تهويل إعلامي
مهند أبو فلاح
كان من الطبيعي أن يعمد إعلام الكيان الصهيوني إلى التهويل و التضخيم من شأن إختراق طائرة مسيرة لأجواء العدو في فلسطين السليبة ، و أن يتلقف حكام تل أبيب هذا الحدث بفارغ الصبر ، و أن يتعاطوا معه بإعتباره طوق نجاة و خشبة خلاص لحكومة بنيامين نتنياهو الائتلافية .
حكومة نتنياهو الائتلافية التي تعاني من أزمة داخلية حادة منذ بعض الوقت تبحث جاهدة عن وسيلة للفت أنظار الشارع الصهيوني بعيدا عما يعرف بقضية التعديلات القضائية التي أثارت موجة عارمة من الاحتجاجات الشعبية واسعة النطاق و الانقسامات الحادة في طول الدويلة العبرية المسخ و عرضها على نحو ينذر بتداعي الجبهة الداخلية الهشة أصلاً لهذا الكيان الغاصب اللقيط .
الضالة المنشودة لحكام تل أبيب الأن تتمثل في تصدير أزمتهم الداخلية و الهروب إلى الأمام من خلال تصعيد اعتداءاتهم في الداخل الفلسطيني المُحتل و في القطر العربي السوري بإعتبار أن ذلك الأمر بشكل خشبة خلاص و طوق نجاة لحكومة نتنياهو الآيلة للسقوط و يطيل من عمرها و يسهم عبر فزّاعة أمن الكيان المهدد بخطر الإرهاب المزعوم في توحيد الرأي العام الصهيوني من وراء هذه الحكومة المأزومة و التي يبدو أنها ستعاني الامرين على المدى المنظور القريب في ظل عجزها الفاضح عن التغلب على التناقضات الداخلية بين شذاذ الافاق من قطعان المستوطنين الصهاينة عبر بعض العمليات الاستعراضية الدعائية هنا او هناك .