تفسيرات علمية لقصص الأطباق الطائرة والمخلوقات الفضائية

سواليف

تعكس الشهادات والتقارير التي تتحدث بين حين وآخر عن رؤية انوار تتألق مخترقة السماء ومركبات فضائية غريبة ومخلوقات “حقيقية” من عوالم أخرى، وجود درجات عالية من الاهتمام العام بالأجسام الطائرة مجهولة الهوية أو “الأطباق الطائرة”، والايمان بأن هناك “شيئاً ما” في الكون من حولنا.
ولكن كثيرا من علماء النفس يشكُّون في صحة هذه القصص ويقولون ان لهذه الظواهر تفسيرات في العالم الواقعي والمعرفة العلمية.
وازداد الايمان بوجود مخلوقات فضائية منذ بدأت دراسة هذه الظاهرة في اربعينات وخمسينات القرن الماضي بعدما تردد عن وجود مشروع عسكري اميركي سري لمعرفة حقيقتها. وتقدر استطلاعات أُجريت في الغرب ان نسبة المؤمنين بوجود مخلوقات من كواكب اخرى وصلت الى 50 في المئة عام 2015.
كما ان عددا كبيرا من الأشخاص يعتقدون انهم تعرضوا إلى عمليات خطف على ايدي هذه المخلوقات الفضائية.
ومنذ ان تحدثت الاميركية بيتي هيل وزوجها بارني عما حدث لهما من شعور بفقدان الزمن وفقدان الذاكرة حين خطفتهما مخلوقات فضائية عام 1961 اظهر استطلاع أجراه مركز روبر لأبحاث الرأي العام في الولايات المتحدة بعد 30 عاماً على هذه الحادثة ان زهاء 3.7 مليون اميركي يعتقدون أنهم عاشوا عمليات خطف كهذه.
ويعتقد المشككون في هذه القصص بأنها أكاذيب تُنسج من اجل الكسب المالي أو تحقيق أفضلية اجتماعية. وقد يكون ذلك صحيحاً في بعض الحالات ولكن ليس هناك سبب وجيه للاعتقاد بأن غالبية هذه “الخبرات” و”المعايشات” قصص ملفقة.
تفسير علم النفس طلع علماء النفس بعدد من التفسيرات العلمية لخبرات هؤلاء الأشخاص الذين يقسمون انه التقوا مخلوقات من الفضاء الخارجي.
أحد هذه التفسيرات ان الأشخاص الذين يعتقدون ان مخلوقات فضائية خطفتهم ثم أعادتهم اساءوا تفسير احداث وهمية وحقيقية وقاموا بتشويهها أو الخلط بينها بحسب صحيفة البلاغ.
ووفقالموقع إيلاف فان قصصهم هي نتاج عمليات نفسية وسمات شخصية. وتقول دراسات عديدة ان الخبرات الحقيقية لا تختلف كثيرا عن الخبرات الوهمية بالمقاييس النفسية ـ المرضية الموضوعية وانها لا تمت بصلة الى وجود اختلال عقلي. ولكن من السمات التي ترتبط بأصحاب قصص الخطف على ايدي مخلوقات فضائية، خيالهم الخصب.
وهناك أدلة تستند النظرية القائلة ان اصحاب المخيلات الواسعة كثيرا ما يخلطون بين الواقع والفنطازيا. قصص خيالية وهناك ايضا تفسيرات نفسية اخرى مثل نظرية الانفصام الذي يحدث عندما تفك العمليات الذهنية في عقل الفرد الارتباط ببعضها البعض وبالواقع نتيجة احداث حياتية شديدة الوطأة نفسياً. ويقول علماء نفسيون ان التنويم المغناطيسي يشجع على نسج قصص خيالة مفصلة وتذكرها لاحقاً.
لهذه الأسباب يُعتقد ان قصص التعرض الى عمليات خطف على ايدي مخلوقات فضائية قد تكون نتيجة تضافر سمات شخصية مع الميل الى حفظ ذكريات خيالية.
ولهذه القصص عن معايشة عمليات خطف على أيدي مخلوقات فضائية سمات مشتركة مع الشلل النومي، أي احساس المرء باليقظة وليس الحلم والادراك الواقعي للبيئة المحيطة مع العجز عن الحركة والشعور بالخوف أو الرعب والاحساس بوجود آخر ـ ربما شرير أو مؤذٍ ـ وكذلك الشعور بضغط على الصدر وصعوبة التنفس الى جانب البقاء في وضع التمدد بالاكراه. وتحدث غالبية نوبات الشلل النومي حين يكون الشخص مستلقياً على ظهره.
نشاط الفص الصدغي تذهب احدى النظريات الى ان الفص الصدغي في ادمغة بعض الأشخاص يكون اشد تعرضاً لتأثير الذبذبات المغناطيسية الواطئة.
ومن المؤمنين بهذه النظرية عالم الأعصاب في جامعة لورينتيان الكندية مايكل بيرسنغر الذي يقول ان زيادة نشاط الفص الصدغي يمكن ان تفسر معايشة خبرات غير طبيعية مثل التعرض الى عمليات خطف على ايدي مخلوقات فضائية.
وتنقل صحيفة الاندبندنت الالكترونية عن بيرسنغر قوله ان المجالات المغناطيسية تحفز الفص الصدغي متسببة في نشوء خبرات هلوسية مماثلة لتلك التي يتحدث عنها اصحاب قصص الخطف على ايدي مخلوقات فضائية.
لا شيء من هذا يعني ان كثيرين من الذين يعتقدون انهم خبروا عمليات خطف على أيدي مخلوقات فضائية هم كذابون بل ان قصصهم وخبراتهم يمكن ان تُفسَّر بنظريات ذات اساس علمي. وهناك العديد من التفسيرات المنطقية والعلمية الجائزة التي لا يعتمد اي منها على وجود مخلوقات فضائية.
ولكن يجب ان نلاحظ ايضاً ان القصص التي تتحدث عن معايشة عمليات خطف غريبة كهذه لا يمكن ان تُفسر كلها بأي نظرية من هذه النظريات العلمية، وهذا يطرح مزيداً من التساؤلات عن الظاهرة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى