
#تمكين_الشباب من المشاركة الاجتماعية الفاعلة رؤية وطنية واعدة
الشباب هم عماد الوطن و ذخره المستقبلي، و لا يستطيع أي مجتمع الاستغناء عن قوة و همة وعزيمة الشباب، و عن كونهم جوهر بناء المجتمع و توجيهه نحو تنمية اقتصادية واجتماعية وسياسية وصحية مستحقة، تحقق طموحات و أحلام العديد منهم، و تضع الأجيال القادمة على طريق الأمن والاستقرار على حياتهم و الارتقاء بالوطن، والمساهمة الفاعلة في ازدهاره و تقدمه. و إذا ما غل يد الشباب عن المشاركة المجتمعية، وتهميش أفكارهم و الاستهانة بالرؤى التي يمتلكونها، قد يأخذ مسار المجتمع نحو التشتت و الضياع، و عدم القدرة على تأسيس لبنة إصلاح أي خلل حاصل فيه.
و الأردن يتطلع إلى استغلال طاقات الشباب من أجل تجديد الدماء في المجتمع وتقبله أفكاراً جديدة واستشراف رؤى متميزة، تأخذ بيد أفراده نحو العمل المخلص و التفاني لإعلاء منزلة الوطن، و كما يسهم في تشكيل سد منيع لتجاوز أي معوقات قد تقف حجرة عثرة أمام طموح الشباب و مقاصدهم. فالأردن لا يأل جهداً في مضمار تشجيع و تحفيز الشباب و رسم خارطة طريق تساعد على الاستفادة من طاقاتهم و مهاراتهم، و العمل الحثيث و الجدي لتطوير قدراتهم و اكتساب مهارات و معارف جديدة، و ذلك بدمجهم في أنشطة اجتماعية و ثقافية تصب في صالح رفدهم بخبرات وكفاءات قيمة يستثمرونها في دراستهم أو وظيفتهم، و جسراً آمنا للقضاء على البطالة و التي من الأسباب الرئيسية في عدم مقدرة الشاب سواء الموظف أم الطالب منه على المشاركة الفعالة و المثمرة في نهضة مجتمعه ووطنه، و لا يمكن التغاضي عن العديد من العوامل المؤثرة التي تدفع الشاب إلى العزوف عن التعاطي الإيجابي و الحيوي باتجاه تحقيق هدفه و تنمية جوانب شخصيته.
ما يحتاجه الشباب هو مزيد من تذليل الصعوبات التي تعيق تطوير ذاتهم، و تسليحهم بالمهارات و الخبرات و الأفكار المبتكرة و الخلاقة، لجعلهم أفراداً نشطاء وفاعلون في مجتمعهم. و على الجانب الآخر فقدان الثقة بذاتهم من أكثر العوامل خطورة على مسيرة الشباب المهنية و العلمية، والتي قد تفشل أولى خطواتهم في سبيل تحقيق أهدافهم والارتقاء بمستواهم العلمي والعملي، لذا بات من الضروري استثمار طاقات الشباب و إمكاناتهم، و تعزيز دورهم المجتمعي و الريادي باعتبارهم قادة الغد و بناة نهضة الوطن، و ذلك بدمجهم في ورش عمل وأنشطة داخلية محلية و خارجية مع شباب مجتمعات أخرى تركوا بصمة في مسيرة التنمية المجتمعية لبلدانهم، كما وتكسبهم المعرفة العلمية التكنولوجية النظرية و التطبيقية، ليكونوا قادرين على تقديم مبادرات تنموية شاملة يستفيد منها نظرائهم من الشباب، و تشكل حلقة وصل بينهم و بيئتهم المجتمعية و والمؤسسات الرسمية و الخاصة.
وقد يبدو ذلك تصوراً بعيد المدى لكن بالإرادة و العزيمة الصادقة و الإصرار، يغدو التصور واقعاً في غضون فترة قصيرة. والدولة الأردنية حملت على عاتقها مسؤولية تبني رؤية وطنية شاملة وواعدة لصالح الشباب الأردني، تساعدهم على المضي قدماً على طريق بناء شخصيتهم و مستقبلهم و مستقبل وطنهم، وتنمي رصيدهم الفكري و العملي المبني على منهجية واضحة تضعهم في مصاف الشباب الواعي و المتفهم لكافة الظروف التي قد يمرون بها و تعينهم على اجتيازها بكل ثقة و مسؤولية و سلام.



