تقرير شركة الكهرباء الوطنية 2015
صدر تقرير شركة الكهرباء الوطنية السنوي متأخراً كالعادة،وذلك بعد نحو ستة شهور من مطلع العام، وكنا نأمل أن يصدر في غضون شهرين على الأكثر بعد بداية العام حتى يتسنى للباحثين الحصول على المعلومات الضرورية لاستكمال دراساتهم. ومهما يكن من أمر فإن هذه الملاحظات على التقرير هي مجرد تساؤلات نأمل أن تقوم شركة الكهرباء الوطنية بالرد على ما هو خطا منها للتوضيح وأن تأخذ الملاحظة الصحيحة منها لتطوير العمل.
فمثلاً، في جدول رقم 2 من غير الواضح لماذا ارتفعت كلفة الطاقة المستهلكة من 4074 مليون دينار عام 2013 إلى 4480 مليون دينار عام 2014، علماً بأن أسعار النفط بدأت تهبط منذ بداية عام 2014 حيث وصلت عند منتصف ذلك العام إلى أقل من 50 دولاراً للبرميل الواحد بينما كانت عند 115 دولار للبرميل في نهاية عام 2013. علماً بأن معدل تكلفة الكيواط. ساعة المباعة في عام 2015 أصبحت 99,29 فلساً بعد أن بلغت 156,60 في عام 2014 وهذا منطقي بالمقارنة ولكنه ما زال مرتفعاً.
ومن الملاحظ أيضاً في جدول رقم 3 أن النسبة المئوية للطاقة المفقودة بالمئة قد ارتفعت من 14,4% عام 2014 إلى 14,89% عام 2015 علماً بأننا كنا نعتقد أن الحكومة قد اتخذت إجراءَات صارمة لمنع سرقة الكهرباء.
في جدول رقم 7 حول الطاقة الكهربائية المولدة في المملكة تشهد الإحصائيات لأول مرة في تاريخ شركة الكهرباء الوطنية دخول طاقة الرياح في إنتاج الكهرباء حيث أمدت شركة رياح الأردن الشبكة بمقدار 123,1 غيجاواط. ساعة في عام 2015 مقابل فقط 2,4 غيجاواط. ساعة في عام 2014 من حوفا والإبراهيمية. وهذا دليل على مساهمة مشروع الطفيلة الفاعلة، ولكننا نعتقد أن هذا الرقم سوف يزداد في العام القادم بعد انجاز التشغيل التجريبي للمشروع ولكن ما هو محير في الجدول هو أن مساهمة الطاقة الشمسية لم تتعدَ 1,6 غيجاواط. ساعة، الأمر المستغرب هو أن توليد الكهرباء بالخلايا الكهروضوئية لم يتم حسابه في المملكة علماً بأن المشاريع الفردية قد بدأت منذ عام 2013 ومن المفترض أن يكون إنتاج المساكن الخاصة وحدها في عام 2015 لا يقل عن الكمية المنتجة من الرياح.
ولكن يعود جدول رقم 8 ليذكرنا بأن مجموع الطاقة الكهربائية المولدة من الطاقة المتجددة قد بلغ 183,5 ويشتمل ذلك على ما يلي:
37,6 غيجاواط. ساعة (ج. و. س) لدى شركة توليد الكهرباء المركزية (طاقة شمسية) و121 ج. و. س من شركة رياح الأردن و1,6 من شركة شمسنا للطاقة و16,9 مائي من سد الملك طلال وأخيراً 6,4 ج. و. س من شركة الغاز الحيوي الأردنية. وهذا يعني أن نسبة مشاركة الطاقة المتجددة في مجمل إنتاج الكهرباء في الأردن لعام 2015 هي 183,5 ÷ 19011,6 ج. و.س وتساوي تقريباً 1%.
وإذا استثنينا نسبة الفاقد في قطاع النقل والبالغة 1,77% في عام 2015 ونسبة الفاقد في قطاع التوزيع والبالغة 14,04%، أي أن الطاقة الكهربائية المستهلكة والمصدرة بلغت 15787 غيجاواط. ساعة، فهذا يجعل من نسبة مشاركة الطاقة المتجددة الحقيقية تساوي 183,5 ÷ 15787 أي تساوي 1,16%. ولا نعتقد ان هذه الرقام دقيقة على الاطلاق.
ووبالرغم من أن التقرير في مجمله تقريراً ممتازاً، نأمل أن يتم إصدار التقرير لعام2016 في وقت مبكر من العام القادم وكذلك أن تسارع وزارة الطاقة وهيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن بتنزيل تقاريرها لعام 2015 في أقرب وقت على مواقعها وأن يتم أخذ الملاحظات بعين الاعتبار ليكون التقرير أكثر دقة وتعبيراً عن وضع الأردن في الطاقة.