تل أبيب تعترف … حماس تحفر كلّ شهرٍ 10 كيلومتر من الأنفاق

سواليف
قال مصدر أمنيّ إسرائيلي رفيع المستوي، مساء أمس، إنّ حركة حماس تحفر كل شهر 10 كيلومتر من الأنفاق نحو الأراضي الإسرائيليّة.
وتابع المصدر عينه، قائلاً لمُراسل الشؤون السياسيّة في القناة الثانيّة بالتلفزيون الإسرائيليّ، أودي سيغال، تابع قائلاً إنّه على الرغم من كل المشاكل التي واجهتها حماس في حفر الأنفاق، وانهيار بعضها في قطاع غزة خلال الأشهر الماضية، فلا زال خطر الأنفاق حتى يومنا هذا تهديد باقٍ، بل تهديد اشتدت وتيرته أكثر من الماضي، على حدّ تعبيره.
على صعيد آخر، نقل التلفزيون العبريّ عن مصدرٍ سياسيٍّ إسرائيليٍّ قوله إنّه لا يوجد حلًا كاملًا لقضية أنفاق قطاع غزة، كما أنّ دولًا كبيرةً لم تجد حتى اليوم الحل لمشكلة الأنفاق. كما طرح المصدر تساؤلات حول الجدوى الإستراتيجية للعملية العسكرية البرية خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة خلال عملية الجرف الصامد في عام 2014. إلى ذلك، وصف عضو المجلس الأمني المصغر الكابنيت ورئيس حزب “إسرائيل بيتنا” يايئر لابيد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالكذاب.
وقال لابيد، في حديثٍ خاصّ أدلى به للقناة الثانية بالتلفزيون العبريّ، قال إنّه خلال جلسات المجلس الوزاريّ الأمنيّ-السياسيّ المُصغّر (الكابنيت) في العام 2014، لم نُناقش قضية أنفاق غزة ولم يكن أعضاء الكابينت لديهم معلومات عن أنفاق غزة، وتصريحات نتنياهو حول مناقشة قضية الأنفاق في الكابنيت كذب ولا أساس لها من الصحة.
وشدّدّ لابيد قائلاً: دخلنا الحرب على قطاع غزة في صيف 2014 دون أنْ يكون لدينا فكرًا قتاليًا واضحًا. من ناحيتها، قالت مصادر رفيعة جدًا في تل أبيب لصحيفة (يديعوت أحرونوت) إنّ الثغرات في المعلومات الاستخباراتيّة عن أنفاق حماس ما زالت كبيرة جدًا، وأنّ المخابرات الإسرائيليّة على جميع أذرعها ما زالت بعيدةً جدًا عن اكتشاف الأنفاق الهجوميّة، التي تُواصل حركة حماس حفرها على مدار الساعة وبدون توقفٍ، مُشدّدّةً في الوقت عينه على أنّ هذه الأنفاق باتت تُعتبر لدى المُستوى السياسيّ والأمنيّ على حدٍ سواء تهديدًا إستراتيجيًا على الأمن القوميّ للدولة العبريّة، على حدّ تعبيرها.
هذا ويسود نوع من التخبط في إسرائيل، كما أكّد موقع (WALLA) الإخباريّ-الإسرائيليّ حول ما ينبغي فعله إزاء إمكانية التدحرج نحو مواجهة عسكرية، فإذا حاولت إسرائيل تخفيف الضغط عن القطاع ببناء ميناء بحري أوْ أيّ خطوات أخرى مشابهة، فإن ذلك سيُعزز “حماس″ من ناحية، وسيُقوّض مكانة السلطة الفلسطينيّة، من الناحية الثانيّة، التي هي في الأصل ضعيفة. وعلى الرغم من ارتفاع حدّة النقاش داخل إسرائيل، يكاد يجمع أغلب المحللين في إسرائيل على أنّ “حماس″ لا ترغب في خوض أيّ مواجهةٍ عسكريّةٍ، لكنّهم في الوقت نفسه، يُقرّون بصعوبة الواقع الاقتصادي الذي قد يدفع القيادات العسكرية في غزة نحو خيارات لم يكونوا يريدونها في الأساس، فيما يرى آخرون أنّ خلفيات جولة التصعيد هذه مرتبطة بإدراك “حماس″ أنّ إسرائيل عثرت على حلٍّ تقنيٍّ لسلاح الأنفاق.
وفي المحصلّة العامّة، يُمكن القول والفصل أيضًا إنّه حتى الآن، لم تتجاوز التقديرات الإسرائيليّة لعمليات إطلاق النار التي تعرضت لها قوات الجيش بالقرب من القطاع، لكونها رسائل تحذيرية ضدها، وتأتي هذه الرسائل العملانية بعد رسائل سابقة وجهتها “كتائب الشهيد عز الدين القسام”، (الذراع العسكرية لـ”حماس″)، تحت شعار أمّا رفع الحصار أو الانفجار. في تلك اللحظة، لم تُبدِ إسرائيل اهتمامًا كبيرًا بالموقف، أمّا بعد عمليات إطلاق النار والقصف الصاروخي للمواقع العسكرية، فبات التقدير في تل أبيب مختلفًا. في هذه الأجواء، قدّرت جهات في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أنّ “حماس″، للمرة الأولى منذ حرب صيف 2014، هي من نفذت عمليات إطلاق النار ضد آليات الجيش، وسمحت لجهات أخرى أيضًا فعل ذلك. وتهدف هذه المحاولات، برأي المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، إلى تغيير قواعد اللعبة وإنتاج تفاهمات جديدة، يمنع بموجبها الجيش من الاستمرار في البحث عن الأنفاق على طول الحدود مع القطاع.
من ناحيته، أعلن مسؤول الساحة الفلسطينية في الاستخبارات الإسرائيلية، إنّ حماس قد تعمد إلى ضربة استباقية وقائية باستخدام الأنفاق الهجومية إذا تأكدت أنّ إسرائيل وجدت حلاً للأنفاق. وأكّدت مصادر في الجيش للقناة العاشرة بالتلفزيون، على أنّ إسرائيل غير معنية بالتصعيد في منطقة الجنوب، ولكنها لن توقف عمليات البحث عن الأنفاق. كما عبّر معلق الشؤون العربية في القناة آفي ايسخاروف، على اعتبار أنّ الضغوط الاقتصادية التي يتعرض لها السكان في القطاع، عززت الأصوات التي تنادي داخل “حماس″ وتحديدًا “القسام”، لزيادة الضغط العسكريّ على إسرائيل.
ووفق التعبير الذي استخدمه معلق الشؤون العربية، هناك شعور لدى سكان غزة بأنهم قد وصلوا إلى مرحلة اللا-خيار. كذلك ربط معلق الشؤون العسكرية في صحيفة “هآرتس″، عاموس هارئيل، بين ما اعتبره توترًا على الحدود مع غزة، وبين الكشف عن نفقٍ هجوميٍّ قبل شهر، إضافةً إلى الوضع الاقتصاديّ الضاغط، لافتًا إلى أنّ إسرائيل طورّت حلاً تكنولوجياً للعثور على الأنفاق، وتستمر في أعمالها الهندسيّة الحثيثة على طول الحدود، على حدّ تعبيره، ولكنّ العديد من الخبراء، باتوا يُشككون في مصداقية الرواية الإسرائيليّة حول إيجاد حلٍّ تكنولوجيٍّ للأنفاق في قطاع غزّة.

راي اليوم

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى