
#ثرثرة_عطر
بقلم : #سكينة_الرفوع
في أفق العمر غيمة تكتحل بالمطر ، تسجر الأحلام بضراوة الشغف ، تمسّد الرجاء وهي تنتظر لحظة الغسق ؛ لتهطل حبال المزن أسارير فرح ، أي لحن سماويّ تشرع ألحانه في حدائق لازورد ؛ يعانق دمعة الشفق ، فيتفتح الندى فوق عرائش الياسمين ، يكتب حكاية مخضبة بعطر مخمور بالنور ، تستحث الصمت للبوح ، فتفوح رائحة السكينة ، ترسم عشتار في أغاني تموز ، ليعود نيروز يغني للحياة كل يوم في فنارات الصباح ، لربيع تندف أرديته بالبريق ، ثرثرة عطر يذوب رقراقا على خطى الوعد يتحرر من شجن الذكربات، وغبش التيه .
كيف لروح تعاند زوابع اليأس أن تملّ التحليق في مداءات الظفر ، تراودها الآمال وهي ترفل بثياب الكبرياء ، تشرأب شامخة لتعب من دنان المجد ، تقصص رؤياها كل يوم على مسامع الفجر ، “لن ينحني ظلي مهما استبد الظلام” روح تعانق الأفق كسنديانة تراقص النجوم ولا تذعن للأفول .
كزهرة يسري عطرها في شرايين الحياة ،تقبّل وجه الشمس ، ثرية بشموخ النخل ، ندية بنسائم الطموح، جامحة برؤى ممتدة لا تعرف حدود لنهاية دفقها ، تستفيق من خدر الوهن ، وقد شيعت غبار الماضي ، ونفضت ركام الخور عن خطواتها، تبتكر لها طريقا لم يسلكه أحد ، فتخضلّ ضفائر أحلامها ، وتتورد وجنات أيامها ، ترسم حكاية الفلاح في مشكاة من عسجد لغدٍ تتوق فيه للحظة القِطاف ، وقد تخضّبت أنامله بخُمرة اللهفة ، تساورها نشوة اليقين وهي تجوب دروب الواثقين بالله .