وثق المرصد #الأورومتوسطي لحقوق الإنسان “ #جريمة ” إسرائيلية ضد #أسرة مكونة من أم مُسنة و4 من أبنائها، منهم 3 فتيات وحفيدة رضيعة، باقتحام منزلهم وإطلاق النار والقنابل عليهم في #حي_الشجاعية شرق مدينة #غزة.
وقال المرصد إن “الجيش الإسرائيلي أخرجهم من المنزل، مساء الخميس، ثم احتجزهم وهم مصابون داخل وقرب دبابات إسرائيلية لأكثر من 3 ساعات في منطقة قتال خطيرة، واستخدمهم دروعًا بشرية”.
وتابع البيان “تم دهس الأم صفية حسن موسى الجمال (65 عامًا) وقتلها، بعد إصابتها بجنازير #دبابة إسرائيلية وهي لا تزال على قيد الحياة على مرأى من ابنها”.
ونقل المرصد عن ابن صفية مهند الجمال (28 عامًا) قوله “كنت أنا وأمي وشقيقاتي الثلاث وابنة أختي الصغيرة داخل المنزل، حرصنا ألا نصدر صوتًا، وقبل المغرب بدأت الدبابة تطلق قذائف تجاه شقة أخي في الطابق الأرضي من منزلنا، جمعت أفراد أسرتي وجلسنا في إحدى الغرف، وبقينا ننتظر مصيرنا ونردد الشهادتين”.
وأوضح “الجنود اقتحموا المنزل بعد تفجير جدار وصعدوا إلينا، وعندما وجدونا في الغرفة بدأوا بإطلاق النار عشوائيًّا على جدران الغرفة، وألقوا قنبلة تلو القنبلة، حتى ألقوا 5 قنابل مع إطلاق نار تجاهنا في الغرفة، وكانوا يصرخون بالعبري، ولا نعلم ماذا يقولون”.
وأكد الجمال “أُصبت بشظايا في ظهري وأصيبت شقيقتي بشظايا، وكانت شقيقاتي يصرخن: إحنا مدنيين، وأصيبت والدتي بشظية كبيرة في صدرها، ثم تقدم الجنود واحدًا تلو الآخر وهم يصرخون: اصمت، ثم سحبوني وأجبروني على خلع ملابسي وأوقفوني على الجدار، ثم دخلت مجندة عند والدتي وشقيقاتي، والجنود يصوبون أسلحتهم تجاهي لمدة نصف ساعة”.
وأردف “طلبوا مني حمل أمي على ظهري وإنزالها للأسفل، ثم قال جندي آخر بأن أنزلها على حمالة حيث حملتها مع جندي آخر، وخرجنا من الفتحة التي فجّرها جيش الاحتلال إلى الأرض المجاورة وأدخلوها في الدبابة، حيث أدخلت النقالة وعليها أمي”.
واستطرد الجمال “أرجعوني للمنزل وأخذوا جواز سفري، ثم أنزلوني ووضعوا قيودًا في يدي، وكانت شقيقاتي عند باب الدبابة، وطلب منهم الجنود الانتظار، ثم جاء جندي وفك القيود ووضع مرابط في يدي وعصبة على عيني، وأوقفني على تلة رمل، وكان يضيء تجاهي بالليزر، شعرت أنهم سيعدمونني، ثم شغل الدبابة، وأمرني بالدخول فيها”.
وتابع “قدم أحد الجنود وسحبني من رقبتي، وتحركت 50 مترًا وأدخلوني دبابة أخرى من جديد. تحركت في المكان ثم أنزلوني وأدخلوني في دبابة كانت بها الحمالة التي نقلنا بها أمي وتحركت الدبابة، اعتقدت أنهم سينقلوننا إلى مكان لعلاج والدتي، ثم أنزلني، وأنزلوا والدتي وهي مصابة ووضعوها على الأرض”.
وأوضح “عرفت بعد دقائق أننا في آخر شارع النزاز دوار مشتهى، سألت: أين أنا؟ فقال: سيأتي (إسعاف) لأخذ أمك، وكانت والدتي ملقاة على الأرض، كانت هناك دبابتان على اليمين واليسار تحيطان بالدوار والثالثة التي كنت فيها، وبعد أن صعد الجنود للدبابة التي أنزلوني منها بدأت بالتحرك للخلف فدهست والدتي”.
واسترسل الجمال “رأيت المشهد وشعرت كأنني فقدت عقلي وبدأت بالبكاء والصراخ. الدبابة على اليمين اقتربت مني وأرادت أن تدهسني، فهربت وظننت أنني سأُقتل، لكنَّ الدبابتين اتجهتا إلى شارع آخر، والدبابة التي كانت في جهة اليسار كانت ستدهس أمي مرة أخرى ولكن لم يحصل ذلك”.
وأشار “في الواحدة من فجر الجمعة، اختبأت وبدأت أصرخ ولا أسمع إلا صوت الرصاص، وانتبهت لاقتراب كلاب من جثة والدتي تريد نهش لحمها، فأبعدتها عنها”.
وأكد الجمال “الجندي في الدبابة كان يعلم أين قام بإنزالها، وكان قادرًا على أن يتفاداها ولكنه تعمَّد دهسها”.
وقال “لم أستطع تحمُّل الموقف مع إطلاق النار، ولم أستطع حمل أمي بعد أن قامت الدبابة بدهسها. ومع صدمتي بما حدث، بصعوبة استطعت تغطية أمي وهرعت أركض من المكان للبحث عن شقيقاتي اللاتي لا أعلم ما مصيرهن، وبقيت أمشي وأنا أبكي وأسمع في الشوارع أصوات إطلاق النار”.
واختتم الجمال “بقيت أمشي حتى وجدت شخصًا في بلكونة، أعطاني زجاجة ماء وأخبرني بطريق آمن لأسير فيه حتى وصلت إلى منطقة الدرج عند أصحابي. حاولت التواصل مع أي أحد للوصول إلى شقيقاتي، ولاحقًا عرفت أنهن في المستشفى المعمداني لعلاج الإصابات، وسألوني عن أمي فأخبرتهن”.
وأكد المرصد الأورومتوسطي أنه وثق العديد من حوادث قتل الجيش الإسرائيلي مدنيين فلسطينيين دهسًا تحت جنازير الدبابات بشكل متعمَّد وهم أحياء.