تيسير النجار.. من المقصر؟
الافراج عن الاكاديمي البريطاني ماثيو هيدجز من قبل السلطات الاماراتية، رغم اتهامه بالتجسس، جاء تتويجا لجهد حكومة السيدة ماي رئيسة وزراء بريطانيا، واصرار منها على انهاء معاناة احد مواطنيها.
كل ذلك جعلنا نتذكر سلوك حكومتنا ازاء الصحفي الاردني تيسير النجار المحكوم في الامارات، والذي ازعم ان الخارجية الاردنية كانت ان تحدثت حوله للاماراتيين كان الحديث على استحياء ودون ارادة حقيقية.
في زيارته الاخيرة للاردن، احتفت الدولة بالشيخ محمد بن زايد، الحاكم الواقعي للامارات، واظهرت الحفاوة به، قدرا ممكنا من «المونة» كي نساعد في الافراج عن تيسير والعفو عن الغرامة الكبيرة المسجلة بحقه.
لكن شيئا من ذلك لم يحدث، لأننا ندير علاقتنا الحميمية بخجل، ونقدم اولويات على ما هو اهم منها، ونكتفي بالحد الادنى ولا نعرف مفهوم «التقاط اللحظة المفيدة».
تيسير النجار واسرته رفعوا التماسات متعاقبة للرئاسة الاماراتية، كما فعل الجاسوس البريطاني، لكن لا استجابة، رغم تأثر حالته الصحية وبساطة التهمة الموجهة له.
صحيح ان ثقل لندن اكبر من ثقل عمان، لكن علاقتنا الرسمية مع دولة الامارات العربية المتحدة، تقوم على التحالف الساخن الاستراتيجي، كما أن بيننا وبينهم عواطف سياسية رسمية مكثفة.
اذاً لماذا نفشل في اقناعهم كي يفرجوا عن ابننا تيسير، اهو التكاسل السياسي الذي تمارسه الخارجية تجاه المواطن الاردني، ام انه الداخل الوطني الذي على حكومته بما يكفي؟
اسجل عتبي على نقابة الصحفيين، انها لم تعط الامر حجمه المنطقي اثناء زيارة محمد بن زايد للاردن، واكتفت بتنبيه الحكومة للامر.
لقد كان الاجدر بها لفت الانتباه اكثر، بأي طريقة متاحة، فلحظات الزيارة كانت عاطفية ومختلفة وهناك مصلحة ورغبة اماراتية بإرضائنا، فكان الاجدى عمل افضل بحق تيسير النجار.
تيسير اوشك على انهاء محكوميته، لكنه يتكبد غرامة كبيرة لا يملك دفعها، وهنا يجب ان نتحرك للوقوف معه، ومحاولة اخراجه من هذا المأزق غير المبرر.