تفاصيل مخططات إرهابية أحبطتها المخابرات قبل ثلاثة شهور

سواليف

نشرت صحيفة الراي الأردنية صباح اليوم ، التفاصيل الكاملة لخلية الـ17 الإرهابية التي خططت لتنفيذ عمليات عسكرية على الساحة الأردنية نصرةً لتنظيم داعش الإرهابي، وأحبطت المخابرات مخططاتهم تشرين الثاني الماضي.

تلك الخلية قسمت عناصرها على ثلاث مجموعات، الأولى ومهمتها معاينة الأهداف، والثانية معنية بتقديم الدعم التقني وتنفيذ العمليات الصغرى، في حين كانت المجموعة الثالثة معنية بتنفيذ العمليات الكبرى والانتحاريين، وشملت أهداف الخلية المزمع تنفيذ عمليات عسكرية ضدها، قناة رؤيا الإخبارية والعاملين فيها ومركز المبادرات الفرنسي، وملهى ليلي في منطقة الشميساني بعمان، وانفاق شركة الفوسفات القريبة من مبنى مخابرات الرصيفة، ومبنى السفارة الأميركية وكنيسة في منطقة ماركا، ورجال الأعمال الاسرائيليين الذين يرتادون مصنع الزي للألبسة.

وتشكلت مجموعة الانتحاريين والعمليات الكبرى من قبل المتهم الاول، وذلك بعد أن تأثر بالعملية الارهابية التي نفذها الارهابي محمود المشارفة، واستهدف من خلالها أفراد مكتب مخابرات البقعة، والتي أدت الى استشهاد خمسة منهم، إذ تولدت لديه الرغبة بتكرار تنفيذ مثل تلك العملية باستهدافه مكتب مخابرات الرصيفة، وتمهيداً لتنفيذ العملية وقتل العاملين في مكتب مخابرات الرصيفة، تمكن المتهم الاول من تأمين سلاح رشاش نوع «ستن»، ومسدس عيار 8,5ملم، ورَغِبَ أيضاً بالاستعانة بأسلحة موجودة لدى المتهم الرابع عشر، وهي سلاح اتوماتيكي نوع «M4»، ورشاشين «ستن».

وفي بداية 2016 تولدت لدى المتهم الاول رغبة بإنشاء تنظيم مسلح يهدف لتنفيذ عمليات عسكرية على الساحة الأردنية لزعزعة الأمن الوطني وخلق بيئة حاضنة للتنظيم الارهابي في الاردن، نصرةً لتنظيم داعش الإرهابي، لقناعته بأن داعش يطبّق الشريعة الاسلامية، وبذات العام رَغِبَ المتهم الأول باستقطاب المزيد من العناصر للاشتراك معه في تنفيذ العمليات العسكرية ومعاينة الأهداف المزمع التنفيذ ضدها، وتمكن من اقناع 12 متهماً من عناصر الخلية بالانضمام معه وآخرين لتنفيذ العمليات الارهابية.

المتهمون الـ17 في القضية هم: م. أ (34 سنة)، م. ا (25 سنة)، ع. ا (26 سنة)، أ. ش (30 سنة)، ب. ي (30 سنة)، ج. ف (26 سنة)، ع. ع (29 سنة)، ي. ا (21 سنة)، م. ص (26 سنة)، ن. خ (29 سنة)، م. ا (25 سنة)، ع. م (27 سنة)، ع. ع (26 سنة)، ح. ش (24 سنة)، ع. ا (23 سنة)، ح. ص (22 سنة)، أ. ص (46 سنة).

ويواجه المتهمون وفق اسناد النيابة العامة لدى محكمة أمن الدولة، تهم: المؤامرة بقصد القيام بأعمال إرهابية بالنسبة للمتهمين من الاول وحتى السادس عشر، والترويج لافكار جماعة ارهابية بالنسبة للمتهمين من الاول وحتى الثالث عشر، والتدخل بالقيام بأعمال إرهابية بالنسبة للمتهم السابع عشر، وبيع اسلحة وذخائر بقصد استخدامها للقيام بأعمال ارهابية بالنسبة للمتهم الرابع عشر، وتقديم اموال للقيام بعمل ارهابي مع العلم بذلك بالنسبة للمتهم الخامس عشر، وحيازة اسلحة بقصد استخدامها للقيام بأعمال إرهابية بالنسبة للمتهم الأول.

وتتلخص تفاصيل القضية وفق لائحة الاتهام التي حصلت عليها «الرأي» أن المتهمين من الاول وحتى الثالث عشر من مؤيدي تنظيم داعش الارهابي، وبهدف كسب العناصر المؤيدة للتنظيم فقد اعتادوا على ترويج أفكار التنظيم ومبادئه فيما بينهم وعلى عامة الناس بعد ذلك، ولقناعة المتهم الاول بأن تنظيم داعش الارهابي يعمل على تطبيق الشريعة الاسلامية، تولدت لديه الرغبة بإنشاء تنظيم مسلح يهدف الى تنفيذ عمليات عسكرية على الساحة الاردنية نصرة للتنظيم وبهدف زعزعة الأمن الوطني وخلق بيئة حاضنة للتنظيم الارهابي في الاردن، وكان ذلك في بداية 2016.

وعلى اثر ذلك اتفق المتهمان الاول والثالث عشر على تنفيذ عمليات عسكرية على الساحة الاردنية واستهداف قناة رؤيا والعاملين فيها، وبعد أن اتحدت إرادتهما على ذلك، تمكن المتهم الثالث عشر من معاينة قناة رؤيا تمهيداً لتنفيذ العمل الارهابي ضدها باستخدام قنابل المولوتوف التي تحتوي على مادة الكاوتشوك والبنزين، والتي سيتم تصنيعها لاحقاً لتلك الغاية، ومن اجل ايجاد الغطاء الديني لتلك العمليات، توجه المتهمان الأول والثالث عشر إلى المتهم السابع عشر، وأبلغاه عن رغبتهما بتنفيذ العملية الارهابية ضد قناة رؤيا، وبارك لهما بتنفيذ تلك العملية.

وفي وقت لاحق توجه المتهمان الاول والثالث عشر مرة أخرى الى المتهم السابع عشر، اخبراه عن رغبتهما بتنفيذ عمليات ارهابية على البنوك في منطقة الرصيفة من اجل الحصول على المال اللازم لتمويل العمليات الارهابية وشراء السلاح، وأخذ المتهمان الاول والثالث عشر بالتردد على المتهم السابع عشر كل على حده، وأعطاهما الأخير دورات أمنية لضمان عدم اعتقالهما من قبل الاجهزة الأمنية.

وفي ذات العام 2016، توجه المتهمان الاول والسادس عشر الى المتهم السابع عشر واستفتياه حول مشروعية تنفيذ العمليات العسكرية على الساحة الاردنية، وبارك لهما جواز تنفيذ مثل تلك العمليات العسكرية، ولرغبة المتهم الاول بعد ذلك باستقطاب المزيد من العناصر اللازمة للاشتراك معه بتنفيذ العمليات العسكرية، وكذلك معاينة الأهداف التي يرغب تنفيذ العمليات ضدها، فقد تمكن من اقناع المتهمين الثاني والثالث والرابع والخامس والسادس والسابع والثامن، التاسع والعاشر والحادي عشر والثاني عشر والرابع عشر بأفكار التنظيم وانجازاته ومشروعيته، واقنعهم بضرورة تنفيذ العمليات العسكرية على الساحة الاردنية نصرةً للتنظيم، ووافق جميع المذكورين على ذلك.

على اثر ذلك قسَّمهم المتهم الاول إلى ثلاث مجموعات: الأولى، ومهمتها معاينة الاهداف، وتضم المتهمين الاول والرابع والثامن والحادي عشر والثاني عشر، وكُلّف قسماً منهم بالعمل باعة متجولين، وعاينوا أربعة أهداف تمهيداً لتنفيذ عمليات عسكرية ضدها، وشملت قناة رؤيا الإخبارية ومركز المبادرات الفرنسي وملهى ليلي في منطقة الشميساني بعمان، وانفاق شركة الفوسفات القريبة من مبنى مخابرات الرصيفة.

أما المجموعة الثانية، ومهمتها الدعم التقني والعمليات الصغرى، وتضم المتهمين الخامس والسادس والسابع والعاشر، وتكليفهم من قبل المتهم الاول بتجهيز بيوت آمنة لضمان عدم ملاحقتهم أمنياً، كما اتفق أعضاء المجموعة مع المتهم الاول على تنفيذ عمليات ارهابية على البنوك وسرقة الأموال اللازمة لتمويل تلك العمليات، وشراء الاسلحة والذخائر اللازمة لاستخدامها في تنفيذ تلك العمليات العسكرية.

واتفق اعضاء هذه المجموعة ايضا على سرقة اسلحة من مركز امن ياجوز وكذلك سلاح أحد افراد الدفاع المدني بالرصيفة، واتفقوا ايضا على تنفيذ عمليات ارهابية ضد سوق كارفور في الرصيفة وسيارات الببسي وسيارات توزيع السجائر، وذلك بهدف الحصول على الأموال لتأمين تمويل العمليات الارهابية وشراء الاسلحة اللازمة لتلك الغاية، وعاينوا الأهداف سالفة الذكر.

اما المجموعة الثالثة، المعنية بالانتحاريين والعمليات الكبرى، وتضم المتهمين الاول والثاني والثالث والتاسع والرابع عشر، وتشكلت هذه المجموعة من قبل المتهم الاول بعد أن تأثر بالعملية الارهابية التي نفذها الارهابي محمود المشارفة، واستهدف من خلالها أفراد مكتب مخابرات البقعة، والتي أدت الى استشهاد خمسة من مرتباتهم، حيث تولدت لديه الرغبة بتكرار تنفيذ مثل تلك العمليات الارهابية وذلك باستهدافه مكتب مخابرات الرصيفة.

وتمهيداً لتنفيذ العملية العسكرية ضد مكتب مخابرات الرصيفة وقتل العاملين فيه، تمكن المتهم الاول من تأمين سلاح رشاش نوع «ستن» والذي قام بشرائه من المتهم الرابع عشر، ومسدس عيار 8,5 ملم، كما تولدت لديه الرغبة ايضا بالاستعانة بالاسلحة الموجودة لدى المتهم الرابع عشر، وهي عبارة عن سلاح اتوماتيكي نوع «M4»، ورشاشين «ستن».

ووضع عناصر المجموعة الثالثة خطة تنفيذ العملية العسكرية ضد مخابرات الرصيفة والعاملين فيه من خلال اشعال عدد من قطع الكاوتشوك في محيط المبنى، والقاء العبوات المحشوة بقطع الكاوتشوك والبنزين على المبنى، ثم اقتحامه وقتل عناصر المخابرات باستخدام الاسلحة، واتفقوا ايضا على تنفيذ عملية ارهابية ضد قناة رؤيا ايضا، والعاملين فيها من خلال استهدافهم بعبوات تحتوي على البنزين وقطع الكاوتشوك لاحراق المبنى واستهدافه.

كما عرض المتهم الاول على الخامس عشر الاشتراك معه في تنفيذ العملية الارهابية ضد قناة رؤيا والعاملين بها وكان ذلك خلال ايار الماضي، ووافق المتهم الخامس عشر على ذلك، وعلى اثر تلك الموافقة طلب المتهم الاول من الخامس عشر تزويده بالمال لغايات شراء الاسلحة بعد ان اعلمه عن رغبته بتنفيذ عملية عسكرية ضد مبنى مخابرات الرصيفة، وزوَّده المتهم الخامس عشر بـ 700 دينار، وتمكن المتهم الاول من خلال ذلك المبلغ شراء سلاح اتوماتيكي نوع «ستن» من المتهم الرابع عشر، كما قام المتهم الأول بتكليف المتهم الخامس عشر من معاينة امام احد المساجد في منطقة الرشيد تمهيداً لتنفيذ عملية ارهابية ضده لاعتقاده بأنه يقوم بممارسة أعمال الشعوذة.

بعدها ولرغبة المتهم الاول بتنفيذ العمليات العسكرية على الساحة الأردنية، فقد تمكن من رصد ومعاينة مبنى السفارة الأميركية وكنيسة في منطقة ماركا ورجال الأعمال الاسرائيليين الذين يرتادون مصنع الزي للألبسة، لتكون محلاً للتنفيذ، وحرص المتهم الاول على الفصل بين عناصر التنظيم وعدم اطلاع المجموعات الارهابية على طبيعة عمل كل مجموعة من المجموعات الاخرى، وذلك لغايات أمنية ولضمان عدم كشفهم والمحافظة على أمن التنظيم، وعمل دراسة امنية شاملة على جميع الاهداف التي تم رصدها، ووضع الخطط بهدف ضمان التنفيذ دون اكتشاف الأمر من قبل الاجهزة الامنية، ووضع الخطط اللازمة للدخول والوصول الى الاهداف المزمع تنفيذ الأعمال ضدها، وكذلك طرق الخروج الآمن بعد التنفيذ واستخدام البيوت الآمنة بعد ذلك لضمان عدم الملاحقة الأمنية وكان من ضمن البيوت الآمنة التي ستستخدم من قبل عناصر التنظيم بعد تنفيذ الاعمال العسكرية مبنى مهجور تابع لسلطة المياه في منطقة اوتستراد عمان الزرقاء، وكذلك انفاق الفوسفات الكائنة في الرصيفة.

وعلى اثر ذلك قبض على المتهمين وجرى التحقيق معهم، وبتفتيش منزل المتهم الاول تم ضبط سلاح اتوماتيكي وثلاث مسدسات وكمية من الذخائر الحية، ومواسير مخروطة، وحربتين، ومنظار روسي وجهاز صاعق، ولاب توب وهواتف خلوية، وبتفتيش منزل المتهم الثالث تم ضبط وصية صادرة عنه مفادها بأنه قرر الاستشهاد في سبيل الله وبتفتيش منزل المتهم السادس تم ضبط ذخيرة عيار 9ملم، والمتهم السابع ضبط بمنزله ذخيرة 9ملم ولفحة مكتوب عليها «لا إله إلا الله» وبفحص الاسلحة والذخيرة المضبوطة من قبل خبير الاسلحة تبين أن السلاح الاتوماتيكي يعمل بشكل جيد وله تأثير على الأرواح والممتلكات في حين تبين ان الذخائر هي ذخائر حية صالحة للاستعمال ولها تأثير على الأرواح والممتلكات.

الراي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى