في الوقت الذي أعلنت فيه #منظمة_الصحة_العالمية انخفاض عدد #وفيات فيروس #كورونا بنسبة 62 % مقارنة بالأيام الـ28 السابقة، وانخفاض عدد #الاصابات بنسبة 89 %، أكدت وزارة الصحة أن حالات كورونا انخفضت في المملكة بنسبة 50 % هذا العام، حيث أصبحت تسجل بالعشرات حاليا، فيما بلغت العام الماضي نحو 20 الف اصابة، اضافة الى انتهاء دخول المستشفيات بسبب الفيروس
ويعزز ذلك ترجيح أمين عام وزارة الصحة لشؤون الرعاية الصحية والاوبئة الدكتور رائد الشبول أن تعلن منظمة الصحة العالمية في الفترة المقبلة عن #انتهاء #الجائحة وفقا للمؤشرات الوبائية
واضاف الشبول أن حالات كورونا في المملكة انخفضت بشكل كبير عن العام الماضي، حيث تقلصت إلى العشرات حاليا، فيما بلغت العام الماضي نحو 20 ألف إصابة، إضافة إلى انه لا توجد إدخالات للمستشفيات بسبب الفيروس
ولفت الى ان السبب يعود الى ارتفاع نسب التطعيم لكوفيد 19 فضلا عن اكتساب المواطنين المناعة اللازمة ضد الفيروس
واشار الى ان الوضع الوبائي مستقر في المملكة على انخفاض، مشددا على ضرورة التزام المواطنين بوسائل الوقاية والاجراءات الاحترازية منعا للعدوى من الفيروسات الموسمية
وفي المقابل يشير خبراء واختصاصيون في مجال الأوبئة والأمراض التنفسية أن العالم تخلص فعليا من كورونا الذي اصبح مرضا مستوطنا أو من الامراض التنفسية الموسمية
وعلق عضو اللجنة الوطنية لمكافحة الاوبئة الدكتور مهند النسور على انخفاض الاصابات العالمية بالجائحة مرجحا الاعلان هذا الصيف عن انتهاء الوباء كجائحة، وبقائه فيروسا مستوطنا أو موسميا
ولفت النسور في تصريحات لـ الغد الى ان التقديرات العالمية بهذا الخصوص، ومع فصل الصيف ونسب التطعيم المرتفعة، تشير إلى إسدال الستار نهائيا على الجائحة التي تجاوزت عامها الثالث
وفي السياق، قال استشاري الامراض الصدرية والتنفسية والعناية الحثيثة الدكتور محمد حسن الطراونة ان جائحة كورونا انتهت بمعناها السابق كوباء كان يشكل تهديداً صحيًا وأصبحت جزءا من الفيروسات التى تنشط في الشتاء وتغير الفصول
واضاف الطراونة أن فيروس كورونا أصبح بحكم المنتهي، وبات موسميا، وقد تظهر حالات منه خاصة في الشتاء، كأي مرض فيروسي موسمي آخر، لافتا الى أن جائحة كورونا انتهت بالفعل نهاية العام الماضي، نتيجة ارتفاع معدلات التطعيم وتحسن المناعة المجتمعية التي تحول دون عودة الإصابات
واعتبر أن العالم أسدل الستار على الجائحة حتى لو لم تفعل منظمة الصحة العالمية ذلك، والتي بدورها اصدرت تقريرا مفصلا الاسبوع الماضي يشير الى انخفاض كبير وعالمي في أعداد الوفيات والإصابات والإدخالات، ما يدل أن الأشهر المقبلة ستحمل تصريحا عالميا بإغلاق ملف جائحة كورونا
وأشار إلى أن تأخر إعلان منظمة الصحة العالمية عن انتهاء الجائحة جاء للتريث إلى حين انتهاء فصل الشتاء، والتأكد من انحسارها بشكل كبير، مشددا على أن الفيروسات التنفسية ما تزال تنتشر خلال فصل الشتاء، لا سيما فيروسات الإنفلونزا، والبرد، والتنفسي المخلوي، وكورونا المستجد
ولفت الى ان أعراض هذه الفيروسات متشابهة كالرشح، والزكام، والتهاب الحلق، وسيلان الأنف، وارتفاع درجة حرارة الجسم، والسعال، وفقدان الشهية، والصداع، والتعب العام
وأوضح الطراونة أن العام الحالي شهد ارتفاعا بنسبة 20 % في الإصابات الفيروسية مقارنة بالأعوام التي سبقت الجائحة، لافتا الى أن الفجوة المناعية التي ظهرت غيرت خريطة الفيروسات التنفسية، فأصبح الوضع اعتياديا واستثنائيا في آن معا (أي أنه اعتيادي بسبب طبيعة الإصابات الفيروسية، واستثنائي بسبب الفجوة المناعية، نظرا للإجراءات الصحية المتبعة آنذاك).
ونوه بأن التغير المناخي أثر في زيادة انتشار الفيروسات بالإضافة إلى التلوث، مشددا على ضرورة أن تكون هناك معرفة كافية بأن هذه الفيروسات غير مقلقة، فالأعراض المرتبطة بها مثل ألم الحلق والسيلان والصداع تستلزم خافض حرارة ومضادات احتقان
وناشد بضرورة العمل على وقف العدوى لكبار السن والحوامل الذين يعانون من الأمراض المزمنة، لأن إصابتهم قد تؤدي إلى التهابات رئوية تدخلهم في مضاعفات صحية خطيرة
من جانبه قال خبير الأوبئة الدكتور عبد الرحمن المعاني إن منظمة الصحة العالمية تنظر إلى أقاليم العالم المختلفة كوحدة واحدة، حيث يتم تقييم الأوضاع الصحية في أقاليم ستة هي إقليم الشرق الأوسط والمنطقة الأفريقية، واقليم الأميركيتين، والإقليم الأوروبي، واقليم المحيط الهادي، واقليم جنوب شرق آسيا؛ وبصورة شمولية، حيث إن المنظمة تعد المظلة العلمية والطبية لهذه الأقاليم
وتابع المعاني: من الممكن أن ترتفع أعداد الاصابات في إقليم وتنخفض في أقاليم أخرى، وكذلك أعداد الوفيات، وهذا يعتمد على عدة عوامل منها الأجواء السائدة في الأقاليم من حيث درجة الحرارة، إذ كلما انخفضت درجة الحرارة زادت أعداد الاصابات بفيروس كورونا المستجد اليومية وبالتالي الاسبوعية؛ وكذلك نوعية المتحور السائد حيث تتميز بعض هذه المتحورات بسرعة الانتشار والعدوى لكن أعراضها أخف شدة وأقل خطورة
واضاف انه كلما زاد عدد السكان في الإقليم زادت أعداد الاصابات نظرا لطبيعة تجمهر المواطنين وقربهم من بعضهم البعض؛ وحتى الأعراض تختلف من متحور إلى متحور
ولفت الى انه لوحظ ان الاصابات في الآونة الأخيرة لم تعد تعاني من مشكلة التذوق او الشم بل أصبح التهاب الحلق وارتفاع درجة الحرارة والم العضلات هي الأعراض السائدة؛ ورويدا رويدا يسير فيروس كورونا في اتجاه أن يصبح مرضا مستوطنا في المجتمع، ويمكن معالجته مثل باقي الأمراض، وخارج إطار المستشفيات، وعبر مراجعة الطبيب في العيادة وأخذ العلاجات اللازمة
واستثنى المعاني الحالات التي تعاني من أعراض سريرية شديدة، مشيرا الى ان هذه الحالات يجب أن تعالج في المستشفيات ويتطلب الأمر الحرص والعناية من قبل المواطن، للأخذ بالإجراءات الوقائية الضرورية، وأهمها الالتزام بلبس الكمامة، خاصة في الأماكن المغلقة، والابتعاد عن التجمعات، وتهوية الأماكن المغلقة والنظافة الشخصية، والالتزام بوسائل التعقيم المختلفة
وأشار الى انه حتى لو ظهرت إصابات بفيروس كورونا المستجد في المجتمع يمكن تجاوزها ومعالجتها بصورة روتينية، ما عدا الحالات التي تعاني من أعراض شديدة يجب إدخالها إلى المستشفيات
وبين ان الخوف في الفترة السابقة كان من عدم قدرة المنظومة الصحية على مواجهة جائحة أخرى؛ إلا ان المعطيات الأخيرة تفيد بأن الاصابات او اغلبها ستعالج خارج المستشفيات، وبالتالي لا يوجد ضغط على المنظومة الصحية في الأردن، علاوة على الخبرة التي اكتسبتها المنظومة في كيفية التعامل مع إصابات كورونا، من خلال التعامل مع الجائحة لثلاث سنوات؛ فضلا عن ان الكوادر البشرية أصبحت اكثر خبرة ودراية في آلية التعامل مع مريض كورونا ومتحوراته المختلفة؛ اضافة إلى الزيادة في سعة المستشفيات
وبين ان المعطيات والاحصائيات اشارت الى وجود زيادة في أعداد الاصابات بفيروس كورونا المستجد أو أعداد الداخلين الى المستشفيات (اغلبهم من فئة كبار السن او الذين يعانون من أمراض مزمنة او الذين لم يتم تطعيمهم)
وتشير الخريطة العالمية لانتشار فيروس كورونا المستجد إلى أن أعداد الإصابات على مستوى العالم بلغت منذ بداية الجائحة 757264511 إصابة، وأعداد الوفيات 6850594 فيما بلغت الأعداد الشهرية لشهر شباط (فبراير) الحالي 83792، والوفيات 434؛ وهذا يشكل فرقا كبيرا جدا مقارنة بالأعداد السابقة
اما على مستوى المملكة، فبلغ عدد الاصابات الكلي 1746995، والوفيات 14122، وأما الاعداد في شهر شباط فبلغت 445 إصابة، ودخول 47 حالة إلى المستشفيات، ولا توجد وفيات خلال الفترة نفسها