تنمية التخلف وصناعة الخوف عند العرب !

تنمية التخلف وصناعة الخوف عند العرب !

بسام الياسين

ان تثور للحق خير لك من ان تصمت على الباطل،فالسكوت على الباطل جريمة.ما وصلت اليه الامة بسبب صمتها لا يحتاج الى تقديم .قرآءة فاحصة للحالة الراهنة، تعطيك ابشع صورة عما وصلنا اليه من انكفاء على الذات وتراجع للوراء،رغم المظاهر القشرية البراقة واستيراد التكنولوجيا بكثافة.الواقع العربي محكوم بمنظومة قيم ثقافية،وسياسية،واجتماعية،اقتصادية بالية.هي بابسط تعريفاتها معوقة للتقدم وعاجزة عن التغيير.اضافة للقوى المعطلة ” المستفيدة من تنمية التخلف وتوسيع دائرة التجهيل اذ ان الوعي لا يهددها بل يُطيح بها .لهذا تتعمد هذه القوى حشو عقول العامة بساقط الافكار ،وطبع سلوكها بانماط استهلاكية،كي تعزل العقل العربي عن البحث العلمي،و اسباغ العامة بثقافة القناعة حتى نبقى تراوح مكانها.

لا حاجة للتورية في ان النخب العربية بلغت من الفساد المالي والسياسي والمروق الوطني والقومي و التفلت الاخلاقي ما لا يطاولها احد مثلها في التاريخ حتى ملأت الدنيا نتانة.للخروج من هذه الحالة،لا بد من تصفية الحساب ومعها لا نها من ظواهر اللا معقول عقلياً و اللا مقبول اخلاقياً،وبالتالي نبذ سياساتها التي قادت الناس للفقر،البطالة،الفساد،سوء الادارة،تباطؤ النمو،المعونات المذلةـ الاستدانة،قفل بوابات الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية،وغلق الطرق التي تؤدي بالانسان العربي صوب الحضارة الانسانية،لكنها سامت الانسان خليفة الله على الارض و انبل من عليها بكل انواع التنكيل وعاملته كالسائمة.

مقالات ذات صلة

بناء ناطحة سحاب اهون من بناء الانسان،فلا يتوهم احد ان ناطحات السحاب الصحراوية انجاز حضاري لانها مقطوعة الصلة بصناعة المستقبل. الاستثمار بالانسان يصنع المستقبل والعقول العظيمة اهم من الموارد الطبيعية.اليابان شحيحة الموارد لكنها تتربع على ثالث اقتصاد في العالم،بينما العراق النائم على اكبر احتياط نفطي يستورد الكهرباء من ايران والفجل من تركيا.صناعة المستقبل حكراً على الانسان المبدع الذي يدفع عجلة التنمية للارتقاء بوطنه.

مصيبتنا ان انظمتنا تدمر انسانها،تشل خياله،تسحب لسانه من لغاليغه بقوانين الطواريء و الاحكام العرفية تحت حجج مضحكة،لتطويعه تارة باسم الله،ومرة باسم السلطان،وثالثة بكذبة حماية الاوطان حيث اصبح مدراء المخابرات اهم من العلماء والسجون العربية اشهر من الجامعات ومراكز البحث العلمي.سياسات خرقاء ادت الى ان جامعاتنا في ذيل الجامعات وسجوننا الاشهر عالمياً بعد سقوط سجن الباستيل في فرنسا وزنازين القلاع الانجليزية في القرون الوسطى .تخيلوا ان صلاح نصر مدير المخابرات المصرية الاسبق عندما سُجن بسبب فساده وظلمه، كان السجناء ورجال الحراسة والزوار السجن يخافون الاقتراب منه، لبذاءة لسانه و قباحة تاريخه.

العربان لم يطوِوا صفحة الماضي السوداء، لم يخطوا حرفاً في صفحة المستقبل البيضاء،لعدم تداول السلطة، فقدان الديمقراطية،هبوط سقوف الحرية،تلاشي الحاكمية الرشيدة،تعتيم الشفافية،الصمت عن محاسبة الفاسدين من ” العيار الثقيل ” المتزعمين جبهات الخراب والتخريب، الحاملين عقليات زمن الظلمات.فما يحدث الآن في الخرطوم و ما يمور تحت السطح في طنجة و يغلي في مرجل القاهرة. اعراض لامراض مزمنة جرى ترحيلها دون حلول.فالنظام سياسي عندما يفقد حيويته ومرونته على مواجهة شعبه، تنكشف نقاط ضعفه،وتظهر للعامه جوانب عجزه عن حل ازماته.حينذاك يفقد هيبته،فتعم الفوضى،تسود البلطجة،تنتشر الجريمة،ويبدأ بالسحب من رصيده فاما ان يبادر الى استعادة عافيته و الا سيفقد شرعيته ويأتي غيره ليحل مكانه.فالكون يرفض الفراغ.

علماء النفس يؤكدون، ان الشعور باليأس و الاحساس بالخيبة يؤدي بالمواطن الى حمل مشاعر الكراهية للمسؤولين، ربما تتطور للقدح بهم ونسج الاشاعات للحط من مكانتهم،وان لم تُحل مشكلاته وتلبَ حاجاته يلجأ لتدمير املاك الدولة والتهجم على رجالاتها.وينتهي به الحال للخروج الى الشارع لفقدانه القدرة على التكيف مع اوضاعه الصعبة،و يقينه بعجز نظامه عن مساعدته،اذاك يستدير 180 درجة محاولاً الانسلاخ عنه.هنا تبدأ عجلة الفوضى بفرم الجميع بشفراتها الحادة.

واقع عربي مخجل، تقوده نخب اخرجت امتها من التاريخ،وفرطت بالجغرافيا….بددت ثرواتها،دمرت انسانها ” لتأمن شره وتأمين مظلة حكمها بلا معارضة “. الشاعر المصري الساخر علاء الذيب ،وصف معاناته كمواطن عربي ابلغ وصف حين قال:ـ { كأني حائطُ كتبوا عليه / هنا ايها المزنوقُ ” طرطر” }.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى