جداتي الحكيمات .. معرض للكتاب في حوارة / صور

سواليف – عارف عواد الهلال

في مبادرة من مبادرات مجلس شباب الغرايبة، وفي خيمة رمضانية تخلو من مظاهر الصخب التي تتنافى وقيم الدين، أو تتخالف مع العادات والتقاليد الاجتماعية الحصيفة كما يجري في الخيم التي استغلت رمضان العبادة لكسب الثراء، أقيم معرض للكتاب تحت عنوان (جداتي الحكيمات)، وهو اسم المجموعة القصصية الأخيرة التي صدرت للروائي والقاص والكاتب المسرحي والناقد الزميل هاشم غرايبة، وكانت المجموعة القصصية التي أطلق اسمها على المعرض متاحة للزوار ممهورة بتوقيع كاتبها.
ضم المعرض الذي افتتح يوم 08 حزيران 2017 ويستمر لثلاثة أيام من بعد الإفطار وإلى وقت السحور ما ينوف على (700) عنوان ما بين الكتب الأدبية، والفكرية، والدينية، مع مراعاة الفئات العمرية، فكانت الكتب ذات الاهتمام من قبل الكبار، وفي ركن خاص هنالك كتب موجهة للأطفال، ليأتي المعرض شاملا في محتواه، متنوعا في عناوينه، وبأسعار تكاد تكون رمزية لكافة الكتب، ومن يتجول في أروقته يلحظ القدرة على الإعداد والتنظيم، ويلاحظ الجهد الكبير المبذول من قبل الطاقات الشابة القائمة عليه، والتي تعمل بدون (قيادة) اعتدناها مترسخة لدى الهيئات “الثقافية” المدعية للعمل الثقافي، أو في المؤسسات الحكومية، فيخرج الزائر بانطباع ثري عن عمل لا ينسب إلى شخص بعينه، بل إلى فريق كامل ينأى كل واحد منهم أن يشير إلى نفسه.
قام فريق العمل بالتعاون مع العديد من دور النشر التي تعاون بعضها فزود المعرض بعدد من الكتب ذات العناوين الهامة أدبيا وفكريا، وبرسم البيع، كما تعاون مع المعرض عدد من الزملاء والزميلات الذين وضعوا بعض نتاجهم الأدبي دعما معنويا وماديا للمعرض، وإنجاحا لمسعى العمل الثقافي الجاد البعيد كل البعد عن الأنانية، بل والقائم على نشر الثقافة بطريقة مبتكرة، وغير متكررة.
افتتح المعرض رئيس بلدية إربد الكبرى، وغابت مؤسسات ثقافية رسمية وشعبية كان الأجدر بها أن تكون حاضرة لتعلم أن الثقافة ليست حكرا على من يستطيع الحصول على ترخيص من وزارة التنمية الاجتماعية باسم (هيئة ثقافية) عجفاء لا يزيد عدد أعضائها عن تشكيل الهيئة الإدارية تكون جميعها من طيف واحد، سرعان ما ينخر الاختلاف جذورها فيكثر الطعن، وتزداد الاتهامات بينهم… تؤدي بهم إلى الانفكاك لتتشكل أكثر من هيئة ثقافية جديدة على أنقاض سابقتها.
دائما أبارك لمجلس شباب الغرايبة عطاءهم المتميز، وجهدهم الدؤوب، وأفكارهم الخلاقة التي كلما ظننا أنهم استوفوا الوسائل فاجأونا بالجديد الذي لم يسبقوا إليه، فمن الأعمال الاجتماعية الخيرية بمساعدة الفقراء والمحتاجين، إلى الأعمال التطوعية التي تقوم على خدمة المجتمع مثل: حملات التبرع بالدم، وحملات النظافة العامة، إلى الأنشطة الثقافية والتي تشمل المسابقات الأدبية للنشء، وتكريم المبدعين، واستضافة شخصيات عامة في ندوات حوارية تفتح الآفاق أمام الأذهان الحريصة على الوفاء للوطن.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى