#ثقافة #المعارضة … ورسالة الى المعارضة
جميل يوسف الشبول
لا يمكن لاي مجتمع ان ينمو وان يحدث الفرق الا بوجود المعارضة ومن ينكرها فهو لا محالة خاسر وقد انكر فرعون المعارضة وخسر حيث الصراع على احقاق الباطل وقد مارسها رسول الله صلى الله عليه وسلم دفاعا عن الحق ونكران لمتاع الحياة الدنيا ففاز ونقل امة باكملها من الظلمات الى النور ومن عبادة العباد الى عبادة رب العباد.
اذن فالمعارضة هجرة او شكل من اشكال الهجرة فاما لدنيا يصيبها واما لما ينفع الناس وهذا يحتاج لنكران الذات وتكريس كل الامكانات المتاحة لتغيير النهج القائم لما فيه المصلحة العامة .
كي تحقق المعارضة هدفها لا بد من وجود الشرط (الصدق) والا فان كثرة الجموع لن تحدث شيء ان جانبها الصدق حيث ان المعركة تتحول بين باطل وباطل والبقاء للاشد ظلما .
في الاردن احزاب وعددها نصف مئة وكلها احزاب معارضة وفي الاردن مجلس نواب والمفروض ان يكون جزئيا الى جانب المعارضة حتى في الدول مكتملة الديموقراطية يمارس مجلس نواب الامة هذا الدور وفي الاردن كتاب واصحاب رأي معارضون يقفون الى جانب المعارضة شكلا او مضمونا وهؤلاء هم من يعول عليهم .
في الاردن معارضة ومعارضون فمنهم من حقق شرط الصدق ووثق معارضته بوثائق ومؤلفات يحفظ بها حق الاجيال للمطالبة بحق الوطن وان لا تنتهي المعارضة بمغادرته للمشهد ونسأل الله ان يطيل في عمره(الدكتور المهندس سفيان التل) فقد ترك للاجيال مؤلفات قيمة تصلح كمرافعات لكل زمان ومكان.
في الاردن معارضة تطالب بحقوق شخصية وتتغطى بلقب معارض او ناشط تنتهي معارضتها بتحقيق الهدف والحصول على المبتغى وفي الاردن معارض يسعى لتحقيق حضور لدى فئة او مكون من مكونات المجتمع ويتحدث عن مظالم.
في الاردن معارضة متقاطعة في المصالح وتحتاج الى ميثاق يجمع شتاتها ونرى محاولات لا تعدو ان تكون عناوين على مواقع التواصل الاجتماعي .
في المقابل هناك سلطة تؤمن بالقبضة الامنية وتمارسها ولديها اوزان ومكاييل للناشطين والحراكيين والاحزاب وقد نجحت في مواجهة هذا المشهد المتبعثر بل انها تنقص من حواف الحراك فتمنح هذا بغيته وتخرجه من دائرة المعارضة وتمنع اخر من الوصول الى هدفه ان ترك المعارضة حتى شرف السجن لا تمنحه اياه وفي مشهد اخر تلقي القبض على اثنين تسجن هذا وتفرج عن الاخر والاسباب واضحة.
بيضة القبان وبوصلة الوطن هو الشعب الاردني وهو معارض بنسبة اجزم انها تزيد عن 95% والاسباب كثيرة اهمها شعوره بيتم الدولة وتخليها عنه وزيادة معاناته بصفتها رب المنزل وهنا نشير الى فشل المعارضة في استقطاب هذه الارض الخصبة للاسباب الانفة الذكر.
لقب معارض وناشط لا يختلف عن لقب معالي وعطوفة ودولة كله يصاب بالغرور حتى لقب شيخ يمكن ان يصاب صاحبه بالغرور وعليه فان شيخنا وامامنا محمد متولي الشعراوي كان يدخل الى حمامات المساجد ينظفها عندما يشعر ان في النفس شيء من العلو.
الدولة والحكومة تسير بنفس النهج وباضطراد فالطريق ممهد والمعارضة يموج بعضها ببعض والرسالة لمن وجد في نفسه رمزا ان ينتبه من نقصان بطىء يصيبه حتى اذا فقد السند وانكشف الغطاء الشعبي وجد نفسه في السجن او اخذته العزة بالاثم فاصبح يتبجح بفقدانه لجميع قيم الرجولة والشهامة فهو مادح في النهار ومنقلب على مبادءه اخر النهار.
المواطن الذي اصبح على قارعة الطريق بحاجة لمن يضمد جزءا من جراحه والساحة مفتوحة للحكومات ان ارادت ان تسحب الفتيل الممدود او للمعارضة ان ارتقت بمستوى الخصومة وابتعدت عن سفاسف الامور وتضخيمها خدمة للفاسدين وركزت على القضايا الكبرى .
هناك من يعبث بممتلكات المواطنين ويستولي عليها تحت سمع وبصر الحكومات وعلى الاحزاب والثقات من النواب وكل جهة يهمها الوطن والمواطن ولها تأثير ان تفتح مكاتبها وتتبنى قضايا هؤلاء ودعمهم امام مؤسسات تغولت وفقدت صفتها انها مؤسسات وطن فهناك من يعلن عن مجمعات سكنية وفلل وشقق بنصف الثمن دون وجل او خجل او شعور مع مواطن سيلقى ابنائه في الشارع لعسر اصابه وبنسبة بسيطة من قيمة العقار وهذا على سبيل المثال لا الحصر.
ان الاصرار على كمامة المسجد وكمامة المسرح يريح الطرف الاخر خصوصا ان المواجهة الان ستكون داخل المسجد بين مصل لا يتنازل عن كمامته وتباعده ومصل اخر يريد ان يرص الصفوف .
ان لم تفعلوا لن تتقدموا خطوة واحدة وانها لدعوة لتغيير النهج وتقييم مرحلة الت الى الصفر .
18-11-2021