد يد العون والمساعدة.
 أما يكفي في الأونة الأخيرة أن (حارث الجبور) و(هاشم الزيادات) قدما نفسيهما شهيدين فداء للوطن.. أثناء عمليات البحث ليلا ونهارا عن المفقودين في السيول التي اجتاحت البلاد في الأسابيع الماضية جراء العاصفة المطرية.. أما يكفي ما قام به (زاهر سعد) في حادثة البحر الميت و(رياض المشاقبة) في فاجعة بلدة (مليح).. رغم المصير المجهول الذي كان ينتظرهما.. لولا يد الحافظ التي صانتهما من هول الكارثتين.
على العموم.. وبعيدا عن الأردنيين الكادحين وجنودنا الغر الميامين.. لقد أصبحت الفلسفة والتبرير والتنظير وعذاب الضمير امرا مألوفا وأشبه بعادة اجتماعية.. حتى في القضايا التي أحدثت ضجة كبيرة في المجتمع.. وفي هذا الصدد أتسأل.. لماذا يبحث أرباب الشأن عن المسوغات لهذه الوقائع المؤلمة التي قادت إلى هذه النتائج المؤسفة.. ولا ينظرون إلى المستقبل من أجل تلافي تلك الأخطاء خشية الوقوع في مواقف أخرى مشابهة ؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى