تواسطوا لحالكم”
#مصعب_البدور
بهذه العبارة رد أستاذي فوزي الشايب على الزملاء الذين ذهبوا إليه ليصلحوا ما أفسدته كلماتي داخل #المحاضرة، ثم قال كلمات “الأفضلية في الدرس لك، انتبه إلى أفضلية الحياة”.
منذ أعوام عندما بدأت رحلتي خارج الأردن، و الاحتكاك بالمؤسسات الأكاديمية يجعلني أستجدي الزمان لأعود إلى أساتذتي الكرام في جامعتي #اليرموك وال البيت، ويا ليت الزمان نسيني بينهم في #قاعات #الدرس وفي دروسهم، لم أكن أعي معنى أن يشرف قامة علمية عملاقة مثل أستاذنا سمير استيتية على الرسائل -لوجه الله تعالى- حتى صدفت من يقتتلون على الإشراف معللين الاقتتال بمستحقات مادية زهيدة ” ما بتشتري ربطة خبز” وما عرفت معنى مقولة أستاذي أمين عودة للطالبة : أنا مش أبوك خذي حذرك مني أولا، ومن الجميع” عندما قالت له: أنت أبونا ونثق بك. إلا عندما شهدت أحداث مخزية يمارسها بعضهم بدعوى الأبوة.
ولولا رؤيتي لأستاذ يأخذ الهدايا النفيسة من الطلبة في برنامج ممنهج ” الهدية مقابل العلامة” لما أدركت نبل موقف أستاذي زيد القرالة الذي دفع رسوم الدراسة عن أحد الطلبة في فصل تخرجه.
وعرفت معنى مقولة أستاذي حسن الملخ القائل لنا: “لا يمنّ معلم على طالبه أن علمه” معقبا بابتسامته “مش لما يعلمه أول” حتى جالست من يقول أنا صنعت وعلّمت وكبّرت وجهّزت والحقيقة الله أعلم بها.
إن ما يدفع إلى الحديث في هذا المقام، أن المربي عليه أن يفهم حقيقة الأمانة التي بين يديه، وأن ينتبه إلى أن المتضرر من الممارسات التي لا تليق هو الوطن والأمة، إن استضعاف الباحثين وإهمال آرائهم والتسلط عليهم والتزاحم على المكتسبات المالية المترتبة على وجودهم عيب كبير، والغريب أحيانا أن بعض الرواتب تدفع مقابل قصص بطولات لم تحدث يوما، قصص مات شهودها، قصص مكذوبة من نسج الخيال هدفها التقليل من شأن الطالب والباحث والاستعراض.
إن ما يدور حاليا في بعض أروقت بعض المؤسسات إنما هو خطر داهم يجب الوقوف أمامه، حقيقة يجب ألّا نترك أبناءنا وبناتنا لهم دون متابعة، اسمعوا لأبنائكم وتفقدوا أحوالهم وزوروهم في أماكن دراستهم وإن كبروا، ليتذكر بعضهم أن الطالب له امتداد وأبعاد، ويا ليت أن الزمان نسينا عند من كان يقول لنا رحمه الله ” لا تسلموا لي، خالفوني، أريدكم أن تفكروا هكذا”
كنت قديما أفخر بأني تعلمت في الأردن، لكنّي اليوم أضفت إلى الفخر فخرا بأن تعلمت عند أفاضل بالأخلاق قامات في العلم، سلام على أرواح الراحلين منهم وسلام لقلوب الحاضرين.