“تم” !
الدنيا كلها لا تسع فرحتي بالوعي الشعبي الذي ظهر للعيان أخيراً وأقلق كل من يتكأ على جيب المواطن ليواري سوءة فشله الذريع وعُري تفكيره المحدود !
في لحظة ما لم أعد أثق بوعينا وتفكيرنا الجمعي،حدث ذلك بعد أكثر من خيبة مررنا بها، لكن كلمة من حرفين أعادت لي الثقة وبرهنت أن شعباً كهذا يستحق الحياة ما دامت “تم” التحية الرسمية للإرادة، و”الهاكر” الذي يسرق من السلع فرحتها بارتفاع أسعارها فيعيدها إلى حجمها الطبيعي، والتعويذة التي تُحبط ما يقرره الفاشلون !
في الاسبوعين الأخيرين صارت كلمة “تم” الأكثر تداولاً بين الأردنيين متقدمة بفارق كبير جداً على عبارات من عيار “علي الطلاق” و “بالحرام” و “منور” و “مش عارف مع مين بتحكي” وعلى أسماء الإشارة “هاظ وهظاك وهظولاك” ، حتى أن الناس ومن شدة اعجابهم بالكلمة ومفعولها صاروا يستخدمونها _لا شعورياً _ للتعليق على منشورات لا علاقة لها بحملة المقاطعة الشعبية التي ارتبطت بـ “تم” وارتبطت الأخيرة بها.. فمثلاً قبل أيام نشر الزميل محمد ساهر الطراونة صورة له على صفحته الشخصية فعلق عنده أصدقاؤه وأقاربه قائلين : “تم”، ومنذ يومين أدرجت منشوراً عن كأس أفريقيا لكرة القدم فوجدت “تم” حاضرة بين التعليقات وحيدة ودون إضافات !
مهم جداً ومفرح جداً أن تجني حملة المقاطعة الشعبية للسلع التي ترتفع أسعارها ثمارها فتنخفض الأسعار ، لكن حتى لو لم نجنِ الثمار المهم أكثر والمفرح أكثر هو ذلك الموقف الشعبي الموحد والرافض لأن يسد من جيبه مديونية لم يكن له ذنب في وجودها ،بل أوجدتها السرقات وتخبط السياسات ومصاريف الذوات وأبناء الذوات وأبناء أبناء الذوات.. مهم أكثر ومفرح أكثر أن تحصل صفحات المقاطعة على مليون ومئات الآلآف من الإعجابات والمتابعات في غضون أيام ،معنى هذا أن الناس “استوت” ولم تعد تتحمل حماقات أكثر، مهم أكثر ومفرح أكثر أننا أوجعناهم،بدا ذلك واضحاً من خلال التخبط واتخاذ القرارات ثم الرجوع عنها ومن خلال التصريحات المستمرة عن حملات المقاطعة،وأننا انتهجنا طريقة سلمية للتعبير عن الرفض دون النزول للشارع وإغلاق الطرقات.. بهذه الطريقة المُثلى فقدوا حجتهم المعلبة والجاهزة بأن المعارضين للنهج القائم “دعاة تخريب”.. أصلاً لسنا بحاجة للنزول إلى الشارع،لإننا إن صدقنا في “تم” صارت الشوارع لنا والكلمة لنا والوطن لنا !
“تم” لكي نوجعهم مثلما أوجعونا” ،”تم” لمقاطعة أي سلعة يرتفع سعرها،”تم” لـ “صف” السيارات ومقاطعة محطات المحروقات من مساء الخميس وحتى الأحد كما اقترحت حملة المقاطعة “عز وكرامة ،”تم” لأن نكون أكبر من استراتيجية الإلهاء التي تخدعنا بها الحكومة دائماً ،علينا أن نكون أوعى هذه المرة، أن نستخدم السيارات عند ظهور نتائج الثانوية العامة التي ستصدر قبل ساعات من بدء الحملة (شوفوا الصُدف) ثم “نصف” السيارات” قبل المساء .. علينا أن لا نلتهي بنتائج التوجيهي حتى تستمر نتائج “التوجيعي” !
تم لمقاطعة الذين لا يرون أبعد من جيوبنا ، تم لمقاطعة كل من ينتقص من كرامتنا ويستكثر علينا خبزنا ..تم لمقاطعة الدنيا كلها إذا كنا سنُذل فيها !
ابق صامداً متسلحاً بـ “تم” أيها الشعب العظيم.. فهكذا تهتدي الأوطان صراطها المستقيم !
بالمناسبة :
مين قال تم ؟
#تم_يا_أردن
#صف_سيارتك
#عبدالمجيد_المجالي
