
أقلَّك وما تزعلش؟!
لم ينم تلك الليلة بعد سماعه خبر نيّة الحكومة الكاراكوزية انشاء مدينة جديدة. اخذ يفكر و يتساءل مع نفسه عن موقع المدينة وعن مدى جدية الحكومة في هذه الخطة وكيف لم تخطر على باله هذه الفكرة الجهنمية عندما كان هو رئيسا للحكومة.
في الصباح ذهب الى مزرعته, وبينما كان ماشيا, تعثر بقطعة معدنية كادت ان تقلبه على وجهه. أخذ ينبش التراب من حولها فبدأت تتكشّف ملامحها. استمر في البحبشة حولها فإذا هي يد مصباح قديم يشبه مصابيح حكايات ألف ليلة وليلة.
فركه بيده, فإذا بمارد عملاق يخرج من فوهته:
شُبّيك لُبّيك, عبدك المارد بين اديك!
التخم صاحبنا من هول الموقف, و هَمَّ بطلب المال لولا انه تذكر انه يملك منه الكثير, فأخذ يفكر في طلب شئ آخر.
المارد: بعدين معك يا زلمة؟ اطلب!
صاحبنا: طبعا معي ثلاث طلبات؟
المارد: لأ يا حبيبي! الثلاث طلبات هاي بالروايات والخرافات… انا بحقق طلب واحد بس.
صاحبنا: طلب واحد بس!!!
المارد: أه طلب واحد, مش عاجبك, برجع عالمصباح! و لا تطلب مني ترجع رئيس حكومة, ترى حالف يمين ما اتدَخَّل بالسياسة.
صاحبنا: طيب ماشي. اكيد سمعت عن المدينة الجديدة اللي بتخططلها الحكومة الكاراكوزية؟
المارد: آه سمعت…فيش اشي بخفى علَيّْ.
صاحبنا: ما بدي منك اشي…بس بدي اعرف وين موقعها.
المارد: متأكد انه بس هذا طلبك؟
صاحبنا: نعم متأكد, و ما بدي غيره!
المارد: “أقلَّك وما تزعلش”؟!
صاحبنا: قول!
المارد: والله خايف تزعل اذا قلتلك وين!
صاحبنا: لا تخاف, ما بزعل.
المارد: اتطلّع وراك!
(يلتفت صاحبنا الى الخلف, ثم يلتفت الى المارد, فإذا بالمارد قد اختفى!)

