تفاصيل جديدة عن حفر “نفق الحرية” لأسرى جلبوع.. واختفاء الرمال

سواليف

كشف #محامي #هيئة #شؤون #الأسرى والمحررين، عن بعض تفاصيل حفر أسرى #فلسطينيين يقبعون في #سجن#جلبوع” الإسرائيلي الأشد تحصينا، لنفق أرضي قاموا بحفره على مدى 9 أشهر تقريبا، وخرجوا من خلاله قبل أن يتم إعادة اعتقال بعضهم.

وكشف #الاحتلال #الإسرائيلي فجر الاثنين 6 أيلول/ سبتمبر 2021، عن نجاح ستة أسرى فلسطينيين، معظمهم من أصحاب الأحكام العالية (مؤبدات)، في تحرير أنفسهم من سجن “جلبوع” الذي يوصف إسرائيليا بأنه “شديد الحراسة”، ما شكل صدمة كبيرة لكافة المحافل الإسرائيلية، وعاصفة داخلية لا تسكن، رغم إعادة اعتقال 4 منهم.

أين اختفت الرمال؟

وعن تفاصيل حفر “نفق الحرية” أسفل سجن “جلبوع”، وما حدث مع الأسرى، ممن أعاد جيش الاحتلال اعتقالهم، أوضح رسلان محاجنة، محامي الأسير محمود العارضة، أن مخابرات الاحتلال هي من كانت تحقق معه، وكانت جلسات التحقيق “صعبة، وتمتد لساعات طويلة”.

وبحسب ما أفاد به الأسير من سجنه، فقد أكد المحامي ، أن عملية حفر “نفق الحرية”: “بدأ بها الأسير العارضة منذ كانون الأول/ ديسمبر 2020، واستمر حتى يوم الخروج من النفق يوم 5 أيلول/ سبتمبر الجاري”.

ولفت إلى أن “الأسير محمود، إنسان واع ولديه فهم دقيق. لقد خطط للعملية بشكل مفصل جدا، من خلال أرقام وحسابات وأبعاد دقيقة، وتحديد دقيق لمكان الحفر؛ من مدخل النفق وحتى المخرج، وكان يعرف بالضبط التفاصيل المطلوبة كافة”.

وأكد المحامي محاجنة الذي تمكن مساء الثلاثاء من زيارة الأسير العارضة، أن “الأسير محمود، أوضح للمحققين أنه كان المفكر والمخطط والمنفذ لعملية حفر النفق والهروب منه”.

ونبه إلى أن “العارضة، يوجد في زنزانة انفرادية ضيقة لا تصلح للسكن الآدمي، تابعة للمخابرات الإسرائيلية”.

وحول أهم الأدوات التي استخدمها الأسير العارضة في حفر النفق، ذكر أنها “أدوات صلبة من مثل؛ ملاعق، أيدي القلايات، أباريق الشاي، صحون وبعض الأخشاب المتوفرة لديه، وكلها أدوات بدائية يمتلكها الأسرى بشكل طبيعي”.

وردا على سؤال “أين اختفت رمال النفق وكيف تم التخلص من هذه الكميات الكبيرة؟”، بيّن أنه تم استخدام مواسير الصرف الصحي للتخلص من الرمال التي تم استخراجها من النفق طيلة فترة الحفر، وذلك بمساعدة المياه.

رسائل “العقل المدبر”

وعن أهم الرسائل التي حملها العقل المدبر لعملية “نفق الحرية” للمحامي ماجنة خلال زيارته له، بين أنه “أراد إيصال 3 رسائل مهمة جدا، لأبناء شعبنا الفلسطيني في كل أماكن تواجده”.

الرسالة الأولى، أن “الأسير محمود، مرت عليه 5 أيام منذ الخروج من النفق حتى إعادة اعتقاله، وفي هذه الفترة مر على قرى فلسطينية عدة في الداخل المحتل، منها العفولة وصولا إلى الناصرة، وكان يدرك أن هذه قرى فلسطينية وشاهد الأهالي، ولكنهما (كان معه الأسير يعقوب قادري) لم يطلبا أي مساعدة”.

ونوه المحامي، إلى أن العارضة ومعه قادري، “امتنع عن الدخول في الأماكن السكانية الفلسطينية خوفا على المواطنين من استهدافهم في المستقبل (من أجهزة الاحتلال)، وحرص على أن لا يزجهم في أي مشاكل قد تؤثر عليهم”.

ونبّه إلى أن “الأسير تحفظ جدا عن طلب مساعدة أي فلسطيني في الداخل، خوفا عليهم، وليس خوفا منهم، مع ثقته الكبيرة في نخوتهم، وبأنهم لن يقصروا في حال طلب منهم المساعدة”.

أما الثانية، وبعد اعتقال جيش الاحتلال لمحمود يوم الجمعة الماضي، عند الساعة الـ21:30 ليلا، وفي صباح السبت الساعة الـ8:00 صباحا، تم إحضاره للمحكمة في الناصرة من أجل تمديد توقيفة.

وبحسب محاجنة، فقد “مر الأسير بفترة إحباط بسبب إعادة اعتقاله، لكنه عندما سمع هتافات المتظاهرين أمام المحكمة في الناصرة، والتي كانت تؤيد الأسرى مع ذكر أسمائهم، رفع ذلك من معنوياته بشكل كبير جدا”.

الماء والغذاء

وقال العارضة للمحامي: “بعد سماع تلك الهتافات، انتعشت وعدت لحالتي الطبيعة، وتأكد لي، أن ما قمت به ليس عبثا، وكان له نتائج كبيرة، رغم أنني اعتقلت مرة أخرى، كما أن خروجنا عبر النفق وحد شعبنا في كافة أماكن تواجده حول الأسرى، وهذا بحد ذاته إنجاز ليس بقليل”.

وفي الرسالة الثالثة، فقد أكد الأسير للمحامي، أنه “لم يبلغ عنهم أي شخص”، وبالتالي فإن العارضة بحسب المحامي “نفى الرواية الإسرائيلية التي زعمت أن الأسرى طلبوا من شخص ما المساعدة، ما دفع بهذا الشخص للاتصال بالشرطة الإسرائيلية، وهذا غير صحيح البتة”.

وبين محاجنة، أن الأسير محمود عندما اعتقل كان في واد، والشرطة الإسرائيلية لمحتهم، وقامت باستدعاء المزيد من القوات من أجل تنفيذ عملية الاعتقال، وهو ما تم.

وأفاد بأن “الأسير محمود، أكد أنه لم يتعرض لأي أذى من أي مواطن من الداخل، لا من الناصرة ولا من خارجها، حتى إنه طلب أن نوجه تحية خاصة لأهلنا في الناصرة، ولكل أبناء شعبنا في الداخل والخارج”.

وعن كيفية تعامل الأسير العارضة خلال الخمسة أيام بعد خروجه من السجن عبر النفق، أوضح أن الأسرى الستة بعد خروجهم من السجن عبر النفق، كان بحوزتهم بعض الأمور الأساسية من ملابس وطعام، لكن الأكل نفد كله في اليوم الأول، واعتمدوا على ما توفر من فواكه في الحقول التي مروا عليها، ومرت عليهم ساعات صعبة للغاية، وظهرت عليهم علامات الإنهاك والتعب الشديد بشكل واضح، قبيل اعتقالهم، نتيجة عدم وجود غذاء وماء”.

والأسرى الستة هم: الأسير محمود عبد الله العارضة (46 عاما) من “عرابة/ جنين”، معتقل منذ عام 1996، ومحكوم مدى الحياة؛ والأسير محمد قاسم العارضة (39 عاما) من “عرابة” معتقل منذ 2002، ومحكوم مدى الحياة؛ والأسير يعقوب محمود قادري (49 عاما) من “بير الباشا” معتقل منذ 2003، ومحكوم مدى الحياة أيضا..

والأسير أيهم نايف كممجي (35 عاما) من “كفر دان”، معتقل منذ 2006 ومحكوم مدى الحياة؛ والأسير زكريا زبيدي (46 عاما) من مخيم جنين معتقل منذ عام 2019 ولا يزال موقوفا؛ والأسير مناضل يعقوب انفيعات (26 عاما) من يعبد، معتقل منذ عام 2019.

المصدر
عربي 21
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى