تعويذة “الرقم الوطني” / فداء العبادي

تَعّوِيذة “الرَقّمُ الوَطَنِّي” و السِّحرُالأسّودْ

“ماري لافو ” تلك الملعونة التي ولدت في ولاية لويزيانا الامريكية, ذات الإرث الثقافي الفرنسي , سنة 1801 م .تربعت على عرش إتقان أساليب } الفودو \ السحر الاسود{ حتى باتت تُلَقّب ب (ملكة الفودو) . وقيل أن هذا الكتاب [السحر الاسود] وجِد في مقبرة قديمة باللغة “العبرية ” .
“ماري لافو ” التي خَلطت عالم الروحيات الأفريقي بالمفاهيم الدينية والمعتقدات الكاثوليكية الرومانية . وقيل أنها كانت تستخدم الأرقام في سحرها, واضِعَة لكل رقم تعويذة سحرية خاصة ,غير آبهه بوجود مشرق عربي يضم في كينونتة ( نَحّن) .
اللعنة عليك يا ماري, ما ذنب أرقامنا الوطنية تبقى تحت لعنة السحر الاسود الى يومنا هذا ؟
في الحقيقة , كثيرا ما نتحاشى اسوأ شعور يصيب عمق القلب , فضجيج الحياة وإرهاقها الدائم ,يجعلنا في اللاوعي لهذا الإحساس المقيت؛ فيجعلك تهمس للعدم وتمضي “غريقاً على اليابسة ” , أنه ” شعور الاغتراب ” في الوطن , حتى وإن كنت “كائن رقمي ” يحمل رقما وطنيا مصاب بلعنة السحر الاسود منذ زمن الملعونة (ماري ).
فأنت كأردني تحمل رقماً وطنياً مقدسآ , يَمنحكُ الجنسية الاردنية ,يُفتَرض أن يعطيكَ هذا الرقم الوطني -الذي يُعدّ إنجازاً مهماً لدائرة الاحوال المدنية – إحساسا (يفيض )بأنك مواطن ؛ “مواطن ” يعني أن تمتلك أبسط الحقوق التي تجعل منك [ انسان إن لم يكن سعيد , حقوقه الانسانية تُسعده] .
لكن يبدو أن حال الكثيرين , أصابت لعنة السحر الاسود أرقامهم الوطنية , الذي لا يملكون سواه في هذا الوطن ؛ لا شيء يَتَّكِئُون عليه في خِضم هذة الحياه فلا [ تأمين صحي ولا تعليم حكومي ربما ,ولا وظيفة ولا حتى ضمان إجتماعي ] . هم يحملون سوء الحظ المقرون بتعويذة الرقم الوطني , يحملون اسماءهم كأردنيي الجنسية (كائن برقم وطني ) لاثبات مواطنته .
مع العلم ؛ أنه بقدر ما يطمئن المواطن لمساواته في الحقوق والحريات مع أقرانه المواطنين, بقدر ما يكون أحساسه بالإنتماء والولاء .
والأدهى من هذا كله أن الحكومة المبجّلة (تحملك جميلة ) لامتلاكك هذا الرقم , الذي أصبح يباع ويشترى لمن يدفع أكثر , والدليل القرارات الاخيرة بمنح الجنسية الأردنية لأي مستثمر “يضع وديعة بقيمة 1,5 مليون دولار لدى البنك المركزي دون فائدة ولمدة 5 سنوات” . لا بأس , امنحوها لمن تشاؤوا , لكن قبل ذلك إمنحوا حقوقها, لمواطنيها الاصليين .
هذا الرقم الوطني المُكبّل بتعاويذ السحر الأسود في دولتنا , هو المفتاح السحري لِحل معضلات الحياة في الدول المتقدمة , التي لا تختزل الأنسانية في رقم , وإن لم أكن مخطئة فأنهم يطلقون علية [رقم الضمان الاجتماعي أو الامن الاجتماعي Social Security number. SSN] والذي يعني ضمان المواطن وتوثيق كفالة المجتمع له, وتوفير كل ما يؤهل الفرد للارتقاء بما يليق بإنسانيته, أليس مواطناً ويحمل رقم مواطنته في دولته ؟ إذاً يفترض أن يَمنح هذا “الرقم الوطني ” لحاملية , ما يمكّنه من إثبات كيانه في المجتمع وبناء ذاته وصنع أهدافه وتحقيق مستوى من الحياة يصلح “لمفهوم الإنسانية ” .
أن تمتلك رقماً وطنياً يعني أن تتجنّس بجنسية الدولة التي تقيم , وتعني فقهاً وقضاءاَ ” رابطة تقوم بين فرد و دولة , بحيث يدين الفرد بولائه للدولة التي سينتمي أليها ,في المقابل يتوجّب على تلك الدولة, تأمين كل الحقوق التي تضمن حياة كريمة لهذا المواطن ” , ففي المادة 1 من وثيقة الأعلان العالمي لحقوق الأنسان والذي تم اعتماده من قبل الجمعية العامة في باريس عام 1948 والتي تنص على أن: – الجميع متساوون في الكرامة والحقوق .
وفي” المادة 21 البند 2 “- الجميع متساوون في تقلّد الوظائف العامة.
وجاء في ” المادة 22 – أن كل فرد بوصفه عضو في المجتمع ,له حق في الضمان الاجتماعي وأن تُوفَر له من خلال المجهود القومي الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية , لحفظ كرامته وبناء شخصيته .
أما المادة 23 البند 1 : فإنه ينص على حقّ العمل لكل شخص , وحمايته من البطالة .
وجاء في المادة 25 البند 1 : أن لكل فرد حق العيش بمستوى يضمن الصحة والرفاهية وتأمينة في حالة البطالة أو المرض أو العجز .. .
فأين نحن من ذلك ؟ أين ؟
في النهاية
[الهــــوية قـــدر وليست إختيار ]

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى