أصدر #مركز_وسم_الإقليمي #النشرة_الموسمية المفصلة لموسم 2024-2025 للأردن وفلسطين وعموم المنطقة العربية ، واعتمادا على بيانات النموذج المناخي الخاص بمركز وسم الإقليمي والذي يعمل بطريقة فترات التشابه الإحصائية المعايرة بشكل مرن، وهو نوع جديد من المعالجة الإحصائية والذي يتميز بدقة فائقة تجاوزت حاجز 75%.
وسجلت الأردن وفلسطين معدلات أمطار عالية خلال ال 10 سنوات الأخيرة وبزيادة بحدود 60% في بعض المناطق الشمالية والشرقية والوسطى من المملكة، وبشكل غير اعتيادي مقارنة مع السجلات المناخية الحديثة وبسبب التغيرات المناخية الأخيرة، وامتدت المواسم المطرية الأخيرة لفترات طويلة ( أي أنها تبدأ مبكرا وتستمر لفترة متأخرة) ، كما شهد فصلي الشتاء والصيف تراجعا من حيث المدة الزمنية وازدادت الفصول الانتقالية من حيث المدة الزمنية وتعتبر هذه النتغيرات المناخية ايجابية التأثير على المنطقة.
– #موسم_مطري #قوي وبارد ولكنه يتأخر قليلا|
وتشير النتائج إلى أن الموسم المطري سيكون قويا وباردا خاصة خلال #فصل_الشتاء، ولكن يتوقع أن تتأخر الحالات الجوية الممطرة الهامة قليلا وحتى نهايات شهر 10، وتكون الفترات الممطرة خلال الخريف أكثر تباعدا مقارنة مع الوضع الاعتيادي لكنها غزيرة بالمجمل وتزامنا مع حرارة أقل من المعدلات الموسمية بشكل واضح.
وخلال فصل الشتاء يتوقع أن تصبح الحالات الممطرة أكثر استمرارية وتتابعا مع توقع حدوث موجات باردة مبكرة مقارنة مع الوضع الاعتيادي، وترتفع فرص تساقط الثلوج في أكثر من فترة خاصة خلال النصف الثاني من شهر 1- 2025.
– معدلات الأمطار|
ويتوقع أن تكون معدلات الأمطار كبيرة خلال الموسم المطري في كل من الأردن وفلسطين وخاصة خلال فصل الشتاء، مع توقع عدة حالات ممطرة غزيرة خلال نهايات أكتوبر وبدايات شهر نوفمبر وعلى فترات متباعدة قليلا خلال شهر نوفمبر.
ويتوقع أن تشهد الأردن وفلسطين حالات جوية ممطرة أكثر غزارة وبرودة خلال شهري 12 و 1، وخاصة خلال النصف الأول من شهر 12 والنصف الثاني من شهر 1.
فرص الثلوج يتوقع أن تكون مرتفعة في أكثر من فترة، وبسبب تداخل الكثير من العوامل، إلا أنها تكون مرتفعة بشكل واضح خلال النصف الثاني من شهر 1 وكذلك بدايات شهر 2، مع وجود فرصة ضعيفة خلال بدايات شهر 12.
– درجات الحرارة|
درجات الحرارة تبقى دون المعدلات الموسمية معظم الموسم المطري، وخاصة خلال فصل الشتاء وبالتحديد خلال النصف الأول من شهر 12، وكذلك خلال النصف الثاني من شهر 1 والنصف الأول من شهر 2.
يتوقع أن يكون الشتاء شديد البرودة في بعض الفترات، مع ارتفاع فرص موجات الصقيع “الجافة ” خلال بعض فترات النصف الأول من شهر 1 (يناير) .
فترات دافئة قصيرة واردة خلال شهري 10 و 11 قد تحدث بين الحالات الممطرة، إلا أن الصفة السائدة خلال فترة الخريف ستكون أكثر استقرارا وبرودة بنفس الوقت.
ولا يستبعد حصول موجة باردة مبكرة خلال النصف الأول من شهر 12 وتزامنا مع حالات جوية ممطرة في عموم المناطق.
الأنظمة الجوية|
ويسيطر منخفض البحر الأحمر بامتداد جاف ودافئ على غالبية مناطق الجزيرة العربية والأردن وفلسطين خلال شهر أكتوبر، ومع اقتراب المنخفضات المتوسطية ( أو العواصف المتوسطية) خلال نهاية أكتوبر، يتوقع أن يزيد ذلك من فعالية منخفض البحر الأحمر، أو قد يكون تأثير مباشر أحيانا خلال الأيام الأخيرة من شهر 10 وبدايات 11.
ونظرا لدوراينة غير اعتيادية للغلاف الجوي، فيتوقع أن يحصل امتداد حاد للمرتفع الجوي السيبيري حتى شمال منطقة بحر العرب ابتداء من نهاية أكتوبر، وخلال فترة الخريف، ومع استمرارية امتداد منخفض البحر الأحمر نحو غرب السعودية بشكل واضح، يسبب ذلك حالات ممطرة غزيرة خلال نهاية أكتوبر وبدايات شهر نوفمبر في عموم غرب الجزيرة العربية والأردن وفلسطين.
وبسبب ضعف التيار النفاث شبه الاستوائي وبشكل حاد فوق منطقة البحر المتوسط ويقابله تموج التيار النفاث القطبي فوق شمال غرب أوروبا خلال الخريف، يسبب ذلك سهولة تدفق الهواء البارد عبر الطبقات الوسطى والعليا من الجو نحو منطقة الجزيرة العربية وعموم البحر المتوسط.
وخلال فصل الشتاء يتوقع أن يتحرك محور التيار النفاث القطبي نحو شرق المحيط الأطلسي، مما يسبب انحناء كبير على هذا التيار فوق شرق ووسط المتوسط واندفاع مباشر للكتل الباردة جدا نحو الإقليم، ومع استمرارية ضعف التيار النفاث شبه الاستوائي ( سيخصص دراسة علمية مفصلة وكاملة لأسباب ضعف هذا التيار) ، ستزيد من فرص الموجات الباردة القوية نحو الجزيرة العربية خلال فصل الشتاء وخاصة شهر يناير ، ولا يستبعد حدوث موجات باردة قوية مبكرة.
الوضع العام للعوامل المناخية الكبرى|
يتوقع أن يشهد المحيط الهادئ حالة من التعادل الباردة أو ظاهرة ضعيفة من اللانينيا ( حيث سيكون معدل منطقة 3.4 يصل إلى -0.6 خلال فترة أكتوبر-نوفمبر – ديسمبر) ، ترتفع حرارة منطقة المحيط الهادئ الاستوائية بسرعة خلال شهري ديسمبر ويناير ويسبب دورانية غريبة للغلاف الجوي وتأثير كبير على التيار النفاث.
ويتوقع أن تشهد المنطقة الاستوائية للمحيط الأطلسي برودة واضحة خلال الموسم المطري المقبل مسببة تغييرا كبيرا على التيارات النفاثة في منطقة البحر المتوسط وسائر الغلاف الجوي.
إن هذه العوامل المناخية الرئيسية ستؤثر بشكل كبير على دورانية الموجات الاستوائية-غربية الاتجاه – MJO، والتي ستأخذ مسار غريب فوق منطقة المحيط الهادئ الاستوائية وحركة بطيئة أكثر من المعتاد في المنطقة الأفريقية الاستوائية ومناطق من بحر العرب والمحيط الهندي مسببة تأُثيرا كبيرا جدا على التيار النفاث شبه الاستوائي وضعف كبير عليه مقارنة مع الوضع المعتاد.
ضعف عواصف شمال الأطلسي وتحرك في محاور مراكزها نحو غرب المحيط الأطلسي سينتج عنه تذبذب آخر في مسار التيار النفاث القطبي وانحاء كبير له فوق مناطق شرق أوروبا وتوقع بضعف حاد على مساره خلال موسم الشتاء خاصة مع توقع تغير كبير على حرارة منطقة شمال شرق المحيط الهادئ وقرب السواحل الأمريكية الغربية.
إن هذه المنظومة والتغيرات الواضحة في الغلاف الجوي سينتج عنها مسارات غريبة للتيارات النفاثة، وفترات جافة طويلة –باردة جدا أو دافئة- في مناطق العروض العليا أو العروض الوسطى- العليا- وتموجات روسبي قوية وحادة وغير معتادة في الغلاف الجوي تؤثر خاصة على العروض الوسطى – المتدنية، والمناطق شبه الاستوائية.
النموذج المناخي لوسم|
وتم التشغيل النموذج بدورة رئيسية في 11-9-2024 ، مع جمع بيانات جديدة ومعايرة ومقارنة مع نتائج النموذج خلال الفترة السابقة ووجد تطابق كبير ونادر وصل إلى حدود 80% خلال الفترة السابقة، مما جعلنا نثق في نتائج تشغيله أكثر خلال الفترة المقبلة.
هذا النموذج يعمل بطريقة المعايرة لفترات التشابه الاحصائية بشكل مرن، أو Analogue Calibration-Dynamic- Method ، وهو نموذج يتم تطويره منذ عام 2018، ويصدر نتائج على مستويات 200 و500 و700 مللبار في طبقات الغلاف الجوي، ويعمل بطريقة مختلفة وليست احصائية تماما، حيث أن النتائج الاحصاية غير دقيقة وتعطي نتائج عشوائية جدا وغير دقيقة زمنيا ومكانيا، ومع تطوير هذا النموذج استطعنا التغلب على هذه المشاكل الاحصائية، وكما استطعنا حتى تحديد دقيق للفترات النشطة زمنيا وصل في بعض الفترات إلى أكثر من 90% خاصة في خريف موسم 2022، وكذلك خريف موسم 2019 وربيع موسم 2024 وصيف 2023 ، عندما استطعنا عبر هذا النموذج أيضا التحديد الدقيق لعدد العواصف الاستوائية المتوقع أن تتشكل في بحر العرب في خريف 2019.
ولا ينصح مركز وسم اعتماد النماذج المناخية العالمية خاصة لمناطقنا، حيث أن أغلب دوائر الأرصاد العربية تعتمد هذه النماذج فقط مما يعكس نتائج غير دقيقة بسبب عدم توفر نماذج مناخية خاصة بها.
إن طريقة إصدار توقعات بعيدة المدى في غاية التعقيد، حيث يتم دراسة سلوك الغلاف الجوي بدقة متناهية، ومعرفة الظروف الجوية التي قد يؤدي إليها خلال المواسم المطرية بعد تشغيل النموذج ومعايرته للتأكد من نتائجه.
وارتفعت دقة النموذج المناخي لوسم من 60% إلى حدود 75% خلال الموسم الأخير ومع إضافة العديد من التطويرات وقدرتنا على التغلب على نتائج التشويش الاحصائية والمسؤولة عن الأخطاء التي قد تحدث في توقعات بعيدة المدى.