تهافت التهافت

تهافت التهافت
نصر شفيق بطاينه

جرت العادة عند الاردنيين انه كلما اعلنت الارصاد الجوية ان هناك منخفضا جويا يزيد عن الدرجة الثانية او ان هناك ثلوج ورياح قوية يفزع الاردنيون الى المتاجر والمخابز وشراء ما تيسر من الطعام والشراب وكميات كبيرة من الخبز على الرغم من اعلان الحكومة والنداء الى المواطنين بأن المخابز مفتوحة على مدار الساعة وان هناك مخزون استراتيجي من الاغذية الا ان ذلك لا يجدي نفعا ويشتري المواطن ما يشاء بكميات كبيرة غير آبه بتوجيهات الحكومة وندائها , هذا ما يحصل مع المنخفضات الجوية التي لا تستمر اكثر من 48 ساعة واحيانا يصبح المواطنون واذا به لا منخفضات ولا ما يحزنون وان المنخفض تحرك الى جهة اخرى او ان هناك خطأ في قرأت الصور الجوية والمعطيات , فما بالك ان هذه المرة هو منخفض فيروسي يسبب المرض وفي بعض الحالات الموت ولا أحد يعرف قوة درجته واين سيضرب ومتى , فبالكاد اعلنت الحكومة عن اتخاذ بعض الاجراءات الطبية للكشف ومحاصرة والوقاية من المرض واذا بالمواطنين فزعوا الى المولات وافرغوها من محتوياتها , الذين قاموا بهذا الاجراء هم الاغنياء وممن يمتلكون بعض السيولة وكانت الموجة الاولى في غزو المتاجر, هذه الموجة من تسونامي التسوق حصل في الاعلان الاول وعند تعطيل المدارس أما الموجة الثانية وبعد الاعلان عن تعطيل الدوائر الحكومية تهافت المواطنون على المتاجر والمخابز بالرغم من نداء الحكومة والتأكيد على ان كل شيء متوفر ولمدة طويلة ولكن لم يجدي نفعا وكانت الموجة والغزوة الثانية على المتاجر والتخزين , من قام بهذه الموجة المواطنون الذين يمتلكون بالكاد بعض النقود وبقية من راتب , اما الموجة الثالثة والغزوة الكبيرة هي بعد استلام الراتب في الايام القليلة القادمة فهناك سيكون تهافت التهافت بامتياز لان جماعة الرواتب من الموظفين والمتقاعدين هم حزب الاغلبية ولا بد من ان يقوموا بواجباتهم واستعمال صلا حياتهم في التسوق والتخزين فلا عجب ان رأيتم الازدحام والهرج والمرج بعد استلام الرواتب والعبد الفقير الى الله الحقيقة سوف يكون مع هذه الموجه لأنه اذا انجن ربعك عقلك ما بنفعك.
الملفت للانتباه ان الحكومة نبهت وحذرت وتمنت على المواطنين عدم التهافت على الاغذية وعدم الشراء بكميات كبيرة وخوفا من تلفها ايضا الا ذلك لم يفت في عضد المواطن ولم يكترث وكأنه لم يسمع وعمل عكس طلب الحكومة ,وبالمقابل طلبت الحكومة من المواطنين لبس الكمامات واستعمال المطهرات وعدم الخروج الا للضرورة القصوى وعدم التجمع وعطلت المدارس والجامعات لذلك السبب اي لعدم التجمع بأعداد كبيرة والابتعاد عن المناسبات ووقف عادة التقبيل والمصافحة الا ان ذلك طبق بشكل نسبي واعداد قليلة وكأن تعطيل المدارس كان للترفيه ويعتقد البعض ان الكورونا هي فقط في المؤتمرات الصحفية وعلى صفحات الفيس بوك ووسائل التواصل ( التباغض ) الاجتماعي والبعض اخذ الموضوع بالنكات والسخرية على موضوع هنا وموضوع هناك وكأن الامر لا يعنيهم ويعني الآخرين , انها قمة اللامبالاة ان الموضوع يا قوم يا اخوة الاسلام يا عرب يا اخوة وسائل التواصل الاجتماعي وابطالها في تسفيه الامور هو جد لا هزل وان المرض لا يفرق بين كبير او صغير ولا موظف ولا متقاعد ولا مشارك على الفيس او لا او صاحب منصب وجاه من عدمه هناك قاعدة او نظرية في العسكرية تقول عن حقول الالغام ان الالغام لا تعرف الرتب ولا الأقدميات اي لا تفرق بين ضابط او جندي فالكل عليه الحذر والاحتياط وكذلك في موضوع الكورونا , تخرج الى الشارع نفسك ان تجد احدهم يلبس كمامة او بائع في متجر يرتدي كفوف في توزين المواد ولمسها او غيره ممن يتعامل مع حاجيات المواطنين الغذائية الا من رحم ربي وعندما يرى احدهم يرتدي كمامة ينظر اليه الاخرين باستهجان واستغراب معتقدين انه مصاب او ابله علما انه وعلى احدى القنوات قال احد الاطباء المختصين ان على الجميع ارتداء الكمامات مصابا او غير مصاب مراعاة للسلامة العامة بالإضافة الى الاجراءات الاخرى . اللافت هنا ان ما طلبته الحكومة من المواطنين عدم فعله فعلوه وان ما طلبت فعله لم يفعلوه لله درنا . الحقيقة ان الحكومة قامت بعمل ما عليها مشكورة فمن الواجب ان نقوم بما علينا وما طلبه اهل الاختصاص من الاطباء فقط حفضا لأنفسنا وأحباؤنا ومجتمعنا من الإصابة بأي مكروه لا سمح الله .
ملاحظة , انه وصلت شكوى من الاطفال وبما ان التسوق والتخزين حاصل حاصل طلب الاطفال من آبائهم عدم نسيان شراء حاجياتهم من الشيبس والبسكوت والشكولاتة والعصائر جنبا الى جنب مع حاجات الكبار فهم شركاء في المحنة وبدل من حرمانهم او اضطرارهم كل ساعة والثانية الى الخروج الى المتجر لشراء حاجاتهم بالقطاعي والتعرض الى البهدلة والتقريع على ذلك , لذا وجب الانتباه راجين ان يؤخذ ذلك بعين الاعتبار . طبعا كاتب المقال مشمول بالملاحظة الاخيرة بعد الاحتجاجات ……

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى