جريمة في قطار الشرق الصريع

جريمة في قطار الشرق الصريع / #يوسف #غيشان

في قصة (مع سبق الإصرار) للكاتب الكبير انطون تيشخوف يقف الصياد دينيس جريجورين أمام المحقق بتهمة القبض عليه متلبسا بسرقة الصواميل التي تثبت بها القضبان على الفلنجات في سكة الحديد، عند الكيلو 141. المحقق يحاول ضبط نفسه مع غباء أو استغباء الصياد الذي يبرر فعلته بأنه يحتاج هذه الصامولة من أجل استخدامها كثقالة للسنارة عند صيد السمك.
يخبر المحقق الصياد بأن حادثة دموية للقطار كانت ستحصل لو لم يقبض عليه الحارس متلبسا، ولكن الصياد يؤكد أنهم يحصلون على هذه الصواميل دوما ولم يحصل أي حادث للقطار.
فيساله المحقق لماذا لا يضع شيئا آخر غير الصامولة، فيشرح الصياد للمحقق بأن الحلول الأخرى لا تفي بالمطلوب ولا تصيد إلا الأسماك التي على السطح، والأفضل لعملية الصيد هي الصامولة.
ويؤكد الصياد قائلا:»ليس هناك ما هو أفضل من الصامولة، فهي ثقيلة ومخرومة ومجانية»
حتى عندما يتهمه المحقق بالسرقة حسب المادة كذا وكذا، لا يستوعب الصياد ذلك، وعندما يأمر بسجنه لا يصدق إطلاقا بأنه يسجن من أجل الصامولة، بل يصرخ ويقول بأن شقيقه هو الذي لا يدفع أقساط القرض وليس هو…. ويجره الشرطي وهو يؤكد بأنه بريء من قصة الأقساط.
وكان أن اختفى المحقق واختفى القطار، لكن الصياد ظهر في حلّة أخرى …مسؤولون يبررون أخطاءهم وخطاياهم بالطريقة ذاتها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى