.. .. ثرثرة !

بعد أن استيقظ من نومي و أحمد الله على نعمة الحياة .. و بعد أن أغسل بقية النعاس ، و أفتح عينيّ جيداً على جمال
الصباح .. أمارس طقسي اليومي ، بتبادل عبارات الصباح
مع الأصدقاء ، عبارات و صور جميلة ، يحرص مرسلوها ، كما
أنا على أن تكون جديدة .. طازجة !
كالعادة ، أتصفح الفيس بوك في ” الراوند ” الصباحي ، و
أجد ما هو جميل من خبر أو معلومة .. و كذلك أجد الكثير
من اللغو .. و الإسراف في الكلام الذي لا نفع فيه ..الذي هو مضيعة للوقت .. أجد للأسف ثرثرة .. و فائضاً من الكلام !

أشاهد برامج التلفزيون الصباحية التي تعرضها المحطات المختلفة .. فأجدها تنقل عن بعضها ، في طرح موضوعات مكرورة .. أغلبها مع خبيرات التجميل ، و التغذية .. حول
درس صباحي عن فنون ” الميك اب ” و عن حرق الدهون
و السعرات الحرارية .. و كذلك تنبؤات خبير الأبراج ، ليقول
لنا .. برج كذا .. اليوم نحس عليك .. فلا تعقد صفقات و لا
( تبيع .. و لا تشتري ! ) و أي كلام .. يا عبد السلام
مضيعة للوقت .. و لملء زمن ، لتلك البرامج ..و لا تجد
إلا ثرثرة… صباحية… و خفة دم من مذيعين و مذيعات
قد ينفحونك .. بوصلة صباحية ، لفقرة دبكة في عرس !

أستمع ، أحياناً ، لمحطات الراديو Fm !
و يا عجبي .. كيف صارت الإذاعات بهذا العدد ،، و تلك الأسماء التي تركب ” الأثير ” من مذيعين .. يكسرون اللغة
و يقلقون سيبويه في قبره .. فلا يعرفون اسما و لا خبرا
لكان . و لا لأخواتها .. و بنات عمها .. الملحقات بعملها !
فالمذيع ” يرفع ” و ” ينصب ” كما يحلو له .. عداك عن
العامية المغرقة في المحلية ..
في الكثير من تلك الإذاعات .. برامج في الليل المتأخر
تستمع لاتصالات من مستمعين و مستمعات .. يبثون
شجونهم .. و آهاتهم .. في العشق !
تستمع لكلام أحيانا ، خارج الرصانة ..و الرزانة
ثرثرة… !! و أوقات ضائعة .. لا تملك إلا أن تقول رحم
الله زمناً .. كانت الإذاعة فيه ..مدرسة للأدب و العلوم
و التسلية الراقية ..
و رحم الله زمناً ، كان من شروط العمل في المذيع .. أن
يتقن قواعد اللغة .. و أن يكون ذا لسان مستقيم ، و أن
يتقن قواعد الذوق السليم

و في يوم اللغة العربية… تحية للذين يحترمون لغتنا
مثلما يحترمون ” أنفسهم ” ..

مقالات ذات صلة

احمد المثاني

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى