ثقافة الفجأة وذاكرة المدى القصير للحكومة أردنيا ؟؟

خاص – سواليف

ثقافة الفجأة وذاكرة المدى القصير للحكومة أردنيا ؟

علميا؛ وبتوصيف دقيق ينطبق هذا التشخيص على المواطنين والحكومات المتعاقبة معا رغم ارتفاع نسب المتعلمين وانفتاحنا اللافت على العالم الأحدث و الأرحب ؛ وتتجلى “ثقافة الفجأة ” هذه على هيئة أنواع متعددة من السلوكيات الموسمية التي نُظهر من خلالها الدهشة الزائفة كأردنيين إزاء قضايا او مصائب متوقعة سلفا، ومع هذا نتظاهر – مواطنين وحكومات – بوخزها لنا ولواقعنا المّر غالبا ومع هذا مازلنا نُمارسها دوريا ولا نرغب عموما في التخلي عنها لأنها تمنحنا كجموع متعة التلذذ في دور الضحايا مرحليا قبل أن نعاود ممارستها مجددا .
* يُفاجئنا مثلا الثلج والمطر الموسمين رغم أنهما معروفان منذ أمد طويل وهو جزء من دورة الطبيعة بفصولها الأربع ؛لذا تتفجأ أمانة عمان والبلديات بعد تفقدها لتنظيف شبكات المجاري على ضعفها أصلا؛ تبداء الجهات الرسمية بالتنبيهات بعدم الخروج لمن ليس له عمل ضروري ؛وعدم تخزين المواد التموينية؛ دون أن نعمل حكومة ومواطنين مبكرين بحملات توعية المواطنين بهذا الخصوص علنا نتخلص من هذه الدهشات الزائفة .
*الطرق داخل المدن مُمثلة ب “المطبات” الكثيرة التي هي اقرب الى الجبال وكأن السيارة بنظر وأضيعها جملا أو بعيّرا بسيقان طويلة ” يُمكنها “التفحيج” فوق هذا النوع من المطبات الكثيرة غير الهندسية والتي تتسبب بالحوادث وإيذاء السيارات نفسها كقيمة اقتصادية واجتماعية معا.
أما على الطرق الخارجية والتي نعلم مسبقا أنها تفتقد الى الصيانة وأسباب الأمان ومع هذا مزروعة في كاميرات المراقبة لحصاد المخالفات؛ ومع هذا نتفاجأ زيفا بوقوع مجازر وحوادث السير مثلا والانهيارات على طريق عمان اربد في الشتوية الماضية وما زال في الطريق الصحراوي وبالأمس الاول مع الحجاج الذين توفوا في الأغوار الجنوبية لتظاهر الحكومة زيفا بأنها قد تفاجأت بان سائقي الحافلتين العموميتين وسائقيهما غير مرخصين ومع هذا حجوا وعادا ليرتكبا مجزرة دنيئة ؛ وان الحل “إنشاء شركة حكومية جديدة للحج “في بلد كل ما فيه تم خُوصصته؛ والأكثر وجعا تصريح وزير الأوقاف إيعازه لصندوق الزكاة للنظر بوضع اسر الموتى قتلا من قِبل هذه الشركة المخالفة عوضا عن معاقبتها قانونيا .؟؟
*رغم عِلمنا المسبق – مواطنين وحكومات – بوجود متنفذين ومحتكرين “حوّته” بتجارة اللحوم والأغذية من جهة ؛ومن جهة ثانية غياب القوانين الرادعة حقا للمهددين لحياة المواطنين بالترابط مع ضعف الرقابة والمحاسبة الرسمية للمخالفين؛ ومع تباكينا بزيف على (الجاج) الملوث وكيف أن مطاعم ( مشهورة) تبيعنا أطعمة فاسدة ولا تُغلق لمدد طويلة وان الغرامات التي يدفعونها بموجب القوانين القاصرة بدورها أتفه من أن تردعهم بعد ذوبان ضمائر هؤلاء التجار وأصحاب مثل هذه المطاعم يا للوجع.
متى سنتخلص جميعا من “ثقافة الفجأة” ومتى تتأكد وتحترم الحكومة أن الأردنيين بدواخلهم أصحاب ذاكرة طويلة وليست قصيرة المدى كي ننسى أخطائها القاتلة جراء موسمية قراراتها .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى