
حذّر اللواء الإسرائيلي المتقاعد يسرائيل زيف، رئيس شعبة العمليات السابق في #جيش_الاحتلال الإسرائيلي، من أن حكومة بنيامين #نتنياهو تفرض على الجيش خطة لا يؤمن بها، ما يعرّضه لمزيد من التورط في قطاع #غزة دون وجود رؤية استراتيجية واضحة أو قيادة سياسية رشيدة.
جاء ذلك في مقال نشره زيف، الجمعة، عبر موقع قناة “12” العبرية الخاصة، وذلك عقب مصادقة المجلس الوزاري المصغر “الكابينت”، فجر الجمعة٬ على خطة “تدريجية” طرحها نتنياهو لاحتلال كامل قطاع غزة، رغم #فشل_العمليات العسكرية المتواصلة منذ أشهر.
وانتقد زيف بشدة أداء الحكومة، قائلاً: “ما رأيناه في جلسة الكابينت هو حالة من الانغلاق واليأس السياسي، حيث تفرض الحكومة على رئيس الأركان (إيال زامير) خطة لا يعتقد الجيش بجدواها، وتدفع المؤسسة العسكرية نحو تورط أعمق وأخطر في القطاع المحاصر”.
وأضاف: “من الجنون أن تفعل الشيء نفسه مرارًا وتكرارًا وتتوقع نتائج مختلفة”، في إشارة إلى تكرار الفشل العسكري والسياسي في غزة، وخصوصًا مع إخفاق عملية “عربات جدعون”، التي أُطلقت منذ 17 أيار/مايو الماضي، بهدف تهجير الفلسطينيين، واحتلال مناطق جديدة، و #استعادة_الأسرى، و”القضاء” على حركة حماس.
ووفق ما أوردته وسائل إعلام عبرية بينها “يديعوت أحرونوت”، فإن العملية لم تحقق أيا من أهدافها، بل ألحقت خسائر فادحة في صفوف جيش الاحتلال دون مكاسب ملموسة.
وتساءل زيف في مقاله: “ما الذي يمكن أن يضيفه احتلال غزة الآن سوى تعميق الفشل ورفع الكلفة البشرية والعسكرية؟”، مشيرًا إلى أن الجيش “دفع ثمنا باهظا دون تحقيق أي إنجاز”، فيما تستمر الحكومة في تكليفه بمهام لا طائل منها، وسط حالة من التكرار العقيم للخطط ذاتها.
وانتقد اللواء المتقاعد غياب القيادة السياسية الواعية، مؤكدا أن الحكومة تحولت إلى “مجموعة مذعورة تتخذ قرارات منفصلة عن الواقع”، وتحاول فرضها على الجيش، الذي يجد نفسه في حالة دوران ميداني دون هدف.
ولفت إلى أن “مدينة غزة احتُلت أكثر من مرة، وخان يونس تحولت إلى ركام، والجيش يدور حول نفسه منذ عام، دون رؤية سياسية واضحة”، بينما تواصل حركة حماس الإمساك بزمام المبادرة.
واختتم زيف مقاله بتحذير شديد اللهجة قائلاً: “الحكومة الحالية فقدت أهليتها الأخلاقية والعقلانية، وقراراتها تقود البلاد إلى هزيمة استراتيجية محرجة، وتهدد حياة الجنود والمختطفين على حد سواء”.
ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، ويشن الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أمريكي، إبادة جماعية بحق سكان قطاع غزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، في تحدٍّ صارخ لكل النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف الحرب.
وقد أسفرت هذه الإبادة، حتى الجمعة، عن 61 ألف و258 شهيدًا و152 ألف و45 جريحًا، إضافة إلى أكثر من 9 آلاف مفقود، وتهجير مئات الآلاف من السكان، فيما تتفاقم المجاعة التي أزهقت أرواح مئات المدنيين، بينهم عشرات الأطفال.