جاهة في وزارة المياه / عمر عياصرة

جاهة في وزارة المياه

منظر بائس، مؤلم، يسيء للدولة، حين يقف وزير المياه حازم الناصر بمعية نائب رئيس الوزراء الدكتور ممدوح العبادي، على باب مكتب الوزير لاستقبال جاهة برئاسة صبيح المصري غايتها الاخذ بخاطر الوزارة نتيجة اساءات وجهت لها من قبل المقاول مهدي الصيفي.
من خَوَّلكم استخدام مؤسسات الدولة وتوظيفها تحت عناوين من الطبطبة وتبويس اللحى، ألم يدرك الوزير والمخضرم ممدوح العبادي ان الوزارات مكان «بالحد الادنى» لدولة القانون والمؤسسات، فلا يجوز ان ينقل لها آفات المجتمع باستسهال واستعراض امام الكاميرات.
مقاول اساء للوزارة، ولموظفيها، فالقانون اجدى به، ودولة المؤسسات هي القادرة وحدها وبمنطقها ان تحاسبه امام القضاء، فمن اعطى الحق للحية الوزير ان يتم تقبيلها مخاجلة، فيتنازل عن حق المؤسسة ويميع مفهوم «دولة المؤسسات والقانون».
افهم اننا نمارس الطبطبة وتبويس اللحى من خلال الجاهات والعطوات وتعميد فنجان القهوة في المشكلات الاجتماعية التي تؤكد خصوصية بحاجة لمراجعة، فنضطر الى حقن الانفعال والدماء بمثل هذا السلوك.

لكننا لا نقبل ان يتم تعميم مبدأ العطوة والجاهة ليدخل حيز العلاقة بين الدولة والمواطن، فأية حداثة ومدنية ودولة قانون ونحن نرى وزيرا يستقبل جاهة في مكتبه ليعفو عن الخطأ متجاوزا القانون والقضاء والتشريعات.
لا نريد يا معالي الوزير، وانت الشخص المؤدب، ولا نقبل يا معالي ابو صالح، وانت المخضرم، ان نجعل من «دولة المؤسسات والقانون» حالة لا بواكي لها، بل علينا النضال جميعا من اجل تعميقها وتجذيرها في كل الممارسات.
اخطأ الوزير، حين قرر ان يستقبل جاهة بالمعنى الاجتماعي في مكتبه تعتذر له عن خطأ ارتكبه مقاول بحق الدولة، فالقضايا الشخصة امر، وحق الدولة وهويتها القانونية امر آخر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى