جمهور “الصفقة” وباب العبور

جمهور “الصفقة” وباب العبور
د. كمال الزغول

بعدما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن يوم الثلاثاء سيعلن فيه عن خطة السلام مع الفلسطينيين ،والتي تم بناء بنودها على إدخال الفكرة للتناقل من أجل التأكيد الاستباقي ومنع التفكير بها من أجل قتل مقاومتها ببطء، تناسبت الفكرة مع توقيت قدوم الإنتخابات الأمريكية عام٢٠٢٠ ،ويصر الرئيس الأمريكي عن الإفصاح عنها.
بعد هذا الترويج لما تسمى “صفقة القرن” ظهر هناك ثلاثة فرق يهتمون بما سيؤول اليه الصراع العربي الاسرائيلي ، الفريق الأول يدافع عن قضايا جوهرية وقضايا فيها بعد نظر ،ينظر لها أنها ستؤثر على قضايا الأمة الحضارية والثقافية والهوية السيادية التي بدونها سيصبح البلد يستتبع قرار الإسرائيليين ويدركون حجم الانهيار الاقتصادي الذي سيضغط الاردن سياسيا وهو الفريق المتزن في حسابات الربح والخسارة السياسية.
الفريق الثاني هو من يرى أن قوات الاحتلال امر واقع ويجب تلبية متطلبات المرحلة بما تمليه الإدارة الامريكية-الاسرائيلية، مثل هذا الفريق فقط يهتم بالحفاظ على الممتلكات الخاصة المسجلة في دائرة “الطابو” ولا يهمه أي بعد نظر سياسي يمسحه عن الوجود مستقبلا.
الفريق الثالث ،وهو الفريق المقلُِد ، الذي لا يفقه من الصراع اصوله ولا نتائجه وهو عنصر فالت بترميز وبلوحة سوداء يكاد يجهل واقعه لكن بنفس الوقت يسمي نفسه “ليبرالي” متحرر مِن مَن ، لا نعرف!!!
التنافر الأفقي الذي اوجده الإحتلال الاسرائيلي لفلسطين موجود الآن في كل الدول والذي بني على النقص الفكري والثقافي على مدار قرن من الزمان ،هشمت فيه السياسة موازين الأخلاق والانتماء والولاء على الأقل للوطن الأم.
من الواضح أن استئجار الكلمة أصبح من ميكانيكيات السياسة ، اذ ظهر من يروج الى أخذ المال مقابل الارض، بعدما كانت الأرض مقابل السلام ، ومنهم من يطالب بإلغاء قرار فك الارتباط تمهيدا للحفاظ على ممتلكاته الضيقة وطموحه السياسي الذي يصبو اليه.
وبشكل دقيق ، كان الفريق الثالث المشار اليه وهو المقلِّد ،هو نتاج تكوين جمهور منفلت للصفقة ،لا يؤمن بالحق بقدر ما يؤمن بسويعات الرفاه، وقد امسك بالمال ويريد أن يقنع الناس أن باب فك الإرتباط يعتمد على معطيات الحل الأمريكي والإسرائيلي، والعبور منه تنظمه “صفقة القرن” القادمة وأن رفاه البلد يأتي بحصان طرواده الذي يؤمن به الليبراليون الجدد، حيث اصبحت القضية عند الميّتين منهم سياسيا هي : الإقامة والمال مقابل الأرض،فهل سيقبل النضال المئوي القسمة على البدائل من الصفقات!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى