خاص سواليف
مقال الأربعاء 21 – 4 – 2021
تفرّجوا على المشهد يا قوم ، المسألة ليست بحاجة الى إذكاء السخط الشعبي من أحد ، الإدارة الحكومية خير من يؤجج هذا السخط الشعبي بطريقة يعجز عنها أقوى أعداء السلطة السياسية.. من يمسكون ريموت القرار، هم انفسهم من يزيدون الصدع بينهم وبين الشعب مع سبق الإصرار والترصّد….
ففي الوقت الذي ينتظر البعض فيه صافرة الإصلاح ، تقوم الحكومة بالنفخ ببوق الفساد من جديد، وذلك من خلال تمريرة بينية مكشوفة ومفضوحة تفوح منها رائحة الرشوة السياسية وعلى ملأ الإعلام الداخلي والخارجي..الحكومة ممثلة بوزارة التنمية الاجتماعية تعطي كل نائب أردني 150كوبوناً كل كوبون بقيمة 35 ديناراً ليقوموا بتوزيعها على الفقراء والمحتاجين..وكأن الحكومة تقول للنواب ، اعطوا هذه الكوبونات لقواعدكم الانتخابية أو لمن اشتريتم ذممهم لتضمنوا أصواتهم أو سكوتهم في قادم الأيام…
أي “بجاحة” في الفساد الرسمي بعد ذلك، وزارة التنمية الاجتماعية التي لديها قوائم بالأسر العفيفة والفقيرة ،وتعرف عشرات الآلاف ممن يتقاضون معاشات زهيدة ، تعجز عن إيصال كوبون الــ” 35″ دينار اليهم مباشرة من خلال مكاتبها ،وتريد واسطة نيابية محلّلة لهذا التبرّع ..المسألة واضحة شراء ذمم لكن على مستويات ، النائب يشتري ذمم بعض أصحاب الحاجة ،والحكومة تشتري ذمم النواب بكوبونات غذائية..اذا كان لديكم تسمية أو تفسير لغير ذلك أنا أقدّم اعتذاري سلفاً عن هذا المقال..
الناس محبطة ،بائسة ،يائسة، مخنوقة ، مضطهدة بقرارات يمارس بها قمة التعسّف والإذلال والقهر ، وهذا لا يشي بخير في قادم الأيام ، ثم تأتي السلطة السياسية تزيد الإحباط إحباطاً واليأس يأساَ والإضطهاد اضطهاداً ،والإذلال إذلالاً والقهر قهراً ، بتمريرة فساد بينية بينها وبين مجلس النواب..عيب وعيب كبير..
“اللهم اني ناصح أمين”.
احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com