عمــل الــخــير / موسى العدوان

عمــل الــخــير

في أحاديث المساء التي كان يكتبها الأديب الفلسطيني أدهم الشرقاوي القصة التالية وأقتبس:

” يُحكى أن شيخا عاما كان يمشي مع أحد تلامذته في الحقول الواسعة. وأثناء سيرهما شاهدا حذاء قديما لفلاح خلعه ليريح قدميه أثناء تناول زاده. التفت التلميذ إلى شيخه وقال : تعال نخبئ حذاء هذا الفلاح وننظر ماذا يفعل. فأجابه الشيخ الجليل : يا بني يجب أن لا نسلي أنفسنا على حساب الفقراء، أنت غني ويمكنك أن تُسعد بطريقة أخرى. ما رأيك لو تضع قليلا من المال في الحذاء، ثم نختبئ وننظر إلى ردة فعل الفلاح ؟

أعجب التلميذ باقتراح شيخه، وقام على الفور بوضع المال في الحذاء، واختبأ وشيخه خلف الأشجار ليرقبا ردة فعل الفلاح. وبعد دقائق عاد الفلاح لينتعل حذاءه، وإذ به يتفاجأ بشيء داخله. مد يده وأخرج المال، وقام بنفس الشيء في فردة الحذاء الأخرى وأخرج المال أيضا. فجثا على ركبتيه ورفع يديه إلى السماء وقال : أشكرك يا رب لأنك علمت أن أولادي جوعى، هذا مال يكفي لشراء طعام وفير. عندها التفت الشيخ إلى تلميذه وقال له : ألست الآن أكثر سعادة مما لو فعلت باقتراحك الأول ؟ ” انتهى الاقتباس.

مقالات ذات صلة

* * *

التعليق : الفقراء ليسوا مادة للسخرية، والله تعالى يوزع الأرزاق على الناس كيف يشاء. فعندما تكون ميسور الحال وتتكرم بالعطاء من نفس طيبة، ستشعر بسعادة نفسية أكثر مما تأخذ، لأن اليد العليا أفضل من اليد السفلى.

ولا شك بأن حاجتنا إلى الصدقة هي أكثر من حاجة الفقير إليها، لأن الفقير يحتاجها للدنيا ونحن نحتاجها للآخرة. وعليه فإن قيمة العلماء تكمن في عمل الخير الذي يعلّمونه للناس، لا في كبر العمامة أو في طول اللحية أو الاستعراض أمام الناس . . !

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى