
كيف تكون اجتماعيّاً (قد ما تقدر ) ..؟
هل فكرتَ يوماً بأن تواجه نفسك بالحقيقة ..؟ حقيقتك أنت ..؟ وتسأل نفسك هذا السؤال : هل أنا إنسان إجتماعي ..؟ كثيرون سينبرون الآن وبدون أدنى تفكير أو أدنى جلب للمعطيات سيركضون و يجيبون عن السؤال ..لأنهم يعتقدون أن (الشويّتين) اللي عايشين فيهما تؤهلهما للإجابة ولو على سؤال يخصهم ..!
بينما لم يفكر أحد بمعنى السؤال ..من هو الاجتماعي ..؟ هل هو الذي يومه بحر من الناس ..يغوص مع هذا و يستمع لهذا ..و يشتبك مع مشكلة هذا ..ويطارد مع هذا ..ويحاول أن يتفاعل مع كل هذا وهذا وهذا ..و لا يتوانى لحظة عن دخول أية حارةٍ أو شارعٍ فرعي أو زُقاق أو زقّة ..؟
من هو الاجتماعي ..؟ هل هو الذي عندما يصدر قرار من الحكومة برفع الأسعار يتصل على كل معارفه أو يتواصل معهم ليطمئن على وضعهم الجديد بعد الأسعار ..؟ هل هو الذي ينتظره الناس و ينتظرون منه أن يقول شيئاً أو يفعل شيئاً ..؟ هل هو الذي يؤم بيته مختلف أنواع الشعب ويجلسون معه بدفءٍ بلا حواجز ..والذي كل يوم يتصل به بسطاء الناس يترجونه على قعدة هنا و فنجان قهوة هناك ؛ لأنه منهم وبهم ..وليس عليهم ..؟!
الذي أعرفه ..أن الاجتماعي هو الذي يتشابك مع الناس في زمانهم ومكانهم بلا جواجز ..ولكنني لأول مرّة أعرف أنك إذا لم تهنّئ المسؤولين بمناصبهم فلست اجتماعياً ..إذا لم تقترب من دائرتهم فلست اجتماعياً ..إذا لم تعرفهم عن قرب و يعرفوك فلست اجتماعياً ..إذا أغلقت بابك على نفاقك لهم ولم تمارسه فلست اجتماعياً ..إذا انسجمتَ مع روحك وقلت بأنك لست بحاجة للتقرب لهم فلست اجتماعياً ..إذا لم تمارس (الزوء و بادرة حسن النية معهم) فلست اجتماعياً ..!
يا سادة ..أنا صعلوكٌ طائرٌ حرٌّ أغني بلا مدى ..وكلّ الناس أنا ..استثني منهم المسؤولين و الكبار الذين يعتقدون بأنني سأقف على بابهم ذات يوم لأيّ سبب إلا لمظلمةٍ أو مقاومة لظلمهم ..!