جنازير تتدلى من السقف

#جنازير تتدلى من #السقف

#محمد_طمليه

  • انا #رجل تالف، بلا مناعة فما ان تهب نسمة باردة تجدني مطروحا في الفراش، ثم تأخذني الحمى الى اليوم الذي أجريت فيه عملية المرارة :
  • غرفة العمليات….
    ** اشهر #طبيب التخدير ابرة مليئة بسائل غريب، وسألني قبل أن يغرزها في جسدي : ” هل ترغب في شيء قبل ان نبدأ؟”. اجبته : ” سيجارة اذا امكن” ولكن الرجل لم يأخذ طلبي على محمل الجد…
    كان ثمة في الغرفة مدعي عام جنايات، ورجل دين، ومندوب من الشرطة، وحبال مركونة في الزاوية، ووفود طلابية جيء بها من أجل أن تتعظ، وأطباء…. وأطباء صف… وممرضون : كانوا يرتدون ثيابا فضفاضة _ تصلح للنوم أيضا، وكانوا يضعون على أفواههم وانوفهم كمامات يتناسب لونها مع غطاء الرأس.
    اما انا فقد ألبسوني رداء مفتوح من الخلف – غير محتشم بالمطلق : رجوتهم قبل الدخول الى غرفة التنفيذ ان يتركوا لي الغيار الداخلي، ولكنهم رفضوا بشدة، تساءلت : هل استطيع ان اذهب الى الجريدة بهذا الزي المعيب؟
    وكان ثمة في الغرفة مشارط، ومباضع، وجنازير تتدلى من السقف، ومسدسات ملقاة مثل أعقاب السجائر تحت الأرجل، و ” ملوخية” مفرودة للتنشيف تحت الانارة القوية، وكفن ابيض خصيصاً لي.
    لم أعد اذكر، فقد وخزني طبيب التخدير فجأة، وغبت : ما الذي فعله هؤلاء بي أثناء غيابي؟؟ لقد بحشوا بطني بحثا عن المرارة التي كانت تحمل ٤٠ خصوة : ٤٠ حصوة وضعوها أمامي بعد أن صحوت. نجحت العملية، وصرت بلا مرارة، تماما مثل كل الذين اقابلهم في الطريق : من يفقأ ” مرارات” الناس؟.
  • راحت المرارة نهائيا، ولكن ثمة ” مرارة ” في الفم لا تروح..

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى