ثمرات الصيام

#ثمرات #الصيام

#ماجد_دودين

شهر رمضان الضيف الكريم الطيب المبارك … شهر الصيانة السنويّة للقلب والعقل والروح والجسد ولا عجب فهو:

  • شهر نزول القرآن الكريم تتويج وحي السماء إلى الأرض.
  • شهر الشفاعة بالصيام والقرآن.
  • شهر التراويح والتهجد.
  • شهر التوبة وتكفير الذنوب.
  • شهر تصفيد الشياطين.
  • شهر غلق أبواب النيران
  • شهر فتح أبواب الجنان.
  • شهر الجود والكرم والإحسان.
  • شهر العتق من النيران.
  • شهر ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر.
  • شهر الدعاء.
  • شهر الجهاد.
  • شهر مضاعفة الحسنات.
  • شهر الصبر والشكر ومضاعفة الأجر.

فهلم يا باغيَ الخير إلى شهر يُضاعف فيه الأجر للأعمال.

بعض ثمرات الصيام: من ثمرات الصيام التي يحتاج الحديث عنها بالتفصيل إلى مجلّدات:

  1. قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ). البقرة ١٨٣ يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه، فرض الله عليكم الصيام كما فرضه على الأمم قبلكم، لعلّكم تتّقون ربكم، فتجعلون بينكم وبين المعاصي وقاية بطاعته وعبادته وحده.
  2. الصيام تزكية للبدن وتضييق لمسالك الشيطان. الصائم تكثر طاعاته، والطاعات من خصال التقوى.
  3. الصائم يترك ما حرّم الله عليه من الأكل والشرب والجماع ونحوها، يترك الأمور التي تميل إليها نفسه، متقرّبا بذلك إلى الله تعالى، راجيا بتركها ثوابه. فهذا من التقوى. ومنها أن الصائم يدرب نفسه على مراقبة الله تعالى، فيترك ما تهوى نفسه، مع قدرته عليه، لعلمه باطّلاع الله عليه. ومنها أن الصيام يضيق مجاري الشيطان، فإنه يجري من ابن آدم، مجرى الدم، فبالصيام يضعف نفوذه، وتقل منه المعاصي. الصيام من أكبر أسباب التقوى، لأن فيه امتثال أمر الله واجتناب نهيه.
  4. من ثمرات الصيام: الصبر على الطاعة، والصبر عن المعصية. معرفة قيمة الحياة والحرص على أيامها ولياليها وأنها ميدان للتنافس. والمسارعة إلى فعل الخيرات دون التعذر بأوقات دون أوقات. والتطلّع إلى ما عند الله في الدار الآخرة.
  5. من ثمرات الصيام أنه يقوي العزيمة. ويُصلح النفس، وتُغفر به الذنوب، وتزداد به الحسنات. وتُرفع به الدرجات، ويُدْخِل صاحبه بفضل الله من باب الريان ويشفع لصاحبه، ويُصلح البدن ويُبرئ من السقم، ويقرّب العبد من ربه إلى إنْ يصل إلى تقوى الله.
  6. من ثمرات الصيام: إجابة الدعاء. وللصائم فرحتان، فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه. الله يباهي بالصائم الملائكة.  والصيام فيه تكفير ذنوب الصائم.
  7. من ثمرات الصيام: التطلع إلى ما عند الله من الثواب. كما أن الصيام ينقل صاحبه إلى مرتبة الإحسان. ويعلّم صاحبه الإرادة والعزيمة. ومن ثمرات الصيام مراقبة الله تعالى في أي مكان وفي كل حين.
  8. من ثمرات الصيام: خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك. والصوم اختصه الله لنفسه وأنه هو الذي يجازي به، والصوم جُنّة ووقاية من النار، ومن صام يوماً ابتغاء وجه الله وخُتم له به دخل الجنة. كما أن الصوم لا عدْل له. ومن صام يوماً في سبيل الله باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا. وفي رواية: (مسيرة مائة عام).
  9. النفس إذا امتنعت عن الحلال طمعا في مرضاة الله تعالى وخوفا من عقابه فأولى أن تنقاد للامتناع عن الحرام. وأن الإنسان إذا جاع بطنه اندفع جوع كثير من حواسه، فإذا شبع بطنه جاع لسانه وعينه ويده وفرجه، فالصيام يؤدي إلى قهر الشيطان وكسر الشهوة وحفظ الجوارح. وفي الصيام إعلان لمبدأ وحدة المسلمين، فتصوم الأمة وتُفطر في شهر واحد.
  10. الصيام فرصة عظيمة للدعاة إلى الله سبحانه فهذه أفئدة الناس تهوي إلى المساجد ومنهم من يدخله لأول مرة ومنهم من لم يدخله منذ زمن بعيد وهم في حال رقّة نادرة، فلا بدّ من اغتنام الفرصة بالمواعظ المرقِّقة والدروس المناسبة والكلمات النافعة مع التعاون على البرّ والتقوى. وعلى الداعية أنْ لا ينشغل بالآخرين كليّا وينسى نفسه فيكون كالفتيلة تضيء للناس وتُحرق نفسها.
  11. الصوم يبعث الرحمة والإحسان ويعزز الصلة بين العبد وريه. ويبعث عوامل الخشوع والخضوع. وهو تدريب فردي وجماعي على مجاهدة النفس. وتجديد للحياة وتحكم بالشهوات. ويجعل القلب والذهن خالياً صافياً فيكون أدعى لتدبر القرآن.
  12. الصائم إذا ذاق ألم الجوع أحس بحال الفقراء فرحمهم وأعطاهم ما يسدّ جوعتهم. الصيام يربي الإرادة على اجتناب الهوى والبعد عن المعاصي، إذ فيه قهر للطبع وفطم للنفس عن مألوفاتها. وفيه كذلك اعتياد النظام ودقة المواعيد.
  13. الصيام يأخذ بزمام النفس، ويكبح جماحها عن الحرام، لذلك وجه النبي صلى الله عليه وسلم من لم يستطيع الزواج من الشباب وجههم وحثهم على الصيام، لما فيه كسر للنفس ورد لها عن فعل الفواحش والمحرمات. ومن فوائد الصيام: أنه يعود المسلم التقليل من الطعام والشراب حتى يتسنى له قيام ما تسير له من الليل، وقراءة ما تسير له من كتاب الله عز وجل. ومن فوائد الصيام، أن فيه تهذيبا للنفس، وتطهيرها من الأخلاق المذمومة، وتعويدها على الطاعات، وفعل الخيرات، فالصيام جُنّة.
  14. من فطّر صائما كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء. والجمع بين الصيام والإطعام من أسباب دخول الجنة. صيام التطوع يجبر نقص صيام الفريضة، ومن أمثلته عاشوراء وعرفة وأيام البيض والاثنين والخميس وست من شوال والإكثار من الصيام في محرم وشعبان.
  15. الصيام العبادة التي لا يقتص منها الغرماء يوم القيامة. والصيام يعطي راحة للجسد ويعطي راحة للنفس بالشعور بالسعادة والفرح.
  16. للصيام فوائد صحية كثيرة، منها: المساعدة على التخلص من السموم من خلال الكبد والكلى وباقي أعضاء الجسم المسؤولة عن التخلص من السموم. بعض الدراسات قد أكدت أن الصيام يساعد على شفاء بعض الأمراض من الالتهابات والحساسية كالتهاب المفاصل، والصدفية. الصيام يساعد على خفض مستويات السكر في الدم. فهذا يساعد على تعزيز المحتوى الغذائي للجسم من الفيتامينات والمعادن. وللصيام فوائد صحية كثيرة، منها: وجد أطباء الاختصاص ان للصيام تأثير ايجابي كبير في اعادة ضبط ضربات القلب. وأثبتت مجموعة من الأبحاث الطبية أن الصيام يقوي جهاز المناعة ويحسن المؤشر الوظيفي للخلايا اللمفاوية، كما تزداد نسبة الخلايا المسؤولة عن المناعة النوعية زيادة كبيرة، وترتفع نسبة بعض أنواع الأجسام المضادة.  وللصيام فوائد صحية أخرى كثيرة، منها: الصوم أقوى سلاح للاضطرابات النفسية! سلاح ضد البدانة والوزن الزائد!
  1. أن المقصود من الصيام هو: “حبس النفس عن الشهوات، وفطامها عن المألوفات، وتعديل قوتها الشهوانية، لتستعد لطلب ما فيه غاية سعادتها ونعيمها، وقبول ما تزكو به مما فيه حياتها الأبدية” (زاد المعاد، 2/28).
  2. ((مَن صامَ يَوْمًا في سَبيلِ اللَّهِ، بَعَّدَ اللَّهُ وجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا.)) رواه البخاري ومسلم. ((الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ: أَيْ رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ، قَالَ: فَيُشَفَّعَانِ)) صحيح الجامع ((إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرَفًا تُرَى ظُهُورُهَا مِنْ بُطُونِهَا وَبُطُونُهَا مِنْ ظُهُورِهَا، فَقَامَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: لِمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: لِمَنْ أَطَابَ الْكَلامَ وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ، وَأَدَامَ الصِّيَامَ، وَصَلَّى لِلَّهِ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ) صحيح الترمذي
  3. الثواب العظيم في الجنة، قال تعالى: ﴿كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ﴾ قال مجاهد: نزلت في الصائمين، تبشرهم بروعة الجزاء ومتعة اللقاء! المباهاة به يوم القيامة كما ورد في الأحاديث الصحيحة ” كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا، إلى سَبْع مِائَة ضِعْفٍ، قالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إلَّا الصَّوْمَ؛ فإنَّه لي، وَأَنَا أَجْزِي به، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِن أَجْلِي. لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ. وَلَخُلُوفُ فيه أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِن رِيحِ المِسْكِ. “ومن ثمراته رقة القلب وغزارة الدمع وذلك من أسباب السعادة
  4. كظم الغيظ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “إِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلا يَرْفُثْ، وَلا يَصخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ شَاتَمَهُ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ: إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ”. البخاري ومسلم. وفرحة الصائم عند فطره، لتناوله الطعام عند الحاجة إليه وتشوق النفس له. فرحه عند لقاء ربه: فيما يجده عند الله من ثواب الصيام مدخرا.
  5. الصيام جُنّة ووقاية. الصيام يغفر الذنوب. الصيام كفارة للخطيئات. الصيام يذهب الغل والحقد والوساوس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” مَن سَرَّهُ أن يَذهَبَ كثيرٌ مِن وَحَرِ صَدرِهِ فَلْيَصُمْ شَهرَ الصَّبرِ، وثلاثةَ أيّامٍ مِن كُلِّ شَهرٍ “. صحيح الترغيب. قوله: وحر صدره: أي الغل والحقد والوساوس.
  6. أن يكون القلب فرحاً، والصدر منشرحاً. فمن عرف هذا الشهر علم أنه فضل من الله على عباده، ورحمة منه إليهم. وعلى الصائم التخفّف من المباحات، والإعانة على الطاعات.
  7. يكون القلب فرحاً، والصدر منشرحاً. فمن عرف هذا الشهر علم أنه فضل من الله على عباده، ورحمة منه إليهم، (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ). يونس ٥٨ فالصحيح قلبه، السليم فؤاده، يسعد بقدوم رمضان، ويفرح بلقائه.
  8. تزكية النفس، والإعانة على الطاعات، فأهل الإسلام في شهر الصيام وفي سائر العام يقللون من الطعام، وتقليله معين على القيام؛ ويقول الإمام الكمال بن الهمام ـ أحد فقهاء الحنفية ـ في فوائد الصوم:( أنَّ الصوم يسكن النفس الأمَّارة بالسوء ويكسر سورتها في الفضول المتعلقة بجميع الجوارح من العين واللسان والأذن والفرج؛ ولذلك قيل: إذا جاعت النفس شبعت جميع الأعضاء، وإذا شبعت جاعت كلُّها).
  9. الغاية من الصيام التقرُّب إلى الله راجيًا ثوابه، وهذا من التقوى. في الصوم مراقبة لله، فيترك ما تهوى نفسه مع قدرته عليه؛ لعلمه باطلاع الله عليه. وفي الصيام الإكثار من الطاعات، والطاعات هي من خصال التقوى.
  10. الصيام يربي الإرادة ويحرر المسلم من مألوف الحياة وطعامها وشرابها وملذاتها وشهواتها حيث يزيد الصائم من ارتباطه بالله سبحانه وتعالى ومراقبته في السر والعلن – الصوم يزيد في المودة والتكافل، ويزيد في حب المسلم لإخوانه ورحمته بهم وسعيه في اعانتهم وايثارهم على النفس بالعطاء والجود والكرم – الصوم يحقق القرب والمساواة بين المعسرين والموسرين والأغنياء والفقراء تجمعهم مشاعر خير متقاربة تحقق لهم جميعا مزيدا من التآلف الاجتماعي الصادق المخلص.
  11. الصوم يقوي الجسم ويخلصه من الأمراض: لا يشك منصف في ان صيام رمضان الذي شرعه الله تعالى وليس الذي يتفنن الناس فيه ويغالون في مأكله ومشاربه يجدد الصحة ويقوى الجسم ويخلّصه من الرواسب والتخمّرات الضارة ويريح اعضاء الجسم وينشط البدن ويقوي الفكر والذاكرة – والصوم يوفر الأمن ويقلل نسبة الجرائم حيث يعتبر الصوم حصناً منيعاً من الانزلاق في الجرائم وهو يقوم بدور حيوي وفاعل في توفير الأمن الاجتماعي. ويزيد إقبال الناس على المساجد وقراءة القران والتعامل مع بعضهم بشفافية وتسامح ومحبّة.
  12. الصوم عامل مهم وفعال في الارتقاء بمستوى الأفراد والمجتمعات على كافة الأصعدة الروحية والنفسية والتربوية والاجتماعية والصحية والأمنية وهو يحقق للجميع مزيدا من الرقي والسمو المادي والمعنوي. والصوم هو العبادة التي ترتقي بصاحبها إلى مرتبة الإحسان، لأنها عبادة لا رياء فيها.
  13. الصوم لا مثيل له، ولا يشئ يعادله. في الحديث القدسي: قَالَ اللَّهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ . . . الحديث رواه البخاري ومسلم.
  14.  في رمضان صلاة التراويح، قال صلى الله عليه وسلّم:” من قام مع الإمامِ حتى ينصرفَ كتب اللهُ له قيامَ ليلةٍ”. وقال صلى الله عليه وسلّم:” مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ. وقال صلى الله عليه وسلم:” مَن صامَ رَمَضانَ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن قامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ.”

فهذا ما يتعلق ببعض فضائله وثمراته وهي أكثر من أن تُحصى ولله الحمد والمنّة.

بين الجوانح في الأعماق سكناه … فكيف أنسى ومن في الناس ينساهُ

وكيف أنسى حبيباً كنت من صغري … أسير حسن له جلت مزاياه

ولم أزل في هواه، ما نقضتُ له … عهداً ولا مَحَتِ الأيام ذكراه

قد شاخ جسمي ولكن في محبته … ما زال قلبي فتىً في عشق معناه

في كل عام لنا لقيا محببة … يهتز كل كياني حين ألقاه

بالعين والقلب بالآذان أرقبه … وكيف لا وأنا بالروح أحياه

والليل تحلو به اللقيا وإن قصرت … ساعاتها ما أُحيلاها وأحلاه

فنوره يجعل الليل البهيم ضحى … فما أجل وما أجلى محياه

ألقاه شهراً ولكن في نهايته … يمضي كطيف خيال قد لمحناه

في موسم الطهر في رمضان الخير، تجمعنا … محبة الله لا مال ولا جاه

من كل ذي خشية لله ذي ولع … بالخير تعرفه دوماً بسيماه

قد قدروا موسم الخيرات فاستبقوا … والاستباق هنا المحمود عقباه

صاموه قاموه إيماناً ومحتسبا … أحيوه طوعاً وما في الخير إكراه

وكلهم بات بالقرآن مندمجاً … كأنه الدم يسري في خلاياه

فالأذن سامعة والعين دامعة … والروح خاشعة والقلب أوّاه

هبت على القلوب نفحة من نفحات نسيم القرب في رمضان وسعى سمسار الوعظ للمهجورين في الصلح، ووصلت البشارة للمنقطعين بالوصل، وللمذنبين بالعفو والمستوجبين النار بالعتق، فقد سُلسل الشيطان في شهر رمضان، وخمدت نيران الشهوات بالصيام، انعزل سلطان الهوى، وصارت الدولة لحاكم العقل بالعدل، فلا يبقى للعاصي أيّ عذر.

يا غيوم الغفلة عن القلوب تقشّعي، يا شموس التقوى والإيمان اطلعي، يا صحائف أعمال الصائمين ارتفعي، يا قلوب الصائمين اخشعي، يا أقدام المتهجدين اسجدي لربك واركعي، يا عيون المجتهدين لا تهجعي، يا ذنوب التائبين لا ترجعي، يا أرض الهوى ابلعي ماءك ويا سماء النفوس أقلعي، يا بروق العشاق للعشاق المعي، يا خواطر العارفين ارتعي، يا همم المحبين بغير الله لا تقنعي… قد مدّت في هذه الأيام موائد الإنعام للصوّام فما منكم إلا مَنْ دعي (يا قومنا أجيبوا داعي الله) [الأحقاف: 31] .

ويا همم المؤمنين أسرعي، فطوبى لمن أجاب فأصاب، وويل لمن طُرد عن الباب وما دُعي.

ليت شعري إن جئتهم قبلوني … أم تراهم عن بابهم يصرفوني؟!

أم تراني إذا وقفت لديهم … يأذنوا بالدخـــــــــــول أم يطردوني؟!

يا من طالت غيبته عن مولاه، قد دخلت أيام المصالحة، يا من دامت خسارته قد أقبلت أيام التجارة الرابحة، كم ينادي المنادي حي على الفلاح وأنت خاسر، وكم يدعوك الداعي إلى الصلاح وأنت على الفساد مثابر. من لم يربح في رمضان ففي أي وقت يربح، ومن لم يقترب فيه من مولاه فهو على بعده لا يبرح.

يتلذذون بذكره في ليلهم … ويكابدون لدى النهار صياما

فسيغنمون عرائساً بعرائس … ويُبَوّءون من الجنان خياما

وتقر أعينهم بما أخفى لهم … وسيسمعون من الجليل سلاماً

***************

نَبّهْتَ فينا أنفُسا وَعُقُولا … وحَلَلْتَ للخَيْرِ العَميم رَســـــــــــــــولاً

رَمَضانُ يا رَوْضَ القُلوبِ تَحِيّةً … خَطَرَتْ تَجُر إلى حماكَ ذُيُولا

قدْ جِئْتَ مَرْجُوا لأكرم نَفْحَةٍ … تَذَرُ الفُؤادَ بسِحْرِها مَتْبولا

رَمَضانُ حسبُكَ ما شَرُفْتَ بِهِ فقَدْ … فُضّلت مِنْ رَبِّ السَّماء تفْضيلا

غَصَّتْ رِحابُكَ بالتُّقاة وَهَوَّمَتْ … فيكَ المَلائِكُ صُعُداً ونُزُولا

وتتابعت رَحَماتُ ربكَ شُرعًا … كالغَيْثِ فاضَ مُبارَكا مَقْبُولا

أَيامُكَ الغَرّاءُ طاهِرَةُ الرُّؤى … مِثلُ الحَمائِم تَسْتَحِتمُّ أَصِيلاً

وَجْهُ الحَياةِ على ضِفافِكَ مُشرقٌ … وأريجُكَ الذّاكي يَهُب عَليلا

تَسْمو بهِ الأرْواحُ فَهْيَ طَلِيقَةٌ … رَغِبَتْ إلى كَنَفِ الخُلودِ رَحِيلاً

حَنَّتْ لمغْناها القَديم فلمْ تجدْ … إلا سَبيلَكَ للخُلــــــــــــــودِ سَبيلا

نِبْراسُكَ الوَضاءُ يُعْلِنُ للورَى … شَرع السمَاءِ مُنَزَّلا تَنْزِيلا

آياتُهُ الزّهْراءُ فيكَ تَلألأتْ … وَحْيًا يُقيمُ إلى الفلاح دليلا

سادَتْ بِهِ حينَ استَقامَتْ أمةٌ … واعْتَزَّ مَنْ في النيرِ كانَ ذَليلاً

قدْ كانَ مَدْرَسَةٌ تُعدّ أئمّةً … نَشأوا على النَّهْجِ القَويم عُدولا

وكأنهمْ في اللهِ قلب واحِدٌ … يَحْيا بنِعْمَةِ ربِّهِ مَوْصولا

*******

“رمضانُ” “أقبلَ قُمْ بنا يا صاح” … هذا أوانُ تَبَتُّلِ وصَــــــــلاح

الكونُ معطارٌ بطيبِ قُدُومِهِ! … روْحٌ وريحانٌ ونفحُ أَقَاحِــــــــــــي

“صفْوٌ أتيحَ فخذْ لنفسكَ قِسْطَهَا فالصفوُ ليْسَ على المَدَىَ بمتَاح”

واغنم ثواب صيامِه وقيامِه … تسعدْ بخيرٍ دائِـــــــــمٍ وفَـــــــلاح

*******

جَدِّدْ    حَيَاتَكَ    بِالصِّيَامِ فَبِالصِّيَامِ   غِذَاءُ   رُوحِكْ

دَاوِ الَّذِي تَشْكُو بِتَقْوَى اللَّهِ   تَبْرَا   مِنْ   قُرُوحِكْ

وَاغْنَمْ   أُوَيْقَاتِ   التَّجَلِّي فِي الطَّرِيقِ إِلَى نُزُوحِكْ

اشْحَذْ سُمُوَّكَ عَنْ حَيَاةِ اللَّغْوِ وَادْأَبْ فِي طُمُوحِكْ

وَارْقَ الذُّرَا وَدَعِ الثَّرَى طَالَ المُقَامُ عَلَى سُفُوحِكْ

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى