#حرية_الصحافة و #أموال_الأردنيين
كتب .. العميد المتقاعد #زهدي_جانبيك
عام 2020 بدأت أزمة أموال الأردنيين في #البنوك_اللبنانية… تبخرت 1.2 مليار دولار في ليلة ما فيها ضو قمر كما يقال… وبدأت الصحافة، وبيانات مجلس النواب،… الخ. ولم نسترجع فلسا احمر… إلا بالخفاء طبعا.
في الجانب الآخر، حوالي 850 مليون دولار في بنك #كريدي_سويس، عادت كما كانت لم يمسسها سوء، على الرغم من أن السحب اليومي من البنك المرحوم كريدي سويس بلغ 10 مليار دولار يومي… ولم تنقص ارصدة النشامى بهذا البنك فلس احمر واحد…
مات الغني فقامَ الناس ما قعَدوا.
ماتَ الفقيــرُ فلمْ يشْعُرْ بهِ أحَدُ.
حتّى معَ الموتِ نافقْنا فوا عجَبي.
مَنْ للمساكين إن ماتوا وإنْ وُلِدُوا.
حتى في هذه هناك فروق وهناك طبقات.
خلال السنوات الاخيرة الماضية كان الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين مسؤولا عن العديد من التسريبات التي فضحت الاف الشخصيات حول العالم وكشفت ملاذاتهم الامنة لثرواتهم وما يقومون به من اجراءات لاخفاء هذه #الثروات و/او التهرب من الضرائب بالاضافة الى توفير مصادر تمويل احتياطية لمعالجة حالاتهم الطارئة.
ومن اشهر هذه التسريبات المالية ما تم الاصطلاح على تسميتها:
– تسريبات بنما او #اوراق_بنما.
– تسريبات بانادورا او #اوراق_بانادورا.
– تسريبات بارادايس او #اوراق_بارادايس.
– تسريبات سويس كريدت بانك.
وكان هناك ايضا تسريبات سياسية عديدة ومن اشهرها #ويكيليكس التي ادخلت الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي في حالة تنافس على حيازة اكبر قدر ممكن من الوثائق عن طريق اما اعتقال او حماية المسؤول الرئيسي عن التسريبات.
المهم… في كل مرة كان يتم اشهار هذه التسريبات العالمية كان لنا حصة فيها ، بل اننا من الدول المتقدمة في بعضها من حيث عدد المواطنين الاردنيين الذين ظهرت اسماؤهم في هذه التسريبات والتي تجاوزت الالاف في بعض الحالات ومن كافة الفئات: رؤساء وزارات، وزراء، نواب، مدراء، رجال اعمال، عسكريين ، مدنيين، عاملين ، متقاعدين… بل اننا نذكر ان تسريبات بانادورا وبنك سويسرا وبرادايس تطاولت على جلالة الملك والملكة والامراء والملكة نور وتم الرد عليها ببيانات من الديوان الملكي الهاشمي العامر.
لكن هناك ملاحظتين لا يملك المرء الا ان يتساءل عنهما:
الملاحظة الاولى:
ان صحافتنا واعلامنا لا ينطقون ببنت شفة او بعبارة اصح لم ينطقوا ببنت شفة حول اي من هذه التسريبات وكأن الامر لا يعنيهم ولا يعنينا على الرغم من ان مئات الصحافيين والمؤسسات الصحفية ووكالات الانباء شاركت في تغطيتها حول العالم، بل ان بعض التحقيقات الصحافية حول هذه التسريبات في بعض الدول ادت الى اقالة حكومات ومحاكمة رؤساء وزارات ومتنفذين في كافة المجالات.
الملاحظة الثانية:
ان هذه التسريبات تناولت مئات المليارات من الدولارات والاف الشركات السرية من خلال (الاوف شور) لاخفاء ثروات مئات السياسيين وعدد كبير جدا من اقوى الشخصيات على وجه الارض ومع ذلك لم يتحرك فضول المواطن الاردني للبحث ومتابعة ما يخص الاردن من هذه التسريبات، فعلى سبيل المثال جاءت الاردن بالمرتبة 49 من 188 دولة في تسريبات بنك سويس كريدت وكان مجموع الاموال الاردنية في هذا البنك 842.8 مليون دولار موزعة على 738 حساب تعود الى 679 مواطن اردني…ومع ذلك لم نهتم لمعرفة ماذا حدث؟
ملاحظة اخيرة:
تسببت تسريبات بنما (اوراق بنما) في خلال اقل من سنتين من اغلاق رابع اكبر مكتب محاماة في العالم لشركات الاوفشور. بينما تسببت تسريبات بنك سويسرا في اغلاق ثاني اكبر بنك في سويسرا، بل كادت هذه التسريبات ان تسبب انهيار النظام المالي في سويسرا… وبالمناسبة فان هذا الرد العنيف كان رسالة موجهة الى من تعاونوا مع الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين لكشف الفساد والملاذات الامنة، حتى لا يتعاون الاخرين في مثل هذه التحقيقات.
يعني هناك احتمال كبير ان تخرج شركة Villa Eugenie وهي من اكبر شركات تنظيم الحفلات في العالم من السوق بسبب تسريبات ايطاليا