ثعلب ويبتسم ؟ / نايف المصاروه

انشغلت بعض وسائل الإعلام محليا وعربيا وعالميا بثعلب يعوي تم تصويره وبثه على مواقع التواصل الإجتماعي وقالوا إنه ( يضحك) حيث تم تسجيل 29 مليون مشاهدة لضحكة ذلك الثعلب (نياله) .
على الوجه الآخر صورة لطفلة سورية تبكي وترفع ورقة كتبت عليها( لك والله جوعانين)،
وطفل فلسطيني يصاب برصاصة صهيونية في قلبه فيجثو على ركبتيه مودعا أمة غاب رجالها.
كثيرة هي المشاهد المؤلمة.

فمشاهدة أطفال سوريا وهم يموتون ويتضورون جوعا، ومشاهدة الركام فوق الأحياء وجثث الموتى،
ومشاهدة اللآجئين وهم في العراء وتحت المطر والبرد طلبا للأمن والسلام،
ومصيرهم المجهول فإماعلى شواطئ البحار يموتون ،أو على الحدود يمنعون من الدخول خاصة إلى أوروبا التي تنادي بالحرية وحقوق الإنسان.
ومشاهدة الصهاينة وهم يدنسون الأقصى وأطفال القدس ونسائها وهم يذودون عنه، ومشاهدة عصابات الإجرام وهي تقتل وتدمر في العراق وليبيا واليمن باسم الدين والحرية والكرامة وهي تنتهك ذلك صباح مساء.
كل ذلك وغيره ولا يزال البعض من ساسة الأمة وكتابها وعرابوا إعلامها يتشدقون .
(29) مليون مشاهدة لضحكة ثعلب ….

ولأنه زمان الثعالب فلا غر ولا عجب أن ننشغل بإبتسامة ثعلب.

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى