ثورة الشعب الفلسطيني تعيد القضية لمسارها.. فهل يستجيب محور المقاومة للتغيير

#ثورة #الشعب_الفلسطيني تعيد #القضية لمسارها.. فهل يستجيب محور #المقاومة للتغيير

#فؤاد_البطاينة

نتكلم عن #القضية_الفلسطينية، الأم لقضايا #العرب. فكلما تراجعت يتراجع العرب حتى الإندثار، وكلما انتعشت يتقدم العرب حتى بناء المشروع النهضوي. لقد نشأت القضية بتزاوج استراتيجي بين مصلحة الصهيونية اليهودية ومشروعها، وبين مصلحة الغرب ومشروعه الإستعماري. وضوح الصورة يقود لوضوح الهدف ثم لوضوح الألية. هذا ما يحكم النجاح، والفيصل المشترك في المصطلحات الثلاثة هي “الآلية ” في الصراع بين الفريسة والمفترس..
تحالف الإستعمار العالمي بقيادة الأنجلوسكسون اتخذ من #احتلال #فلسطين مستعمرة لأكبر قاعدة عسكرية متعددة الأغراض بدءا بالسيطرة على الوطن العربي لأسباب معروفة، صانعا باحتلاله القضية الفلسطينية، والطريق للإقليم باتجاه الشرق كله. لكن الشرق بأعمدته لا يراها قضيته، وبأن لها أصحابها، ويعترف بأغلبيته بالكيان المحتل ويتعامل معه كدولة في المنظومة الغربية.. بينما في الإقليم بقيت إيران وحدها تعادي الاحتلال وترفض وجوده وتقف مع نهج المقاومة دون خطة استراتيجية نلمسها
فهذا الإحتلال دولي وبتواطؤ دولي، وتبلور دولياً وعربياً كقضية فلسطينية وليس أبعد من ذلك، ولا يمكن أن تكون إزالته من خارج القاعدة العلمية التي تربط تحرير الأوطان بالمقاومة الشعبية، وهي هنا المقاومة الشعبية الفلسطينية. إلّا أن هذه الإحتلال كمشروع استعماري عالمي عابر في كل المنطقة ويستهدفها يجعل منه قضية إقليمية ويُسوغ بناء محور مقاومه إقليمي باستراتيجية واضحة. وهذا ما يُسوغ مشروعية بناء مشروع محور مقاومة إقليمية على هدف تحرير هذه المستعمرة (فلسطين ) بآلية عملية.
لكن “هدف تحرير فلسطين” استقر اليوم جدلياً في الساحة الفلسطينية وفي داخل أطراف المقاومة. الكلمة اليوم للشعب الفلسطيني، فهناك تمييع وتغييب لمبدأ المقاومة التحريرية كقاعدة علمية حصرية في مواجهة الشعوب للاحتلالات، وهناك دهشة في محاولات لم شمل على غير أسسها بين طرفين يُفترض أن بينهما تناقض أساسي بدون معالجته لا يكون لم شمل. فلا تزاوج بين نهج الاستسلام لأوسلوي ونهج المقاومة إلّا بإخصاء المقاومة. فالأصل هو لم شمل المقاومين وقطع دابر النهج الاستسلامي وكل طروحاته الخادعة بالحلول السلمية. العبثية والزائفة والخطيرة والتي لم تطرحها اسرائيل يوما ولا تؤمن بها بل دستها في أفواه خونة الحكام وبعض النخب كخدعة سياسية تجر لسلوك استسلامي وناخر في جسد القضية، تنطوي. على الإعتراف بحق اليهود في فلسطين ووأد المقاومة وكسب الوقت لترسيخ تهويد فلسطين وتوسع التطبيع وهلاك العرب، فما لم يتبلور هدف التحرير فلن نشهد مقاومة تحريرية ولا تحريكية.
الأحرار يعلمون بأن الحلول السلمية مع المنتصر أو المحتل لا تكون إلا استسلامية، تحذلقنا سابقاً بالدولة الواحدة وهي لا تصلح مزحة لاسرائيل المتفوقة والمنتصرة أن تتخلى عن دولتها ومشروعها وسرديتها التوراتية، ولا للغرب أن يتخلى عن مشروعه الاستعماري في المنطقة أمام مهزومين لا مقاومين، ونتذرع اليوم بحل الدولتين نتوسله صدقة من إسرائيل بينما هو أكبر خدعة على ظهرها مرت أوسلو والمزيد من الاستيطان والتهويد والتطبيع العربي الهادف لرضوخنا للسردية التوراتية وابتلاع وطننا العربي بمقدراتنا وعقيدتنا وتحويل وجودنا لعبيد لها. ولم نستوعب أن إسرائيل ترى في الكيان السياسي الفلسطيني نقيضاً لوجودها. فهو من المحرمات عليها وفيه تهديد أعمق لوجودها ولمشروعها حتى لوكان في الأردن كوطن بديل فهو مرفوض لديها، ولا تقبل به إلّا في حالة هزيمتها بالحرب الشعبية حصراً فيصبح خيار الصفر لها وتبادر حينها هي لطرحه كمرحلة، وهذا ما حصل في زخم قوة المقاومة في نهايات عام 1960.
الحكام العرب وسلطة أوسلو يعرفون برفض اسرائيل والغرب المطلق لحل الدولتين، ولذلك نراهم لا يبذلون أي جهد لتحقيقه ولا يستخدمون أية ضغوط من أجل تحقيقه بل يتمسكون بطرحه بمساعدة غربية لهدف التخدير والتمويه على شعوبهم بأنهم يسعون لتسوية القضية الفلسطينية وتبرير التطبيع واستجداء التفاوض للحصول على شرعية شعبية لوجودهم.
في ضوء ما سبق نعود لهيكلة المقاومة وأليتها التحريرية منطلقين من من ثلاث حقائق، الأولى، أن احتلال فلسطين فكرة استعمارية لا تقبل التسوية السياسية ولا القوميات الدخيلة ولا تستجيب إلا للتحرير بالحرب الشعبية.
والثانية أن الشعب الفلسطيني هو المؤهل دوليأ وعملياً ومكانا وزمانا لتحمل مسؤولية التحرير وقيادته. والثالثة أن الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال يتصدر اليوم المقاومة التحريرية في ثورة إعجازية تتجاوز سلطة أوسلو وتنهض من قصور المقاومة الردعية ذات المآلات السياسية بما فيه المقاومة الغزية في تحد لبوادر نجاح اسرائيل بنقل نجاحها في تجزئة صراعها مع العرب الى فلسطين.
فايران كدوله إقليمية مهددة وراعية لمحور المقاومة الردعي مطالبة بتفعيله من خلال توزيع الأدوار على أطراف المحور لتقديم الدعم بأشكاله للمقاومة الشعبية الفلسطينية الملتهبة ودمج مقاومة غزة خلفها على هدف التحرير، الشعب الفلسطيني يخوض اليوم ثورة تنفذ للسماء بإعجازيتها الخارقة والشرف والأمل كله في نصرتها وانتصارها. ونتطلع لسورية بنموذج حزب الله في لبنان لتحرير أراضيها ولفتح جبهة الجولان لتحريره ولتبقى الحاضنة لأحرار العرب ومقاوميهم. وإلا سنرى المقاومة الغزية بحماسها في حضن أوسلو ونرى سورية في حضن المطبعين ونرى إيران في غير حال.
كاتب وباحث عربي

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى