رجل شرقي/ محمد عيد عبيدات

أنا رَجُلٌ شرقي المنشأ، أستيقظُ وقت شروق الشَّّّمس، أغسل وجهي المُلَطَّخ بثرثرات اللَّيل، وأتوجهُ بعدها لأُعِدَّ قهوة الصَّباح، قهوةً خاصَّةً بي أنا، خاصَّةً بطقوسي أنا(طُقوسِ رَجُلٍ شَرقي )، ولكن تَسْتَوقِفُني اللَّذه، إنها لذَّةُ قهوتي الخاصه التي لا يَعرِفُ طعمها الا مثيلي أنا!!

أي فقط رَجُلٌ شرقي، أُكمِلُ يومي الذي بدأَ بفنجانٍ أزَلي الهيبه لأخرُجَ من العُلبةِ المُغلقه الخاصَّة بطقوسي(أقصِدُ البيت )الى عملي الذي طالما أحببته وشعرتُ بالأُنسِ فيه،أُحَبُّهُ لأنَّهُ يستهويني،أُحِبُّهُ لأنَّهُ يُضفي نكهةً خاصَّةً على حياتي، أنظُر من نافِذَةِ مكتبي وأتعَجب مما رأتهُ عيناي!!
لأجِدَ حسناءَ مُرهَفَةَ الكيان،وأقولُ في قرارَةِ نفسي: أعتَقِدُ أنَّها تُناسِبُ مُعتَقَداتي،وأعتَقِدُ أنَّها تُناسِبُ طقوسي الخاصَّة، أُكمِلُ النَّظرَ بخلسه دونَ غايةٍ لا أخلاقيه وإنما أنظرُ باحثاً عمَّا يناسب طقوسي، ولكن يا ويلي لقد رأتني وأساءَت الظَّن بي!!
ما الحل؟فقررتُ التحدُّثَ معها وعندما وصلت لم أجدها، أين هي؟ طوَّفتُالنَّظَرَ في الأُفُقِ البعيد، وبدأتُ أشعُرُ بالحُزن الشديد،ولِبُرهَةٍ فقدتُ الأمَلَ في ايجادها وكِدتُ أن أخسَرَ جُزءاً من طقوسي،التفتُّ الى يميني فوجدتها تقفُ بجانبي،فشعرتُ بالخجل قليلاً، ثم أخبرتُها عما في قلبي، ومن حديثها تأكدت تماماً أنها تُناسبُ طقوسي، ومنذ تلك اللحظه لم نفترق.
أُكمِلُ طقوسي معها(طقوس زوجين شرقيين ).نستيقظُ معاً ونُعدَّ قهوتنا الشرقيه،ونتذوقها لنجدَ بأنَّها ساده!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى