ثرثرات من وحي الخمسين / شفيق العطاونة

ثرثرات من وحي الخمسين

خمسون عاما لم ألمَّ شتاتَها
خمسون عامًا لم تلمَّ شتاتي

خمسونَ عامًا ما نعِمتُ بِظلِّها
أو أورفتْ ، بل أورثتْ حَسَراتي

منذُ انبلاجِ الفجرِ أيّمَني الرّدى
وطفقتُ أروي النّفسَ بالعَبَراتِ

مقالات ذات صلة

هذا أبي روحٌ يعانقُها الثّرى
شقَّ الحجابَ وفازَ بالرّحَماتِ

أَبْني على ذكراهُ جسرَ تَورُّقِي
وألوذُ منه بظِلِّهِ ودَواتي

وعلى شفيرِ الهُدْب أنّةُ لاجئٍ
ما لانَ، ما أشفى غَليلَ عُداةِ

لي من بقايا العمرِ نجمةُ خافقٍ
أمّي؛ إذا تاهتْ خُطًى مِشكاتي

ما هادنَتْ بؤسَ المخيّمِ ساعةً
ورَقَتْ بيارقُها إلى الغيماتِ

تمضي على كفِّ الهَبا آمالُنا
ورُؤًى تبعثرُها نوى الخيباتِ

يا لجّةَ الخمسينَ أغرقَنا النّوى
والمركبُ المهجورُ عاف رُفاتي

عشرونَ، أختُ الأربعينَ، وبضعةٌ
ما هُنّ إلا سيرةُ “الحكَواتي”

ما أصدقَ الأقلامَ لمّا ترتوي
من طُهر مِحبرةٍ وعُمقِ أنَاةِ !

ما أكذبَ الأشعارَ لمّا تنحني
لسرابِ أمتعةٍ ومدحِ جُناةِ !

الخطبةُ العصماءُ محضُ جِنايةٍ
ما لم تُمحِّصْها أكفُّ زكاةِ

والحكمةُ المنتوفُ بعضُ جناحِها
تبقى حبيسةَ ظُلّةِ الكلماتِ

يا مرحبًا بالعمرِ لمّا ينقضي
بعميمِ مغفرةٍ وحُسنِ صِلاتِ

ما ظلّ للدّوح الأشمِ ذخيرةٌ
إلا بذارَ الخيرِ والدّعواتِ

و ضفيرةً أكلَ البياضُ سوادَها
أحظى بدعوتِها وطوقِ نجاةِ

ورقاقَ أفئدةٍ كطُهرِ يمامةٍ
يُعلون ذكري بعد طيّ حياتي

ورفاقَ دربٍ أتّقي بجوارِهم
أسلو بحضرتهم يبابَ فلاتي

يا ربّ إنّي في جنابِك لائذٌ
هلّا قبلتَ التّائهَ الخُطُواتِ

واجبرْ بعذق رضًا كسيرَ نفوسِنا
وامنحْ غريبَ الدّارِ فيضَ هباتِ.

شفيق العطاونة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى