جرأة المرشحين

جرأة المرشحين

ذوقان عبيدات
امتلأت #شوارع_المدن وحتى القرى بلافتات تنقل صور #المرشحين للإنتخابات #البلدية ، وهذا ما يحدث في #الانتخابات النيابية . هذا الأسلوب يعكس حقيقة واضحة وهي أن الجمهور لا يعرف هؤلاء!! وإلا ما ذا يعني أن تعلق ألف صورة لك في الشوارع وهل #المرشحون يعرفون بصورهم أم بأفعالهم؟ وماذا يعني أن الجمهور لا يعرفك وأنت تمتلك جرأة خطب ودّه؟ هل سيؤخذ بسحر ابتسامتك أم أناقة مظهرك؟
نحن في #مجتمع متداخل وخاصة في القرى، وفي أحياء #المدن. فالحي قرية يعرف أهلها بعضهم دون حاجة الى صور !!

تخيلوا معي لو أن شفيق ارشيدات وسليمان النابلسي وعبد الحليم النمر ويوسف العظمة وليث شبيلات ويعقوب زيادين وعبدالله الريماوي رفعوا صورهم في الشوارع!!
هؤلاء معروفون تماماً من خلال المظاهرات التي قادوها في الشوارع والاجتماعات التي عقدوها مع الناس ،والسجون التي دخلوها … الخ! فهل هم بحاجة إلى تعليق صورهم ؟؟
المعرفة الحقيقية ليست في صورتك ، بل في تاريخك النضالي الطويل في الأحزاب التي شاركت فيها ، وفي اللقاءات التي قدمت نفسك فيها لجمهورك ، وهذه قضية أخرى !! هل سمعتم بشخص لم ينتمِ يوماً لحزب ، ولم يناضل من أجل قضية يشكل حزباً سياسياً؟ اذاً نحن أمام غير المعروفين شعبياً أو نضالياً! فما مصدر قوتهم ؟
هل هو المال ؟ وهذا ممكن .
هل هو الضوء الأخضر ؟ وهذا ممكن، العشيرة؟
فبدلا من صورتك قل للناس: أدفع لكم مقابل الصوت ، أو معي ضوءٌ أخضر من الجماعة ! وقد فعلها كثيرون !!
في ظل هذا الوضع ، هل نستغرب مجالس ضعيفة ؟ هل نستغرب أن لمن ينجح صوتين : صوته المبدأي بمعنى الأولي – لا العقائدي- وصوته الآخر الذي يأتيه عبر الهاتف وإلا كيف يسحب ناخب توقيعه على عريضة ما ؟ أو كيف يصوّت ضد أو مع موقف ما ؟
تُرى لو ترشح ( فلان) هل سيضطر لتعليق صوره ؟؟ وآلاف الناس تتابعه يومياً!!
الميزة الوحيدة للصور هي إحداث سيولة نقدية عند من يطبعها وينسخها ويعلقها ثم من يزيلها !! هذا عدا عن الوجاهة طبعا !!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى