
قد يتوه الناس بين دهاليز السياسة , ولكن على قولة المثل الظفر ما بطلع من اللحم .وهذا ما حدث مع أنور والكدنجي .
الظفر ما بطلع من اللحم
محسن وأنور مع كل منهما تعريفة ومن باب التشارك والتشاور قررا أن يذهبا لدكان عبدالله (الإقطم) وشراء الهريسة . وعند دخولهما لم يُشاهدا تفاصيل الدكان ومحتوياتها بسبب أشعة الشمس القوية في الخارج , مما جعل أنور (الأهتر) يقول : ئي خوف الله الإتم مهو بالدُتانة (ئي خوف الله الإقطم مهو بالدكانة ). وما كاد أن ينتهي أنور من جملته وإذ بصوت عبدالله الدكنجي يُجيبه قائلاً : سبعك يا هامل التشلاب يا أبو نص لسان مش عيب عليك هالحتشي , لكن الحق مش عليك , الحق على أبوك الإفتشح إللّي ما عرف يربيك . هنا تدخل محسن قائلاً : عموه بدنا تشعبين هرايس (قطعتين من الهريسة) . وهنا عاد عبدالله ووجه كلامه لأنور الذي لم يُحرك ساكناً وقال له : ولك يا أهتر شايف شلون بتحشي الناس إللي بتفهم , مش مثلك يا مقلعط .
تمت عملية الشراء بنجاح وقررا كل من أنور و محسن الجلوس بظل المسجد والتلذذ بما قسمه الله لهما من هرايس الدكنجي عبدالله . وفي الطريق هم أنور بقضم عضة من قطعته إلا أن حظه العاثر ساق له نحلة كانت قد اتخذت من القطعة مستقراً لها , وما أن فتح فمه وإذ بالنحاة تلسعه في شفته العلوية . عندها رمى المسكين انور ما بيده أرضاً وراح يصيح ويقول : ولت محتن دلتتني النحلة ابلتميتي (ولك محسن قرصتني النحلة ابرطميتي). سارع محسن بإبعاد النحلة عن فم أنور ولكن بعد فوات الأوان . فقد انتفخت شفة أنور العلوية مسببةً له الم شديد . مما حدى بهما العودة لدكان عبدالله كونه أقرب شخص منهما في المكان , دخلا الدكان مرة أُخرى ولكن بحالة هستيرية مع تأوهات أنور المسكين .
تفاجأ الدكنجي عبدالله بما شاهد وقال : ئي … ئي … ئي ولك أنور مال بُرطميتك مجلقمة مثل اليقطينة المقرقّة بتالي الموسم ؟
فيجيبه محسن قائلاً : بي نحلة بقت مهدية على تشعب الهريسة , ويومنه اجا تا يوكل منها قامت قرصته ابرطميته .
عبدالله : طيب عمو أنور بسيط لا تخافش هسع بلتشعلك إياها بسن ثوم وشوية ملح وإن شاالله إنك بتطيب .
قال أنور وهو يتألم : بتودعني يا عمي تدول حات بيها خوتة (بتوجعني يا عمي تقول حاط بيها خوصة … “سكينة” ).
انهى عبدالله الإسعاف الأولي لأنور وقال له : هسع بتروّح عالدار وبتنظب من الشموس تا تفش بُرطميتك فاهم ؟ وخظ هاظ تشعب هريسة بدل هظاك .
غادر كل من أنور ومحسن مرة أُخرى دكان عبدلله ولكن هذه المرة وجهتهما كانت دار أنور . وفي الطريق قال أنور لمحسن : بتدلي والله عبدالله الإتم إنه مليح , مع إني دعلته أول ختلة عمني حتيت عنه إتّم لاتن لد تلون تفد عليّ وداواني من الدلتة هالإتم .
(بتدري والله عبدالله الإقطم إنه مليح , مع إني زعلته أول خطرة عمني حتشيت عنه إقطم لكن لد شلون شفق عليّ وداواني من القرصة هالإقطم) .